أقحم شهر رمضان في حلب مهن كثيرة كي تطرق باب التسول على أمل الظفر بصدقات أو «إكراميات» الصائمين، الذين يتصدق الكثير منهم لمجرد السؤال بأحقية وهب المال، بعد ازدهار «مهنة» التسول وغض الجهات المعنية النظر عنها كرمى للشهر الفضيل.
ما يلفت الانتباه دخول المتسولين على خط عمال النظافة وانتحالهم زي مجلس المدينة الخاص بهؤلاء، بحيث غدا الأمر ظاهرة بإمكان سكان أحياء غرب المدينة الراقية التماسها بوضوح في أماكن تسوقهم.
«الوطن» رصدت العديد من المتسولين الذين يرتدون لباس عمال النظافة في أحياء الفرقان والموكامبو وحلب الجديدة، وخصوصاً في الأخير البعيد عن أعين الجهات المعنية بهم لوقوعه في طرف المدينة.
وأوضح متسوقون في حي حلب الجديدة جنوبي في الأسواق المحيطة بجامع الرحمة أن الأشخاص الذين يبدو عليهم، حسب زيهم، أنهم عمال نظافة يتوددون بطريقة فجة إلى رواد مطارح التسوق وبكلمات الترحيب المعهودة لاحراجهم بتقديم الصدقات لهم.
وقال أحد المتسوقين لـ«الوطن»: عمال النظافة أحق الناس بالصدقات لأنهم يجمعون ويزيلون قمامتنا، ومن دونهم سيصبح وضع الشوارع والحارات كارثياً، ولا يهمني التحقق من شخصية هؤلاء ما داموا يرتدون لباس مجلس المدينة الخاص بعمال النظافة وما داموا لا يطلبون المال بطريقة وإلحاح المتسولين الممجوج والمقرف.
وشجّع ذلك المزيد من المتسولين على ارتداء زي عمال النظافة والنزول إلى الشوارع وأماكن التسوق، وخصوصاً في الفترة التي تسبق الإفطار والتي تشهد ازدحاماً كبيراً في الأسواق لتبضع حاجيات الصيام، وخاصة المشروبات الرائجة والمطلوبة كالسوس والتمر هندي والجلاب، إلى جانب أنواع المعروك التي تشهد إقبالاً كبيراً من المتسوقين.
ويلاحظ أن الذين ينتحلون صفة عمال النظافة من المتسولين يحملون مكنسة النظافة المعروفة من دون مجرفة أو كريك، ومن دون مزاولة أعمالهم المنوطة بهم، كما أنهم يخرجون إلى العمل في غير أوقات الدوام المعروفة صباحاً، ويؤثرون الأسواق فقط في الفترة التي تسبق الإفطار، ومنهم من يوهم الأشخاص المستهدفين بأنهم يمارسون أعمال جمع القمامة بلا ترحيلها، بهدف كسب ودهم وشفقتهم، للحصول على مبلغ مجزٍ من مال الصدقات.