رياضة

الدوري الكروي الممتاز في أسبوعه الثامن إياباً … هدوء على جبهة الصدارة وسعير يشتد في المؤخرة .. شغب كبير وعقوبات رادعة وأزمة في نادي الطليعة

| ناصر النجار

بعد أن انتهت المنافسة على القمة بعد أن حاز الفتوة لقب الدوري قبل انتهائه بأربع مراحل فنال لقبه الثاني توالياً عن جدارة واستحقاق، وهو اللقب الرابع في تاريخ النادي، فإن المنافسة اليوم تجري على مراكز الترضية وتجتهد الفرق لتحصل على مركز أفضل قبل وداع الدوري، لذلك نجد زحمة على بلوغ مرتبة الوصيف ويتسابق على هذا المركز فرق اللاذقية الثلاثة تشرين وجبلة وحطين، بينما تتسابق فرق الوسط من أجل بلوغ مركز أفضل مما هي عليه الآن من باب حفظ ماء الوجه.

أما المؤخرة فما زالت مستعرة بين الوحدة والساحل، لتفادي البطاقة الثانية المخصصة للهبوط بعد أن حجز الحرية البطاقة الأولى، ووضع الحرية بالغ الصعوبة، فلو فاز في مبارياته الأربع فلن تكفيه نقاطها في شيء لأن رصيده سيصل إلى النقطة 19 وأغلب الفرق تجاوزتها باستثناء الوحدة الذي له 18 نقطة في رصيده.

الوحدة ما زال متقدماً على الساحل بفارق خمس نقاط وهو يجتهد للمحافظة على هذا الفارق أو توسيعه، الساحل ينظر إلى معركة الهبوط بمنظار مختلف، فهو يرى أن الوحدة ليس خصمه المباشر في الهبوط، وقد يكون الطليعة الذي يعاني أوضاعاً أكثر من صعبة.

قبل الدخول في مباريات الأسبوع الجديد لابد لنا من التركيز على بعض النقاط المهمة التي خلفتها مباريات المرحلة السابقة.

شغب وعقوبات

سارت جميع مباريات الدوري الممتاز في الأسبوع الماضي بسلاسة دون أي شغب أو احتجاج أو خروج عن أدب الملاعب، فالفرق الخاسرة اقتنعت بخساراتها حتى التعادل كان مرضياً لكل أطراف المباريات التي انتهت إلى التعادل وإن حملت في بعضها غصة كتعادل الساحل مع أهلي حلب، وقد خسر الساحل تقدمه في آخر دقيقتين من المباراة.

لكن ديربي اللاذقية أبى إلا أن يكون استثناءً عن بقية المباريات سواء بالمستوى الفني المتواضع أو بالشغب العارم الذي انتهك قدسية الرياضية وملاعبها.

في الحديث عن المباراة فإن مجرياتها لم تكن على حجم الزخم الجماهيري ولا على مستوى الفريقين وقدرتهما على المنافسة على اللقب وهما يضمان أفضل نجوم الدوري الكروي، والملاحظ أن الشد العصبي غلب على اللاعبين، والحذر الدفاعي المبالغ فيه كان سمة المباراة، إضافة لذلك لم يبتكر أيٌّ من اللاعبين حلولاً فردية لكسر جمود المباراة وإمتاع المشاهدين ولو بهدف، وهذا الأمر يسأل عنه الفنيون الذين لم يحسنوا إدارة المباراة، ورغم أن حطين كان الأكثر سيطرة واستحواذاً على الكرة، إلا أن ذلك غير مفيد بعلم كرة القدم إذا لم تتوج هذه السيطرة إلى أهداف.

حطين ما زال متخبطاً في الدوري والفريق بحاجة إلى إعادة نظر مع كادره الفني والإداري، وتشرين لم يغير أي شيء من أسلوبه وغاب عن فكره مبدأ المباغتة ليس في هذه المباراة بل في الكثير من مبارياته السابقة.

على صعيد الجمهور وهو فاكهة ملاعبنا، إلا أن البعض من الجمهور أصر على تعكير الأجواء، وعلى سبيل المثال فالشتائم طالت كل من في الملعب، وجاء معها موضوع الشماريخ والمفرقعات وهي حالة قد تكون محببة للبعض، لكن أثبتت أذاها، وها هو أحد المشجعين يتعرض لإصابة قاسية سيحمل معها عجزاً طوال حياته، فماذا كسبنا من هذه الشماريخ والمفرقعات؟

وما زلنا نتذكر في الأمس القريب مقتل أحد مشجعي فريق حطين (موسم 2019) في مباراة ودية جمعت الفريقين، للأسباب ذاتها، ومع ذلك لم يرتدع أحد، ولم يكف الفريقان عن استعمال المفرعات والألعاب النارية هذا الموسم وسبق أن تعرض الفريقان لغرامات مالية بسبب ذلك.

ومنع المفرقعات ومن في حكمها في الملعب لمنع أذيتها وهي محرمة دولياً، لكن بعض جماهيرنا مصرّة على ذلك وخصوصاً أن العقوبات والغرامات يتحملها النادي ولا يتكبد الجمهور أي شيء عن هذه التصرفات.

المخالفات المكررة المرتكبة من الفريقين واجهت عقوبات متناسبة مع حجم المخالفات وحسب لائحة الإجراءات التأديبية أغلبها غرامات مالية بلغت 26 مليون ليرة سورية إضافة إلى شطب نقطتين من رصيد نقاط حطين، وهذه المرة الأولى التي يُتخذ فيها قرار شطب النقاط منذ أكثر من عشرين موسماً سابقاً.

الغريب أن أصابع الاتهام دوماً موجهة إلى لجنة الانضباط والأخلاق وكأنها هي من ترتكب المخالفات وعلى ما يبدو أن البعض يريد من اللجنة أن تكون صمّاً وبكماً وعمياً، والبعض يريد أن تكون الملاعب مرتعاً للمشاغبين والمفسدين بآن معاً.

وهناك ملاحظة أخرى جديرة بالاهتمام، وهي وجود الكثير من الأشخاص غير الجديرين بمهامهم في إدارات الأندية أو كوادر الفرق وهم غير مؤهلين للقيام بمسؤولياتهم وبعضهم للأسف هو من يفتعل الشغب ويكون سببه، لذلك ولأننا في نهاية الموسم، فلابد من القائمين على الرياضة مراجعة هذا الأمر وإعادة دراسة أوضاع إدارات الأندية وكوادرها وإبعاد المسيئين وغير الجديرين مع العلم أن هؤلاء معروفون ومكشوفون.

أزمة في الطليعة

فريق الطليعة خسر مباراته أمام الكرامة بأربعة أهداف نظيفة، ومن يتابع ضبط المباراة يجد أن الفريق لعب بتشكيلة شابة بعد أن تمرد لاعبو الفريق، فلم يحضروا تمارين الأسبوع التي سبقت المباراة، والسبب أن اللاعبين يطالبون بمستحقاتهم المالية التي طال انتظارها، ولاعب كرة القدم يعيش من خلال عقده مع ناديه، وعندما تتخلف إدارة النادي عن الدفع فهذا سيحدث أزمة للاعبين مع أسرهم ومع معيشتهم، وبالتالي ستحدث أزمة بينهم وبين النادي، وما يحدث الآن في إعصار العاصي ليس وليد اليوم، بل هو نتيجة تراكمات كثيرة منذ بداية الدوري وبدأت تظهر مفاعيلها في الإياب فخسر الفريق كل مبارياته وتعادل مع الوثبة بلا أهداف مطلع الإياب وفاز على الحرية بهدف، وهذا هو الهدف الوحيد الذي سجله في مرحلة الإياب، وعلى ما يبدو أن الحرية يدفع ضريبة الاحتراف، فإذا كان النادي غير قادر على تسديد مستحقات لاعبيه وكوادره، فلماذا تعاقد معهم؟ والمفترض أن تكون هناك ميزانية مالية واضحة تضمن حقوق اللاعبين، أما أن نتعاقد مع اللاعبين دون أن يكون لدينا الملاءة المالية أو الأسس الثابتة التي نستند إليها، فهذا الأمر قمة في التخبط الإداري ويدل على سوء العمل.

وما زاد في أزمة نادي الطليعة أن رئيس النادي ونائبه قدما استقالتهما إلى اللجنة التنفيذية في حماة، ليعيش النادي في أحلك الظروف فراغاً إدارياً لا نعرف إلى أين سيؤدي بالنادي، وعلمنا أن التنفيذية تجري حوارها مع المستقيلين وقد يتم تشكيل لجنة مؤقتة لتسيير الأمور حتى نهاية الموسم.

إذا استمر الحال على هذا المنوال فإن الخطر سيداهم فريق الطليعة وقد يكون أحد الهابطين إذا خسر مبارياته الأربع القادمة وهي على التوالي مع حطين في حماة ومع الساحل في طرطوس ومع أهلي حلب في حماة وأخيراً مع الجيش في دمشق.

من هذا الباب فإن الطليعة بحاجة إلى منقذ وإلا فإنه سيلحق بجاره النواعير إلى غياهب الظلمات.

مباريات الأسبوع

بطل الدوري يواجه الوثبة على ملعب الباسل في حمص، القدرة العامة للفريقين تميل لمصلحة الفتوة الأقوى والأكثر توازناً، لكن لا ندري إن كان سيستريح البطل من عناء ضغط المباريات فيخوض باقي مبارياته باللامبالاة، أم إن هذه المباريات ستشكل مرحلة استعداد للفريقين لنصف نهائي الكأس.

بكل الأحوال أداء فريق الوثبة في الإياب أقل من عادي وأكثر نتيجة فعلها الفريق هو الفوز على الحرية 2/1 مثله مثل بقية الفرق، ومن ست مباريات أخرى تعادل الفريق مع الطليعة والساحل والوحدة بلا أهداف والجيش بهدف لمثله، وخسر أمام تشرين بهدف، فريق الوثبة جيد على الصعيد الدفاعي، لكن هجومه ضعيف.

إذا لعب الفريقان بشكل جدي كان الفوز من نصيب الفتوة وإلا فالتعادل معقول، في الذهاب فاز الفتوة بهدفي ثائر كروما وصبحي شوفان مقابل هدف رامي عامر من جزاء وطرد في نهاية المباراة لاعب الوثبة بهاء قاروط.

تشرين الوصيف يستقبل الوحدة في لقاء صعب لا يقبل القسمة أو المجاملة، فتشرين يريد تعزيز مركزه في الوصافة، والوحدة يريد قنص نقاط الأمان، والفريقان لهما تجارب حلوة ومرة في اللقاءات التي تجمعهما معاً، في الذهاب تعادل الفريقان سلباً.

جبلة يحل ضيفاً على الحرية في حلب من أجل تعزيز قدرة الفريق في المنافسة على الوصافة، لا تكافؤ بين الفريقين، لكن صاحب الأرض قادر على فعل مفاجأة وخصوصاً أنه يلعب بلا ضغوط، في الذهاب فاز جبلة بثلاثة أهداف نظيفة سجلها معتصم شوفان وأحمد الشمالي وعمر نعنوع.

مباراة حطين والطليعة غيرت مسار فريق حطين كلياً بعد خسارته المفاجئة على أرضه وأطاحت بمدربه أنس مخلوف، اليوم الموقف مختلف، فحطين يريد تعويض ما فقده من نقاط لعله يلحق بالوصيف، والطليعة في مخاض عسير يبحث عن مدرب ولاعبين ورئيس ناد، في الذهاب فاز الطليعة بهدفي عبد الله تتان وعلي رمضان مقابل هدف سجله سعد أحمد.

مباراة الجيش وأهلي حلب على ملعب الجلاء من أجل حفظ ماء الوجه وتحسين المواقع.

الجيش خسر أمام الكرامة وجبلة في مباراتين متتاليتين وخسر ذهاباً أمام الأهلي بهدفين سجلهما عبد الله نجار وشادراك، مقابل هدف لمحمد الواكد من جزاء، لذلك يتساءل أنصار الزعيم إن كان فريقهم قادراً على رد اعتباره من هذه الخسارات والعودة إلى ساحة الانتصارات.

آخر المباريات ستجري في طرطوس وهي مباراة مصيرية بين الساحل والكرامة.

الساحل يسعى لخطف نقاط المباراة في معركته مع خطر الهبوط، وبذلك سيبذل قصارى جهده، والكرامة فريق عريق لا يستهان به، في الذهاب فاز الكرامة بهدف محمود الأسود.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن