رحيل الفنان التشكيلي سالم عكاوي … امتلك حساسية عالية مع الخط العربي والتصميم الإعلاني
| وائل العدس
نعى اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين الفنان التشكيلي سالم عكاوي الذي وافته المنية يوم الثلاثاء في دمشق عن عمر ناهز السادسة والخمسين عاماً.
وأثرت أرض الجزيرة السورية على لوحات ابن الرقة الذي ترك خلفه إرثاً فنياً تفرد فيه ليجعله في مصاف الفنانين الرافدين لحركة الفن التشكيلي، واشتغل على المفردات التشكيلية التي تتحرك ضمن الفضاء اللوني من خلال انطباعات تتوالد في أعماله وفق حالة استمرارية.
امتلك الراحل ذائقة بصرية لافتة وحساسية عالية مع الخط العربي والتصميم الإعلاني.
وما يميزه في تجريده بالمقارنة مع فناني جيله أنه يحتفظ بفضاء يحمي مفرداته التشكيلية ويجعلها تسبح فيه، وهذا ما يعطي العمل الفني هدوءاً وراحة أكثر، ففي تلك الأعمال المتنوعة دليل واضح على البحث عن الذات والتجريب المستمر غير الثابت، وبين التأليفات المتحركة ضمن طبقات زمنية متراكمة من جهة وأسطح صامتة ومتقشفة من جهة ثانية، ومعبّرة عن حس شفاف بين الخط الذي أثره واضح في أعماله والتشكيل به فهذه التنقلات هي انعكاس التجريب والاكتشاف لديه.
أعماله المتنوعة دليل واضح على البحث عن الذات والتجريب المستمر غير الثابت، بين النزق والتأليفات المتحركة ضمن طبقات زمنية متراكمة من جهة أو أسطح صامتة متقشفة من جهة ثانية، ومعبّرة عن حسّ شفاف بين الخط بأثره الواضح في أعماله والتشكيل به، فهذه التنقلات هي انعكاس التجريب والاكتشاف لدى الفنان.
في كنف الأسرة
ولد الراحل في مدينة الرقة عام 1968، وعاش في كنف أسرته المتوسطة الحال، والمشفوعة بحب العلم والمعرفة، والمسكونة بالأمل، فوالده كان من عشاق الأدب العربي ويهيم عشقاً بالشعر واللغة العربية بنحوها وصرفها، وإلى جانب إتقانه اللغة الفرنسية، يكاد يكون من القلائل في ذاك الزمان ممن أولعوا بالموسيقا وأغاني الطرب.
وضعته أمه في بيت يحمل سمات البيوت الشرقية، حيث شجرة التوت تنمو باسقة لترخي ظلالها على أم ترنو على أطفالها حباً، وأب حنون ودّع القسوة ورتابة العيش ليترك لأولاده فسحة من الأمل في ميدان المعرفة والعلم، لذلك نشأ الفنان الراحل وإخوته الكبار متعلقين بالدراسة ومحبين للعلم.
تعلم في مدارس الرقة، وكان مولعاً بمادة الرسم، ومرة وهو في المرحلة الابتدائية، كان يرسم على حساب وظائفه ودروسه، عندما واجهه أحد أشقائه، قائلاً: «التفت إلى دروسك ووظائفك»، فرّد عليه والده قائلاً: «دعه يرسم، ويفعل ما يشاء، مادام القلم في يده، فهو يدرس، وإن كان يرسم، فالرسم يوازي الحساب».
كان هذا بمثابة الضوء الأخضر في متابعة الرسم، وأحس أن هذه الهواية من المشاريع المهمة التي تحتاج منه مزيداً من الاهتمام والمتابعة، وإثراء الموهبة.
الخط العربي
بدأ هوايته الفنية الحقيقية مع الخط العربي، الذي تلمس معالمه بالإعجاب أولاً، ما لبث أن تحول الإعجاب إلى عشق دائم لأنواعه وقواعده، وبدأ بتقليد كل ما يراه جميلاً من خطوط، ثم التحق بمدرسة المناشط الطليعية، وكانت هذه تجربة رائدة لمنظمة طلائع البعث، ترسو مداميكها في تنمية مواهب الأطفال في جميع المجالات.
كان معلمه سليمان الحمود الذي يعود له الفضل الكبير في تأسيس موهبته الفنية بشكل صحيح، وذلك من خلال رعايته واهتمامه، وتشجيعه المتواصل.
حاز إجازة في الإعلام من جامعة دمشق، وتخرج في معهد إعداد المعلمين، وشارك بإعداد المعارض الفنية بمهرجانات طلائع البعث في دائرة الطلائع في مديرية التربية في الرقة.
هو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين، وعضو مؤسس في جمعية ماري للثقافة والفنون، وجمعية العاديات.
له العديد من المشاركات الفردية والجماعية في المعارض داخل سورية وخارجها، وكان له معرض فردي في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق عام 2021 كما شارك في العديد من الملتقيات التشكيلية.