صحافة العدو اعتبرت أن ألمانيا تفقد صبرها وأن دعمها لإسرائيل «ليس شيكا»ً مفتوحاً لنتنياهو … «نيويورك تايمز»: برلين تغير لهجتها تجاه إسرائيل مع تزايد الشهداء في غزة
| وكالات
أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس السبت، بأن دعم ألمانيا لإسرائيل أصبح في مكانٍ «مُحرج»، وبشكلٍ متزايد، بعد أن كانت من البلدان الأوروبية الأولى التي أيّدت العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة بعد السابع من تشرين الأول الماضي، على حين كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن «بدء فقدان ألمانيا صبرها» على خلفية ما يحصل في غزّة، وأنهّا تعتبر دعم إسرائيل لم يعد «شيكاً على بياض لنتنياهو».
وقالت الصحيفة الأميركية إن ألمانيا تعتبر ثاني أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، ولكن مع تزايد الغضب الدولي إزاء حصيلة الشهداء، بدأ المسؤولون الألمان يتساءلون عما إذا كان دعم بلادهم لإسرائيل قد ذهب إلى أبعد من اللازم.
وأشارت الصحيفة إلى أن التغيير في الموقف الألماني أصبح ملموساً في غضون أسابيع، وهذا الأسبوع، قالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إنها سترسل وفداً إلى إسرائيل لأن بلادها، باعتبارها دولة موقعة على اتفاقيات جنيف، «ملزمة بتذكير جميع الأطراف بواجبهم في الالتزام بالقانون الإنساني الدولي»، وخلال زيارتها، وصفت بيربوك أيضاً الوضع في غزة بأنّه «جحيم»، وأصرّت على عدم شنّ عملية إسرائيلية كبيرة على رفح.
في سياق متصل، ذكرت صحيفة «ذا تلغراف» البريطانية، أنه سيتعيّن على المتقدّمين للحصول على الجنسية الألمانية، الإجابة عن أسئلة تتعلّق بالدين اليهودي وإسرائيل والنازيين، وأشارت الصحيفة إلى أنه في اختبار الجنسية الجديد في ألمانيا، يمكن أن يُسأل المرشحون لماذا ألمانيا في التزام تاريخي معيّن تجاه إسرائيل؟
وأشارت الصحيفة إلى أنه سيتعيّن على المتقدّمين للحصول على الجنسية الألمانية، «الإجابة عن أسئلة تتعلّق بالدين اليهودي وإسرائيل والنازيين»، وتأتي هذه المبادرة، التي قادتها وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، رداً على المخاوف المتزايدة بشأن «تصاعد الهجمات على اليهود في ألمانيا»، حسب الصحيفة، وقالت فيزر لمجلة «دير شبيغل» الألمانية: «أي شخص لا يشاركنا قيمنا لا يمكنه الحصول على جواز سفر ألماني»، مضيفةً: «لقد رسمنا خطاً أحمر واضحاً تماماً هنا».
في اختبار الجنسية الجديد، الذي يجب على المتقدمين اجتيازه للحصول على الجنسية الألمانية، يمكن أن يُسأل المرشحون عن اسم مكان العبادة اليهودي، أو ما الذي يشكّل سلوكاً معادياً للسامية، ووفقاً للمجلة «دير شبيغل»، سيُطلب من المتقدّمين للحصول على الجنسية، إضافة إلى الالتزام بالدستور، الالتزام بحماية الحياة اليهودية في ألمانيا.
والأسبوع الماضي، وقف المستشار الألماني، أولاف شولتس مرّةً أخرى إلى جانب نتنياهو في «تل أبيب»، وتحدّث بلهجة مختلفة. وتساءل شولتس: «بغض النظر عن مدى أهمية هدف الحرب الإسرائيلية، فهل يمكن أن نبرر مثل هذه التكاليف الباهظة للغاية؟».
وقد حاولت برلين، مثل واشنطن، تقديم نفسها كصديق مُهتم، عازم على ضمان أمن إسرائيل على المدى الطويل، من خلال عدم السماح لها بالذهاب إلى أبعد من ذلك، ما يجعلها تفقد المزيد من الدعم الدولي، لكن المخاطر كبيرة بالنسبة لألمانيا أيضاً، وفق «نيويورك تايمز».
وتحتاج ألمانيا إلى الحفاظ على علاقاتٍ ودّية في جميع أنحاء العالم، لتحقيق مصالحها الخاصة، سواء كانت صفقات مع مصر للحد من الهجرة، أم للحصول على الدعم لإجراءات دعم أوكرانيا ضد روسيا.
بدورها أشارت كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى أن الحرب في غزّة «تطول أكثر فأكثر»، والضغط على «إسرائيل من أصدقائها في العالم يتزايد»، قائلةً إن 70 بالمئة من الألمان بدؤوا يعتبرون أن «تصرفات الجيش الإسرائيلي في غزّة لا يمكن تبريرها».
كما ذكرت الصحيفة أن المستشار الألماني أولاف شولتس، كان من أوائل القادة الذين حضروا في إسرائيل بعد 7 تشرين الأول «للتعبير عن دعمه لها»، فيما تعد ألمانيا ثاني أكبر مورّد للأسلحة إلى إسرائيل بعد الولايات المتحدة، ولكن حتى في هذا الخصوص بات «هناك تغيير ملحوظ».
إلى ذلك أكدت الصحيفة أن وزير خارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أبلغ «الكابينت» أن نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك تخشى أن يتم تقديمها إلى المحاكمة «بتهمة ارتكاب جرائم حرب بسبب دعمها لإسرائيل».
وفي منتصف الشهر الحالي، قالت محكمة العدل الدولية في بيانٍ لها إنها ستعقد في الثامن والتاسع من نيسان المقبل، جلسات استماع للنظر في دعوى نيكاراغوا ضد ألمانيا، بسبب دعم الأخيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزّة، من خلال تقديم مساعدات عسكرية لـ«إسرائيل»، ووقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
وقد واجهت الحكومة الألمانية اتهامات – بما في ذلك من سكان يهود بارزين في ألمانيا – «بالسماح لعقدة الذنب هذه»، بأن تحجب ردّها على العمل الانتقامي الإسرائيلي، الذي تسبّب في أزمة إنسانية في غزة.
وتحوّلت برلين نحو موقف أكثر انتقاداً لحليفتها مؤخراً، مع ارتفاع عدد الشهداء المدنيين الفلسطينيين، مشدّدة على ضرورة التزام «إسرائيل» بالقانون الدولي.
كما صرّح عدد من السياسيين بمواقف مختلفة عن المواقف المتشددة في الدعم المفتوح للاحتلال الإسرائيلي، وجرائمه في الحرب.