سورية

القاهرة والرياض وبيروت أعربت عن رفضها للعدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق … موسكو: عمل إجرامي.. بكين: يجب احترام سيادة سورية.. وغوتيريش يدين

| وكالات

تواصلت أمس الإدانات العربية والدولية بالاعتداء الإسرائيلي الإرهابي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق مؤخراً، فبينما أكدت روسيا أنه عمل عدواني وانتهاك للقانون الدولي، واعتبرته بيلاروس أنه غير مقبول على الإطلاق، دعت الصين إلى وجوب احترام سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها، أعربت مصر والسعودية عن رفضهما القاطع استهداف المنشآت الدبلوماسية لأي مبرر كان وتحت أي ذريعة، على حين رأى لبنان أن العدوان يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي، وسط تحذير جامعة الدول العربية من خطورة التصرفات التي ترتكبها إسرائيل والتي من شأنها أن تدفع بالمنطقة إلى حالة من الفوضى، بالتزامن مع إدانة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم.

وأدان المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف في تصريح للصحفيين نقلته وكالة «تاس» الروسية أمس، الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سورية وأكد أنه «عمل عدواني ينتهك القانون الدولي».

وقال بيسكوف: «لن نتحدث عن استنتاجات، لكن على أي حال فإن شن مثل هذه الضربات يعد انتهاكاً للقانون الدولي وعملاً عدوانياً».

وأول أمس، استشهد وأصيب عدد من الأشخاص جراء عدوان إسرائيلي بالصواريخ استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق.

من جانبه، وفي تعليقه على العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، قال مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين عقب اجتماع لجهازه بلجنة أمن الدولة في بيلاروس: «إنّه عمل فظيع وإجرامي ضد سيادة دولة إيران، وفي الواقع ضد سيادة دولة سورية، التي ارتكب هذا العمل الإرهابي على أراضيها»، حسب «تاس».

بدورها أدانت بيلاروس الاعتداء الإسرائيلي، مؤكدة أن أي اعتداء على المنشآت الدبلوماسية التي تكفل حصانتها معاهدة فيينا غير مقبول على الإطلاق، حسب «سانا».

وقال المتحدث باسم الخارجية البيلاروسية أناتولي غلاز: إن هذه السابقة ليست انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي فحسب بل إنها تقوض أيضاً أسس وروح العلاقات الدولية الحديثة والأمن الإقليمي والدولي.

الصين من جهتها أدانت العدوان الإسرائيلي على القنصلية، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين في تصريح نقلته وكالة «فرانس برس»: «إن الصين تدين هذا الهجوم.. ومن المرفوض جداً انتهاك أمن المؤسسات الدبلوماسية، ويجب احترام سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها».

بالمقابل اكتفى الاتحاد الأوروبي بالتعبير عن قلقه إزاء العدوان على القنصلية، حيث قال المتحدث باسمه لشؤون السياسة الخارجية بيتر ستانو، في مؤتمر صحفي في بروكسل بحسب «تاس»: «نشعر بقلق بالغ إزاء الضربة الإسرائيلية على المباني الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، ويتمثل موقفنا في ضرورة الالتزام بضبط النفس في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات كبيرة، لأن تفاقم التصعيد في المنطقة لا يصب في مصلحة أحد».

بدوره أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس، الهجوم على المقر الدبلوماسي الإيراني في دمشق، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفط وتجنب مزيد من التصعيد، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز».

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان: «يحذر (الأمين العام) من أن أي إساءة تقدير قد تؤدي إلى اتساع الصراع في منطقة مضطربة بالفعل، مع وجود تبعات مُدمِرة على المدنيين الذين يواجهون في واقع الأمر معاناة غير مسبوقة في سورية ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقا».

بدوره قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن الولايات المتحدة تدرس تفاصيل الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، وهي مقتنعة بأن لا إسرائيل ولا الأطراف الأخرى تريد تصعيد الصراع، حسب ما ذكرت وكالة «تاس».

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه عقب لقائهما في باريس: «فيما يتعلق بالضربة في سورية، نحاول إثبات الحقائق ونعمل على فهم ما حدث بالضبط، مشيراً إلى أن بلاده «تدرس تفاصيل ما حدث».

وزعم أن واشنطن تعمل على منع التصعيد «الذي لا تريده إسرائيل ولا حزب اللـه ولا لبنان ولا إيران».

أما عربياً، فقد أدانت الجامعة العربية الاعتداء واعتبرته انتهاكاً لسيادة الجمهورية العربية السورية، وخرقاً خطيراً جديداً من جانب إسرائيل للقانون الدولي وخاصة اتفاقية فيينا بخصوص احترام المقار الدبلوماسية، وذلك بحسب ما ذكرت وكالة «سانا».

وحذرت الجامعة من خطورة التصرفات التي ترتكبها إسرائيل وترمي من ورائها إلى توسيع رقعة الحرب التي تشنها على قطاع غزة إقليمياً والدفع بالمنطقة إلى حالة من الفوضى، داعية إلى ضرورة مواصلة الجهود لوقف فوري لهذه الحرب ووضع حد للجرائم التي ترتكبها إسرائيل بشكل يومي.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان نشر على منصة إكس بحسب «سانا»: «إن المملكة العربية السعودية تدين استهداف مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، وتعبر عن رفضها القاطع استهداف المنشآت الدبلوماسية لأي مبرر كان، وتحت أي ذريعة، والذي يعد انتهاكاً للقوانين الدبلوماسية الدولية وقواعد الحصانة الدبلوماسية.

بدوره، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي عن إدانته واستنكاره استهداف مبنى القنصلية الإيرانية، مشدداً على أهمية الالتزام بالقوانين والمعاهدات والحصانات الدبلوماسية الدولية الداعية لحماية وصون البعثات الدبلوماسية والقنصلية.

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد من جانبه أدان العدوان، وقال عبر حسابه على موقع «إكس»: «نرفض رفضاً قاطعاً الاعتداء على المنشآت الدبلوماسية تحت أي مبرر، ونتضامن مع سورية الشقيقة في احترام سيادتها، وسلامة أراضيها وشعبها الشقيق».

وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بشدة الاعتداء الإسرائيلي، مؤكدة أن «استهداف المقار والبعثات الدبلوماسية يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي وانتهاكاً خطيراً لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية اللتين تضمنان حصانة وحرمة المقرات الدبلوماسية»، على حين أكد اليمن على أن العدو الإسرائيلي ومن خلال إقدامه على هذه الخطوة الإجرامية، يحاول تصدير أزمته الداخلية إلى الخارج بعد إخفاقه لنحو نصف عام أمام المقاومة الفلسطينية في عدوانه الوحشي على قطاع غزة.

الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بدورها، أدانت الاعتداء الإسرائيلي، وقالت: إن «إسرائيل» لا تقيم وزناً لكل القوانين الدولية الأمر الذي يتطلب موقفاً لإلزامها باحترام الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات.

وفي براغ، وفي تصريح نقلته «سانا»، أدان أمين سر التجمع النقابي لتشيكيا ومورافيا وسيلزكو مارتين بيتش بقوة العدوان، مشيراً إلى أنه يمثل عملاً إرهابياً يجب ألا يمر من دون عقاب.

من جانبها، أدانت القيادة الفلسطينية لحزب البعث العربي الاشتراكي ومنظمة طلائع حرب التحرير الشعبية (قوات الصاعقة) الاعتداء الإسرائيلي أيضاً، وقالت في بيان وفق «سانا»: إن «هذا الاعتداء الوحشي البغيض يعبر عن سياسة الإرهاب الدولي التي ينتهجها الكيان الصهيوني عبر إجرامه المقصود وتجاهله لكل الأعراف الدبلوماسية وتنكره لكل المواثيق الدولية، ويعد انعكاساً لأزمة كيان العدو في تحقيق أي هدف فعلي في مواجهة المقاومة بعد قرابة ستة أشهر على انطلاقة معركة (طوفان الأقصى) وعجزه عن مواجهة قوى محور المقاومة التي باتت أكثر تماسكاً واقتداراً في مواجهة العدو في كل الساحات».

وأعربت القيادة والمنظمة عن الثقة الثابتة بأن هذا العمل الإجرامي الجبان لن يمر دون عقاب لمرتكبيه الصهاينة، ولن يثني المقاومة عن مواصلة واجبها النضالي والسير على طريق القدس ودرب الشهداء حتى النصر المحقق بهزيمة ودحر الاحتلال وتحرير الأرض المحتلة والعودة إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن