سورية

بيدرسون حذر من عواقب العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية … روسيا توزع مشروع بيان في مجلس الأمن لإدانة الهجوم بالاتفاق مع سورية وإيران

| وكالات

تزامناً مع توزيع روسيا مشروع بيان صحفي أمس على أعضاء مجلس الأمن الدولي بالاتفاق مع سورية وإيران يدين العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق الثلاثاء، تواصلت المواقف المنددة بالهجوم، إذ اعتبر المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون أنه يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على المنطقة، على حين دعت وزارة الخارجية الألمانية، إلى تجنب تصعيد التوتر في المنطقة.
وحسب وكالة «تاس» الروسية، أعلن النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، أمس الأربعاء، أن موسكو وزعت على مجلس الأمن الدولي مشروع بيان يدين الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وكتب بوليانسكي في قناته على «تلغرام»: «نتيجة للمناقشة، قمنا بالاتفاق مع زملائنا الإيرانيين والسوريين، بتوزيع مشروع بيان لمجلس الأمن للصحافة يدين ما حدث»، مضيفاً: «هذه فرصة أخرى لاختبار النيات الحقيقية لزملائنا الغربيين، دعونا نر كيف سيسير العمل بالنسبة لهذه الوثيقة».
ولفت بوليانسكي الانتباه إلى أن «آخر مرة ناقش فيها مجلس الأمن مثل هذا الأمر كانت قبل 25 عاماً، عندما تم تدمير مبنى السفارة الصينية في بلغراد نتيجة ضربة لـ«ناتو»، وهو ما ذكّر به ممثلو الصين خلال اجتماع مجلس الأمن أول من أمس الثلاثاء.
وأعرب الدبلوماسي الروسي عن أسفه لأن «أمانة الأمم المتحدة لم تجد كلمات إدانة ولا تقييمات مباشرة» لـ«إجراءات» الكيان الإسرائيلي، مضيفاً: «تحدثت «الترويكا» الغربية عن أي شيء عدا الغارة الجوية على المنشأة الدبلوماسية»، في إشارة إلى الجلسة التي عقدت أول من أمس.
وتابع بوليانسكي: «لقد قدمنا تقييماتنا لما حدث، وفي نهاية هذه المناقشة عديمة الجدوى، سألنا زملاءنا في مجلس الأمن: ماذا لو تعرضت البعثة الدبلوماسية لدولة أخرى لهجوم- عضو في مجلس الأمن- دولة غربية؟ لن تكون لديكم أيضاً كلمات إدانة وتعزية؟»، ووفقاً له، لم يكن هناك رد على أسئلة روسيا، وأردف: «شددنا على أنه إذا تصاعد الوضع أكثر، فإن المسؤولية عن ذلك ستقع على عاتق الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي لم تجد أبداً القدرة على إدانة الهجوم الإسرائيلي».
في الغضون، أدان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون، استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، محذراً من أن ذلك «يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة على سورية والمنطقة».
وفي بيان له، أوردته مواقع إلكترونية معارضة، قال بيدرسون: «أدين الهجوم على المقر الدبلوماسي لجمهورية إيران الإسلامية في دمشق»، مؤكداً ضرورة «احترام مبدأ حرمة المباني الدبلوماسية والقنصلية وموظفيها في جميع الأحوال وفقاً للقانون الدولي».
وأضاف: «في وقت يتصاعد فيه العنف والمخاطر في المنطقة، فبدلاً من التصعيد يجب على الجهات الفاعلة أن تحترم بشكل صارم التزاماتها بموجب القانون الدولي»، وشدد المبعوث الأممي على أنه «من المهم أن تمارس جميع الأطراف المعنية أقصى درجات ضبط النفس وتتجنب المزيد من التصعيد»، محذراً من أن «أي سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى صراع أوسع نطاقاً مع عواقب وخيمة للغاية على سورية والمنطقة».
وزارة الخارجية الألمانية دعت بدورها، «جميع الأطراف في الشرق الأوسط» إلى تجنب تصعيد التوتر في المنطقة، عقب العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية، وقال ناطق باسم الوزارة في مؤتمر صحفي في برلين، أمس الأربعاء: «كما تعلمون ليست لدينا سفارة في سورية، وبالتالي لا يمكننا الحديث عما حدث هناك من وجهة نظرنا، وقد أكدنا مراراً أن على جميع الأطراف في المنطقة تجنب التصعيد الإقليمي بأي ثمن»، موضحاً أن ذلك ينطبق «على جميع الأطراف بما في ذلك إسرائيل»، حسب وكالة «تاس».
من جانبها، أعربت الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن استنكارها الشديد وإدانتها العدوان الإسرائيلي، وطالبت في بيان أوردته وكالة «سانا» أمس مجلس الأمن بأن يقرر في هذا الصدد ما يجب اتخاذه من تدابير وفق الميثاق العالمي للأمم المتحدة لتنفيذ قراراته وحفظ السلم والأمن الدوليين.
وأكدت الشبكة أن الاعتداء على السفارات والقنصليات يعد مخالفاً للمواثيق والأعراف الدولية ولاتفاق فيينا الذي يكفل حماية وأمن البعثات الدبلوماسية، ويعتبر الاعتداء عليها عملاً إرهابياً يجب التصدي للقائمين به، ووصفت الشبكة هذا العدوان السافر بالاعتداء المزدوج على السيادتين السورية والإيرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن