عربي ودولي

الانتخابات بمثابة زلزال سيعيد رسم السياسة الداخلية بتركيا … «الشعب الجمهوري» احتفظ بمواقعه وانتزع عشر بلديات من «العدالة والتنمية»

| وكالات

تصدر حزب الشعب الجمهوري المعارض الانتخابات المحلية التي جرت في تركيا أول من أمس الأحد بحصوله على أكثر من 37 بالمئة من الأصوات في عموم البلاد، وحل بعده حزب «العدالة والتنمية» بنحو 36 بالمئة من الأصوات، بعد فرز 93 بالمئة من الأصوات، حسب وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية.
ورغم فوزه بانتخابات الرئاسة والبرلمان، جاءت خسارته لانتخابات البلديات، بمثابة «زلزال» فاجأ حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، ومُني الحزب في الانتخابات «بأسوأ هزيمة» يتعرض لها في تاريخ حكمه للبلاد منذ عام 2002، حيث حلَّ ثانياً بعد حزب الشعب الجمهوري المعارض، بعد إخفاقه في استرداد السيطرة على البلديات الكبرى، بل وخسر بلديات كان يحكمها في السابق، وفق تقرير لقناة «سكاي نيوز عربية».
وحصل حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، وفق «سكاي» على 37.1 بالمئة من الأصوات في انتخابات رئاسة البلديات؛ ليصبح الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات لأول مرة منذ 47 عاماً بعد انتخابات عام 1977، عندما حصل على 41 بالمئة من الأصوات، فيما حل حزب العدالة والتنمية ثانياً بنسبة 35.9 بالمئة.
وفي انتخابات إسطنبول التي حشد حزب «العدالة والتنمية» كل وسائله للفوز بها، تقدم عمدة بلدية إسطنبول، القيادي في حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو، بفارق 10 نقاط على مرشح «تحالف الشعب الحاكم» (المكون من حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية) مراد كوروم.
وفي أنقرة، تم انتخاب رئيس بلدية أنقرة الحالي، والقيادي كذلك في «الشعب الجمهوري»، منصور يافاش، رئيساً للبلدية، للمرة الثانية، بعدد قياسي من الأصوات، متفوقاً بنحو 28 نقطة على تورغوت ألتينوك، مرشح التحالف الحاكم، بذلك احتفظ «الشعب الجمهوري» بالبلديات الكبرى التي فاز بها عام 2019، ومنها، إلى جانب إسطنبول وأنقرة، أزمير وأضنة ومرسين وأنطاليا، وفوق هذا، أخذ الحزب 10 بلديات من حزب العدالة والتنمية وبلدية واحدة من حزب الحركة القومية.
ونتيجة لما سبق، أصبح «الشعب الجمهوري» المسيطر في وسط الأناضول وبحر إيجه ومعظم منطقة مرمرة لأول مرة منذ فترة طويلة جداً، كما تم انتخاب مرشحي الحزب كرؤساء بلديات في مانيسا وأفيون قره حصار، وفي التقسيم الإداري خلال هذه الانتخابات، زاد عدد البلديات الكبرى من 11 إلى 15، ولكن انخفض عدد البلديات الحضرية التابعة لحزب العدالة والتنمية إلى 11 بعد أن كانت 15 في الانتخابات الماضية، وانخفض عدد المقاطعات إلى 13 بعد أن كانت 24، وانخفض عدد المناطق إلى 360 بعد أن كانت 535.
وفي ضوء هذه النتائج، أقرّ رئيس الإدارة التركية، رجب طيب أردوغان، بـ«التراجع»، وقال في كلمة أمام أنصاره بأنقرة: «لم نحقق النتائج المرجوة من الانتخابات المحلية، وسنحاسب أنفسنا، وسندرس الرسائل الصادرة عن الشعب»، واعتبر أن: «الانتخابات المحلية ليست النهاية بالنسبة لنا، لكنها نقطة تحول».
واتفق محللون أتراك مع تعبير أردوغان «نقطة تحول»، إذ قال المحلل السياسي التركي محمود علوش: إن هذه النتائج «زلزال سياسي سيعيد تصميم السياسة الداخلية والحزبية بعد أكثر من عقدين على حكم حزب العدالة والتنمية»، كما اعتبر أن الناخب التركي «قرر توجيه تحذير شديد القوة لأردوغان هذه المرة، فيما توَّج أكرم إمام أوغلو نفسه اليوم كأقوى زعيم معارض في حقبة العدالة والتنمية»، أما الأمل الباقي أمام هذا الحزب للبقاء في الحكم فهو «إنجاح خطة التعافي الاقتصادي قبل الربع الأخير من ولاية أردوغان الحالية»، كما رأى علوش.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن