ثقافة وفن

معرض «أكيتو بريخو» في فندق جوليا دومنا … 12 عملاً فنياً لكبار الفنانين السوريين احتفالاً برأس السنة السورية

| مايا سلامي- تصوير طارق السعدوني

احتفالاً بعيد رأس السنة السورية افتتحت صالة «جوليا آرت» المعرض الفني «أكيتو بريخو 6774»، الذي تضمن عرض بعض مقتنيات مجموعة جوليا دومنا الفنية للرواد وكبار الفنانين السوريين الذين أثروا الحركة التشكيلية بإبداعهم الخاص، وكان منهم: سبهان آدم، ليلى ناصر، نعيم إسماعيل، ادوارد شهدة، باسم دحدوح، نذير نبعة، غسان نعناع، سعيد مخلوف، ومن العراق سيروان باران.

وعلى امتداد السنوات السابقة يحرص فندق جوليا دومنا في دمشق على إحياء هذه المناسبة التي تمتد جذورها إلى بلدنا العريق، وتحمل أقدم تاريخ وأبرز حضارة هي اليوم تزداد زهواً باحتضان أبناء يعرفون تاريخها ويعملون سنوياً على الاحتفاء به.

تجربة جوليا دومنا

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت مديرة صالة جوليا آرت حنان إبراهيم: «تجربة مجموعة جوليا دومنا بالاحتفال دائماً برأس السنة السورية بدأت منذ تأسيسها في عام 1999، لكنها كانت تتم عن طريق حفل لتكريم موظفيها بهذه المناسبة، لكن منذ عام 2014 انتقلنا إلى الفعاليات الثقافية من خلال المعارض الفنية لأن الفن له دور مهم وأساسي في هذا المجال».

وأضافت: «معرض اليوم يضم 12 عملاً لأهم الفنانين السوريين، وهدفنا منه غير ربحي وغير تجاري وإنما التذكير برأس السنة السورية وأهمية هذه المناسبة لكل السوريين».

إحياء تراث

وبين المهندس حيدرة مخلوف: «عندما سمعت بهذا المعرض تولدت عندي رغبة لآتي وأشاهد الأعمال الموجودة فيه ولو كان ذلك بعيداً عن اختصاصي بعض الشيء، فمن الجميل أن نعبر عن رأس السنة السورية ونتعرف أكثر على هذا اليوم، وأتمنى إقامة مثل هذه المعارض بشكل دوري لإحياء تراث وأصالة هذا البلد».

أما د. فداء خليل فأوضح أن رأس السنة السورية من أقدم التقويمات الموجودة في العالم وإحياء هذه الذكرى مهمة سورية وطنية أولاً، منوهاً بأن الجميل في هذا المعرض هو أن كل اللوحات الموجودة فيه غير معدة للبيع بل هي مقتنيات لفنانين مهتمين بالحالة السورية.

عن المناسبة

الأول من نيسان هو عيد رأس السنة السورية، إذ يعد التقويم السوري أقدم تقويم لا يزال يحتفل به، ويصادف اليوم بداية سنة 6774 للتقويم الزراعي القديم، حيث كانت السنة السورية القديمة تبدأ في الأول من نيسان «نيسانو» في اللغة الكنعانية والآرامية.

وهذا التقويم ظل قائماً عند الحضارات السورية المتعاقبة، ومنها ممالك أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ودمشق ونقل مع العرب فيما بعد إلى الأندلس.

كما لم يتخذ السوريون القدامى الأول من نيسان أول أيام سنتهم عن عبث بل لأنه البداية الحقيقية، وكانت الاحتفالات بقدوم الربيع تبدأ في يوم الاعتدال الربيعي وتستمر حتى اليوم الأول من نيسان يوم رأس السنة السورية، ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب ونمو الزرع والثمار، وكانت تتخلل الاحتفالات طقوس دينية وشعائر، وتقدم خلالها قرابين ومواكب احتفالية كبيرة.

وارتبط التقويم السوري بعشتار الربة الأم الأولى ربة الحياة ونجمة الصباح والمساء في آن معاً، والتي تصفها النصوص القديمة بأنها «في فمها يكمن سر الحياة»، واحتفالات رأس السنة السورية كانت تبدأ في الحادي والعشرين من آذار، الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير، بعدها تبدأ الاحتفالات الدينية لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان، ثم تستمر حتى العاشر منه.

وسمي هذا العيد «أكيتو» بالسومرية و«أكيتي سنونم وريش شاتين» بالأكادية، ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، والذي يشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير والقمح والحبوب المختلفة والخضروات.

وتبين الآثار التي تم اكتشافها في سورية والعراق أن أول عيد للأكيتو في التاريخ بدأ على شكل عيد للحصاد الزراعي، الذي كان ينجز مرتين في السنة الواحدة، الأولى في شهر نيسان، والثانية في تشرين الأول، وكان حينها يسود الاعتقاد بأن حركة القمر السنوية ما هي إلا «حركة دائرية مغلقة»، تضمن الطبيعة من خلالها الخلود ومقومات استمرار الحياة.

من الجدير بالذكر أن تأريخ يوم السومريين كان يعتمد على عدة عناصر طبيعية وأهمها القمر، فقد كان معلوماً بأن شهر «نيسانو» أي نيسان يبدأ حسب التقويم بليلة الاعتدال الربيعي، واختلف العلماء حول أصل التسمية «الأكيتو»، غير أن أصل الكلمة هو «يوم الخصب» لأنه في الأساس هو عيد زراعي مرتبط بموسمي البذار والحصاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن