قضايا وآراء

حملة تبرعات ناجحة.. هل تحسن موقف بايدن في الانتخابات؟

| دينا دخل الله

على الرغم من أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يبدو في موقف قوي أمام منافسيه للانتخابات الرئاسية المقبلة إلا أنه استطاع مؤخراً أن يظهر بمظهر قوي بعد إطلاق أكبر حملة لجمع التبرعات في مدينة نيويورك، واستطاعت هذه الحملة جمع مبلغ قدره ٢٦ مليون دولار من التجمع الأخير الذي بيعت تذاكره بالكامل، وبهذا يكون مجموع ما حصلت عليه كل فعاليات الحملة مبلغاً قدره ١٥٥ مليون دولار وهو أكبر مبلغ مالي جمعته حملة للحزب الديمقراطي في التاريخ، وأعلن بايدن وإلى جانبه سلفاه الديمقراطيان باراك أوباما وبيل كلينتون: «إننا متحدون بطرق لا يمكن أن يضاهينا فيها الجمهوريون».

وتباهى بايدن بدعم الرئيسين السابقين كلينتون وأوباما له وقال: «إن دونالد ترامب لم يستطع أن يحصل على دعم سلفه جورج بوش الابن، حتى نائبه مايك بنس قال إنه غير راغب في تأييد رئيسه السابق»، كما أفاد ترامب ولجنة العمل السياسي التابعة له بأن لديهم ٣٧ مليون دولار نقداً فقط حتى الآن.

واعترف بايدن في التجمع الأخير بأن دونالد ترامب أظهر نقاط قوة لا بأس بها في استطلاعات الرأي المبكرة في الولايات المتأرجحة الرئيسة، إلا أنه قال: «إنني متأكد بأن وضعي في استطلاعات الرأي سيشهد تحسناً في المجالات الرئيسية في الأسابيع التالية لخطابه عن حال الاتحاد»، أي بعد أن يصبح رئيساً.

حاول بايدن استغلال السؤال الذي يسأله ترامب وكبار الجمهوريين بشكل دائم عما إذا كانت البلاد أفضل حالاً الآن مما كانت عليه قبل أربع سنوات؟ وأكد بايدن في هذا المجال أنه في الوقت الذي كانت فيه جائحة كورونا لا تزال في مراحلها الأولى والعالم في حالة إغلاق لاحظ الشارع الأميركي أن إدارته الديمقراطية هي التي ساعدت في ترويض الوباء مع الحفاظ على قوة الاقتصاد وخفض معدلات البطالة، وطرح بايدن سؤالاً جديداً يريد أن يفكر فيه الناخبون: «هل سنكون أفضل حالاً بعد أربع سنوات من الآن»؟

واستطاع بايدن في تجمع نيويورك إظهار حقيقة واضحة، وهي أنه على الرغم من الشائعات عن رغبة الحزب الديمقراطي بالتخلص منه وتنحيته جانباً، إلا أن دعم الحزب له واضح حتى الآن، وقد ظهر ذلك من خلال وجود اوباما وكلينتون إلى جانبه في حملة جمع التبرعات، كما استطاع بايدن أيضاً أن يُذكر الشارع الأميركي بأنه هو البديل الوحيد لدونالد ترامب.

من الصعب جداً التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية القادمة، هل سيعاد سيناريو ٢٠٢٠ أي أن يفشل الرئيس الحالي، أم إننا قد نشهد تغييراً مفاجئاً؟ يبدو أن الشارع الأميركي يقف أمام خيارين أحلاهما مر.

كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن