الخبر الرئيسي

غوتيريش حذر من إساءة التقدير.. الاتحاد الأوروبي قلق.. واشنطن: لا ندعم استهداف المنشآت الدبلوماسية.. وطهران: ستتم معاقبة الكيان على جريمته … الرئيس الأسد معزِّياً نظيره الإيراني: الكيان بُني على القتل وسفك الدماء والتهجير والسلب

| الوطن

سيل من التنديد العربي والدولي اكتسح المشهد العالمي أمس، استنكاراً ورفضاً للخرق الإسرائيلي المعلن للمعاهدات الدولية وتنفيذ اعتداء إرهابي على مبنى القنصلية الإيرانية الذي أدى إلى ارتقاء شهداء سوريين وإيرانيين.

الرئيس بشار الأسد هاتف أمس نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي وقدم خلال الاتصال أصدق التعازي باستشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين في الهجوم الوحشي القذر الذي استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق.

وأعرب الرئيس الأسد باسمه وباسم الشعب السوري، عن عميق التعاطف والمواساة بهذا المصاب الجلل لعائلات الشهداء وللشعب الإيراني العزيز.

وأكد الرئيس الأسد حسب البيان الرئاسي، أن ما قام به الكيان الصهيوني من استهداف لمقر بعثة دبلوماسية في منطقة تعج بالمدنيين ليس بالأمر المستغرب، فهذا الكيان بُني على القتل وسفك الدماء والتهجير والسلب، وما الإبادات الجماعية والمجازر المستمرة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر إلا أوضح دليل على همجية هذا الكيان.

بدورها نقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن الرئيس الإيراني قوله: العدوان الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يعكس مدى عجزه في مواجهة المقاومة، وأضاف: «لا شك أن هذا الكيان ومن يدعمه سينالون عقوبة حتمية على جرائمهم الوحشية في غزة».

وخلال جلسة لمجلس الأمن، عقدت بناء على طلب روسيا للبحث في العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير قصي الضحاك أن مبنى القنصلية الإيرانية الذي تمّ استهدافه يقع في منطقة مكتظّة بالمدنيين، ويبعُد أمتاراً قليلة عن مقرّات بعثاتٍ دبلوماسية أجنبية ومنظّماتٍ دولية بما فيها برنامج الأغذية العالمي، إضافة إلى مشفى خاص، وكلّيات تابعة لجامعة دمشق، وعددٍ من المصارف والشركات الخاصّة.

كما يعبُر هذه المنطقة الحيوية يومياً آلاف المدنيين باعتبارها شرياناً أساسياً للتنقل في المدينة، وقد تعرّض عددٌ من هؤلاء لإصاباتٍ بالغة جرّاء هذا العدوان الإرهابي الذي يشكّل سابقة خطيرة وانتهاكاً جسيماً للمواثيق والأعراف الدولية التي تكفل حماية المقرّات الدبلوماسية والعاملين فيها وحصانتها وحظر أي اعتداءاتٍ عليها، بما في ذلك اتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، واتفاقية منع الجرائم بحق الأشخاص المحميين دولياً بمن فيهم الطواقم الدبلوماسية، والمعاقبة عليها.

واعتبر الضحاك أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما كانت لتُقدم على هذا العدوان على مقرٍ دبلوماسي محمي بموجب القانون الدولي، وعلى غيره من الأعيان المدنية من مطارات وموانئ وأحياء سكنية، لولا الدعم الأميركي الأعمى الذي وفّر لها، على مدى عقود، مظلةً من الرعاية والإفلات من العقاب، ومكّنها من ارتكاب أبشع الفظائع، وآخرها جريمة الإبادة الجماعية والجرائم الوحشية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني منذ ما يقرب من الستة أشهر.

وأضاف: «تُحمِّل سورية مجرمي الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وشركاءهم في الإدارة الأميركية، المسؤولية الكاملة عن تلك الاعتداءات وتبعاتها على السلم والأمن الإقليميين والدوليين، وتطالب الأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتها الأساسية في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتحرُّك بشكلٍ فوري لوضع حدٍّ لها ومنع تكرارها ومساءلة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب».

مندوب روسيا في الأمم المتحدة أكد أن إسرائيل تتجاهل قرار مجلس الأمن وقف النار في غزة بتشجيع من أميركا التي قالت: إن القرار غير ملزم، على حين اعتبر مندوب الصين الوضع في الشرق الأوسط بأنه بات أخطر من أي وقت مضى، مناشداً الدول التي لها نفوذ على إسرائيل أن تمارس هذا النفوذ، فيما وصف مندوب الجزائر العدوان على القنصلية الإيرانية بأنه استفزاز من شأنه تصعيد التوتر في المنطقة وتجب إدانته.

وأمس أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي أن الكيان الصهيوني سوف يندم على الجريمة التي ارتكبها باستهداف مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.

وقال الخامنئي في بيان له: «ستتم معاقبة الكيان الخبيث.. وسنجعلهم يندمون على هذه الجريمة وغيرها»، معرباً عن تعازيه لذوي الضحايا الذين سقطوا جراء هذا العدوان ولكل أبناء الشعب الإيراني.

بدوره، جدد رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس إدانة واستنكار الحكومة السورية للعدوان الإرهابي الإسرائيلي ولفت إلى أن الإرهاب يولد المقاومة.

وقام عرنوس في وقت سابق أمس برفقة عدد من الوزراء بزيارة إلى مقر السفارة الإيرانية بدمشق والتقى مع السفير حسين أكبري، وأعرب عن إدانة واستنكار الحكومة السورية للعدوان الإرهابي الإسرائيلي الذي أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء.

وقال: «إن كيان الاحتلال الإسرائيلي الخارج عن القوانين والمواثيق الدولية يستكمل بهذا الاستهداف لمؤسسة دبلوماسية تحرّم الاتفاقيات الدولية الاعتداء عليها، إجرامه الإرهابي من غزة وكامل فلسطين إلى لبنان وسورية، محاولاً جر المنطقة إلى مخاطر لا تحمد عقباها».

وتواصلت أمس الإدانات العربية والدولية بالاعتداء الإسرائيلي الإرهابي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، واعتبرته بيلاروس أنه غير مقبول على الإطلاق، كما دعت الصين إلى وجوب احترام سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها، وأعربت مصر والسعودية والكويت وتونس والعراق والأردن عن رفضها القاطع استهداف المنشآت الدبلوماسية لأي مبرر كان وتحت أي ذريعة، على حين رأى لبنان أن العدوان يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي، وسط تحذير جامعة الدول العربية من خطورة التصرفات التي ترتكبها إسرائيل والتي من شأنها أن تدفع بالمنطقة إلى حالة من الفوضى.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أدان الهجوم، ودعا جميع الأطراف المعنية إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب مزيد من التصعيد.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في بيان: «يحذر (الأمين العام) من أن أي إساءة تقدير قد تؤدي إلى اتساع الصراع في منطقة مضطربة بالفعل، مع وجود تبعات مُدمِرة على المدنيين الذين يواجهون في واقع الأمر معاناة غير مسبوقة في سورية ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع نطاقاً».

بالمقابل اكتفى الاتحاد الأوروبي بالتعبير عن قلقه إزاء العدوان على القنصلية، حيث قال المتحدث باسمه لشؤون السياسة الخارجية بيتر ستانو، في مؤتمر صحفي في بروكسل حسب «تاس»: «نشعر بقلق بالغ إزاء الضربة الإسرائيلية على المباني الدبلوماسية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، ويتمثل موقفنا في ضرورة الالتزام بضبط النفس في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات كبيرة، لأن تفاقم التصعيد في المنطقة لا يصب في مصلحة أحد».

بدوره قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن الولايات المتحدة تدرس تفاصيل الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق، وهي مقتنعة بأن لا إسرائيل ولا الأطراف الأخرى تريد تصعيد الصراع، من جهته علق البنتاغون على الاستهداف بالقول: لا نعرف طبيعة المنشأة لكننا لا ندعم استهداف المنشآت الدبلوماسية!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن