رياضة

شطط..

| مالك حمود

ما تزال لعبتنا الشعبية الثانية آخذة في الانحدار الأخلاقي..

هذا ما تؤكده المواسم الأخيرة ومبارياتها الجماهيرية التي قلما يخلو بعضها من المنغصات.

القصة باختصار أن أجواء مبارياتنا الجماهيرية لم تعد مريحة وبعيدة كل البعد عن الرياضة وأخلاقياتها.

شطط الجمهور ليس بجديد على لعبتنا في المباريات الكبيرة والجماهيرية، وقيادات تتعاقب على اللعبة وكل واحدة تحاول قمع الشغب بطريقتها وفقاً للوائح الانضباطية التي كانت تشهد تعديلات سنوية.

عقوبات كثيرة كانت تفرض بحق الفريق المسيء، سواء بإقامة مباريات الفريق من دون جمهور، أو بنقل مباراته إلى خارج أرضه، أو بإيقاف المباراة في حال حصول جمهور الفريق على حد معين من الإنذارات، وتوقف المباراة ولا تستكمل إلا بإخراج الجمهور المسيء من الصالة، وفي حال تمنع الجمهور المسيء من مغادرة الصالة، يقوم الحكام بإنهاء المباراة واعتبار الفريق صاحب الجمهور المسيء خاسراً للمباراة، وكلها كانت طرقاً أكثر فاعلية في محاصرة الشغب ومكافحته.

ورغم المحاولات اللاحقة باستبدال تلك العقوبات بالغرامات المالية إلا أنها كانت تثبت عدم جدواها في محاصرة الشغب لتكون العودة الاضطرارية لمعاقبة الجمهور، وحرمانه من حضور بعض من مباريات فريقه. وسط استهجان البعض من تلك العقوبة حيث كانوا يقولون بالحرف:

(ما صدقنا نشوف جمهورنا رجع للصالات حتى نرجع نخسر شوفته بالمباريات) مؤكدين ومشددين على ضرورة البحث عن عقوبات بديلة حفاظاً على حضور الجمهور.

العقوبات البديلة وخصوصاً الغرامات المالية ساهمت بشكل كبير في تفاقم الشغب وتضاعفه، وزادت الطين بلة مسألة المجاملة للبعض، والمراعاة للبعض الآخر، ومحاولة استيعاب الأمور حفاظاً على طيب العلاقات مع إدارات الأندية انطلاقاً من مقولة: (الدنيا دين ووفا.. وكل شي بالدين حتى دموع العين) وحرصاً على إيجابية أصواتها في الانتخابات.

خلاصة الكلام.. سوء المعالجة تسبب في ترسيخ الشغب وتناهيه في كل الصالات، وبغالبية المباريات الجماهيرية، حتى أصبحت لغة الشتم مستساغة لدى الجماهير، وصولاً لما حدث في نهائي كأس الموسم الحالي الذي خرج عن نطاق الرياضة، وبشكل فاقع ومؤسف ومؤلم.

فمن ينقذ لعبتنا من هذا التلوث الفظيع والشنيع، وبجدية وحيادية ينظف أجواء المباريات في مختلف الصالات؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن