عمرو الماريش موهبة شابة جديدة، فرض حضوره في الشاشة الرمضانية هذا العام ضمن مسلسل «تاج» الذي يطل فيه بشخصية «الضابط لويس» التي أبدع بأدائها ونجح في إيصال مشاعرها المتناقضة، حتى بدا في تجربته الأولى كفنان متمرس يألف الكاميرا ويعرف كيف يطوع أدواته وموهبته التي صقلتها دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية ليمضي قدماً في مسيرته الفنية التي وفق بفاتحتها.
وفي حوار خاص لـ«الوطن» أخبرنا عمرو بالآتي:
• من خلال شخصية «لويس» تم اختبارك كضابط نصف فرنسي ونصف سوري يعيش حالة من الضياع بين واجبه وضميره، وكابن مشتت بين والده وأمه، وشاب تحركه عواطفه باتجاه فتاة يعجب بها، فكيف نجحت بمواءمة كل تلك المشاعر والأحاسيس؟
أعاد لي هذا السؤال جميع المشاعر التي انتابتني إبان القراءة الأولى للدور، وشعرت أنني وقعت في ورطة وأنه كان من الأفضل أن أبدأ تلفزيونياً بأدوار أكثر بساطة وأقل تعقيداً، لكن بعد النظر إلى الموضوع من ناحية أخرى وجدت إلى جانبي كلاً من سامر البرقاوي ومدرب الأداء وسيم قزق اللذين أخذت منهما ثقة كبيرة دفعتني للمضي في هذه المغامرة الشيقة معتمداً على ما حصّلته أثناء دراستي للتمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، وكل ما سبق ساهم بنجاحي في هذا التحدي.
• يعتبر مسلسل «تاج» انطلاقتك الفنية الفعلية، كيف تصف هذه التجربة؟
يمكنني الإسهاب في الإجابة عن هذا السؤال، وكتابة الكثير من الكلمات ويمكنني في المقابل وصفها بما قل ودل بأنها كانت حُلماً جميلاً وددت ألا ينتهي.
• حدثنا عن الوقوف أمام المخرج سامر البرقاوي
سمعت سابقاً الكثير عن سامر البرقاوي من زملاء سنحت لهم الفرصة بالعمل أمام كاميرته قبلي، ولأنني ممن يحبون ويتابعون السينما العالمية بكثافة اختلطت علي الأمور، وشعرت ببعض المبالغة في كلامهم لاقتراب الصورة الموصوفة من انطباعي عن بعض المخرجين الكبار، لأكتشف بعد هذه التجربة أن كل ما قيل بحقه يكاد يكون قليلاً أمام خصاله الجميلة من الرقي، للاستغراق بالتفاصيل الممتعة، للفهم العميق للشخصية والنص، لحلوله المبدعة بمختلف المشاهد، باختصار هو مخرج يجعل من أي ممثل مهما قل حجم دوره شريكاً مسؤولاً عن نجاح العمل، ولا يقبل إلا أن يعطي أفضل نتيجة ممكنة.
• جمعتك مشاهد بالفنان تيم حسن، فكيف كان التعاون معه خلف الكواليس؟
يمكنني الحديث عن تيم حسن لمدة ساعة على الأقل من دون توقف، فهو مبدع حقيقي وفنان بكل معنى الكلمة، وإنسان بالدرجة الأولى وداعم كبير لكل الممثلين الجدد في العمل، باختصار هو نجم يمكن أن يكون مثالاً أخلاقياً وفنياً لما يجب أن يكون عليه النجم الممثل. وعند رؤيته للمرة الأولى لم أتخيل حجم التوتر الذي انتابني وخاصة قبل المشهد الأول الذي جمعني به في هذا العمل، لكنه بخبرته الساحرة استطاع أن يمتص توتري ويعطيني جرعة من شغفه الذي لا ينضب.
• أديت العديد من المشاهد باللغة الفرنسية ولفت المشاهدين إلى إتقانك لها، كيف تم التحضير لهذه الحوارات وهل واجهتك صعوبات فيها؟
بالبداية أود القول إنني شخص غير متحدث باللغة الفرنسية إطلاقاً لكنني أجيد إتقان اللهجات عموماً بالاعتماد على موسيقا الكلمة، وكنت متخوفاً جداً من مسألة اللغة وخصوصاً عندما ترتبط بمشاهد عالية الحساسية. لكنني أعزو الفضل لزين عبد ربه مساعد المخرج واختصاصي اللغة الفرنسية في العمل لظهورها بهذا الشكل المتقن الذي شاهدتموه واستمعتم به على مدار الحلقات، فهو من قام بتبسيطها وتقريبها مع المراعاة الدقيقة لحساسية كل مشهد، جاعلاً الكلمات عنصراً مساعداً لوصول الحس والمعنى لمنطق الشخصية أولاً.