عربي ودولي

أكدت أن «ناتو» يدفع باتجاه تدهور الوضع في أوروبا.. واستونيا أقرت بوجود عسكريين من الحلف في أوكرانيا … موسكو: واشنطن تمارس ضغوطاً غير مسبوقة لمنع دول من التعامل مع روسيا

| وكالات

أعلنت الرئاسة الروسية أمس أن العديد من دول العالم تواجه ضغوطاً «غير مسبوقة» من الولايات المتحدة لوقف تعاملات هذه الدول مع روسيا، وشددت من جهة ثانية على أن عدوانية حلف شمال الأطلسي «ناتو» ستؤدي إلى تدهور الوضع العسكري والسياسي في أوروبا، تزامنا مع إقرار وزير الدفاع الإستوني وجود عسكريين من دول الحلف في أوكرانيا.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن دولاً كثيرة تواجه ضغوطاً غير مسبوقة من الولايات المتحدة منها التهديد بفرض عقوبات، وذلك لوقف تعاملاتها مع روسيا، وأوضح للصحفيين أمس في موسكو أن البنوك الأرمينية ستتوقف عن قبول بطاقات مير الروسية بداية نيسان الحالي، وذلك لا يعود إلى سياسة يريفان بحد ذاتها بل بسبب الضغوط الأميركية غير المسبوقة، لافتاً إلى أن روسيا وأرمينيا ستواصلان العمل لتفادي المخاطر وتصحيح الوضع في القطاع المصرفي والمناقشات ستستمر حول ذلك، حسب وكالة «نوفوستي».
من جهة ثانية، قال بيسكوف: إن الاتهامات الموجهة لروسيا بوقوفها وراء حالات «متلازمة هافانا» التي أصابت عدداً من الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في كوبا لا أساس لها من الصحة، ولم يقدم أحد على الإطلاق أدلة تثبت هذه المزاعم.
وفي سياق منفصل، نفى متحدث الكرملين وجود أي معلومات لديه بشأن مزاعم نقل إيران بيانات إلى روسيا حول تهديدات أمنية قبل الهجوم الإرهابي على «كروكوس سيتي هول»، ورداً على سؤال أحد الصحفيين بشأن نقل إيران «بيانات حول هجوم إرهابي يجري الإعداد له على الأراضي الروسية، قبل أيام قليلة من المأساة التي وقعت في «كروكوس سيتي هول» في الـ22 من آذار المنصرم، قال بيسكوف: «كلا، لا أعرف أي شيء عن هذا».
في الأثناء، أكدت موسكو أن أوكرانيا تلعب دور ساحة قتال متقدمة لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ضد روسيا بينما يقوم الغرب بمهام الجبهة الخلفية، إذ قال رئيس الوفد الروسي المشارك في محادثات الأمن العسكري ومراقبة التسلح في فيينا قسطنطين غافريلوف لوكالة «سبوتنيك» أمس: «تواجه روسيا التكتل العسكري الصناعي المشترك بين «الناتو» وأوكرانيا الذي تقوم فيه أوكرانيا بدور ساحة المعركة وأداة الكفاح المسلح ضد روسيا على حين تؤدي البلدان الغربية مهام المقر الرئيسي والجبهة الخلفية ومورد الأسلحة والاستخبارات وتعليمات الاستهداف»، واعتبر غافريلوف أن سياسة «ناتو» العدوانية تجاه روسيا ستؤدي إلى تدهور كامل للوضع العسكري السياسي في أوروبا في المستقبل.
جاء ذلك بينما، أكد وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور وجود عسكريين من جميع الدول الأعضاء في «ناتو» في أوكرانيا، وقال في مقابلة مع صحيفة «دي بريس» النمساوية: «الحقيقة هي أن كل دولة عضو في «الناتو» لديها أفراد عسكريون في أوكرانيا، مثل الملحقين العسكريين أو الأفراد الذين يسافرون إلى أوكرانيا من وقت لآخر»، حسبما نقلت وكالة «تاس».
وأضاف: «نقوم بتدريب الأوكرانيين في بريطانيا، وقد تم تدريب 1500 جندي أوكراني هنا في إستونيا، وعدد كبير في بولندا، والسؤال هو ما إذا كان بوسعنا أن نقوم بالشيء نفسه في أوكرانيا لتسريع عملية التدريب، لأن كل رحلة عبر الحدود تستغرق وقتاً، لكن هذا لا يعني أن الجنود الأوروبيين سيقاتلون في الخنادق بأوكرانيا، لقد تم استبعاد هذا الخيار»، وأوضح بيفكور أن تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن إرسال قوات إلى أوكرانيا «تتعلق بشكل أساسي بمجال التدريب».
وأدلى الرئيس الفرنسي بعدة تصريحات حادة أعلن فيها عن تشكيل «التحالف التاسع» لتزويد أوكرانيا بصواريخ متوسطة وطويلة المدى، ووعد بأن باريس ستبذل قصارى جهدها لمنع روسيا «من الانتصار في هذه الحرب»، وأكد أن فرنسا ليس لديها «حدود أو خطوط حمر» في مساعدة أوكرانيا، مؤكداً أنه لا ينبغي «استبعاد» إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا.
وامام هذه التطورات، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن روسيا تعتزم اللجوء إلى المحاكم الدولية فيما يتعلق بمطالبها حول مكافحة الإرهاب في أوكرانيا، وقالت وفق «سبوتنيك»: إن «روسيا تعتزم اللجوء إلى المحاكم الدولية بخصوص العملية الإرهابية في مجمع كروكوس، ويجري الآن إعداد الوثائق ذات الصلة للمرور بالإجراءات الإلزامية المناسبة وصولاً إلى تحقيق المطالب بمعاقبة المتورطين».
وأشارت زاخاروفا إلى أن «نظام كييف اتبع عمداً طريق الإرهاب والتطرف، والسلطات الأوكرانية لم تدرك فداحة مثل هذه الأعمال»، لافتة إلى أنه لا يزال من غير المعروف ما إذا كان قرار دعم الأعمال الإرهابية قد تم اتخاذه تحت تأثير دول أجنبية أو من سلطات كييف بشكل مستقل، وأوضحت أنه «كان لدى نظام كييف الوقت لتسوية الأمر وفهم ضخامة خطواتهم، لكنهم اتخذوا طريقاً مختلفاً».
بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الداخلية الروسية أنها أنهت العمل على إعداد مشروع يشدد الرقابة في مجال الهجرة في البلاد، يتضمن تخفيض مدة الإقامة المؤقتة للأجانب إلى 90 يوماً، وقالت المتحدثة باسم الوزارة إيرينا فولك: «من بين التدابير المتخذة تقليل فترة الإقامة المؤقتة للأجانب إلى 90 يوماً خلال السنة التقويمية»، وأضافت: «من المخطط أيضاً تعزيز الرقابة على أصحاب العمل الذين يوظفون مواطنين أجانب»، حسب «نوفوستي».
وتابعت: «من المخطط أيضاً تعزيز الرقابة على أصحاب العمل الذين يوظفون مواطنين أجانب، فضلا عن فرض حظر على الوكالات الحكومية والمنظمات والأفراد والكيانات القانونية «تقديم أي خدمات لمنتهكي تشريعات الهجرة» فضلاً عن قرارات أخرى تهدف إلى تبسيط وجود المواطنين الأجانب في أراضي روسيا».
في الأثناء، أفاد متحدث باسم الأمن الداخلي في مدينة فورونيج الواقعة على بعد 500 كيلومتر جنوب شرق موسكو بوقوع انفجار صباح أمس الإثنين في أحد مقاهي المدينة، وقال وفق «نوفوستي»: «تلقى قسم الشرطة رقم 6 بلاغاً بتحطم نوافذ الواجهات في أحد المقاهي في شارع لينين، وأعقب ذلك انفجار داخل المبنى»، وأضاف: إن أفراد الأمن يعملون حالياً على معرفة ملابسات الحادث، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن