الخبر الرئيسي

تشييع الشهداء الإيرانيين من المستشفى العسكري في دمشق.. وزير الدفاع: هؤلاء الأبطال شركاؤنا في الدم … مشروع بيان روسي في مجلس الأمن.. طهران تؤكد حتمية الرد وإسرائيل تتأهب جوياً

| الوطن

من دمشق إلى طهران وبمراسم عسكرية وبحضور وزير الدفاع العماد علي عباس شيع أمس الشهداء المستشارون الإيرانيون الذين ارتقوا إثر العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية من المستشفى العسكري في دمشق ليتم نقل جثامينهم إلى إيران.

وزير الدفاع علي عباس وصف في كلمة له خلال التشييع ما جرى بالحدث الجلل وقال: «نقف احتراماً لأرواح هؤلاء الأبطال الذين يغادروننا الآن، هؤلاء الأبطال الذين كانوا شركاءنا في الدم، شركاءنا في محاربة الإرهاب على أرض سورية لتطهيرها من رجس الإرهاب وداعميه إن كان دولاً أو مجموعات إرهابية أو منظمات مدعومة من تلك الدول».

وأضاف: «باسمي وباسم كل ضابط وصف ضابط في الجيش العربي السوري أعزي إيران قيادة وشعباً وجيشاً وضباطاً وصف ضباط باستشهاد هؤلاء الأبطال، وأقول لهم إن هؤلاء الأبطال سيبقون منارة في تحرير الأرض لمتابعة الطريق في تحرير وتطهير ما تبقى من أراضي الجمهورية العربية السورية والأراضي العربية المحتلة كافة من رجس الإرهاب والدول المعتدية على بلادنا».

السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري بدوره قال: هذه الجريمة البشعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني المؤقت الذي بني أساسه على القتل والإجرام وخرق المواثيق الدولية تشكل إساءة صريحة لمنظمة الأمم المتحدة وكل الدول المنضوية ضمن هذه المجموعة الدولية قبل الإساءة لإيران وسورية اللتين عرفتا منذ خمسين عاماً الحقيقة الإجرامية لهذا الكيان.

وتابع السفير الإيراني: نؤكد أن هذه الجريمة النكراء تحفظ لنا حق الرد بالمستوى ذاته.

وبحضور شخصيات رسمية وحزبية أقيم في مقر السفارة الإيرانية بدمشق مراسم تقديم العزاء بشهداء العدوان وقدم الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال وأعضاء القيادة المركزية للحزب أمس واجب العزاء بشهداء العدوان الغادر الذي استهدف مبنى قنصلية الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق.

وأكد الأمين العام المساعد، حسب بيان نشره الحزب على صفحته الرسمية أن هذا العدوان تأكيد جديد بأن الكيان الصهيوني الإرهابي مستمر في تصعيد انتهاكاته الفظّة لأبسط القوانين الدولية والإنسانية، وهو كذلك دليل آخر على أن هذا الكيان تمادى في إرهابه، وهذا يشير من جهة أخرى إلى أن الصهاينة يشعرون بتطور المقاومة وقوتها في المنطقة.

وفي كلمة له أمس أكد قائد الثورة الإسلامية الإيرانية علي خامنئي أن إسرائيل «ستتلقى صفعة» هجومها على القنصلية الإيرانية في دمشق، وقال: «إنّ الجهود اليائسة مثل تلك التي قام بها الأعداء في سورية، لن تنقذهم من ذلك، فيما سيتم صفعهم بهذا الإجراء».

من جهته أكد الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر الله، في كلمة له بمناسبة «يوم القدس العالمي»، والذي يتزامن هذا العام مع العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، على أهمية الثبات والصمود ومواصلة العمل «واليقين بأن النصر آتٍ»، وهو ما رآه يرتبط بغزة وكل الجبهات المساندة والمشاركة.

وتواصلت أمس المواقف المنددة بالهجوم، وأعربت الجزائر عن استنكارها البالغ لهذا الفعل الإجرامي الذي يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين والأعراف الدولية المعنية بحرمة البعثات الدبلوماسية والقنصلية، فضلاً عن كونه تعدياً خطيراً على السيادة السورية.

وجددت الخارجية الجزائرية في بيان لها التضامن التام مع إيران وسورية أمام هذا العدوان السافر الذي يهدد بتصعيد الأوضاع وتعميق حالة اللا أمن واللا استقرار في المنطقة برمتها.

من جانبه انتقل الاتحاد الأوروبي من موقف القلق من تداعيات الضربة الجوية إلى التنديد بها، وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بيتر ستانو في منشور على موقع إكس: «في هذا الوضع المتوتر للغاية في المنطقة، من الضروري إظهار أقصى درجات ضبط النفس»، وأضاف: «يجب احترام مبدأ حصانة المقار الدبلوماسية والقنصلية وموظفيها في جميع الأحوال وتحت أي ظرف وفقا للقانون الدولي».

وفي وقت لاحق من مساء أمس أدان مجلس جامعة الدول العربية جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني واعتداءاته على الأراضي السورية واستهداف مقر القنصلية الإيرانية بدمشق في انتهاك سافر لقواعد القانون الدولي، مؤكداً وقوفه إلى جانب سورية في ممارسة حقها في الدفاع عن أرضها وشعبها.

وكانت روسيا وزعت مشروع بيان صحفي على أعضاء مجلس الأمن الدولي بالاتفاق مع سورية وإيران يدين العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، وكتب النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي، في قناته على «تلغرام»: «هذه فرصة أخرى لاختبار النيات الحقيقية لزملائنا الغربيين، دعونا نَرَ كيف سيسير العمل بالنسبة لهذه الوثيقة».

على المقلب الميداني، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال أنه في إطار تقييم الوضع في الجيش، تقرر تعزيز وتجنيد جنود احتياط إلى «أنظمة الدفاع الجوي».

وكشف الإعلام العبري عما سماه «يقظة مشددة في إسرائيل تحسباً من رد إيراني على عملية الاغتيال في دمشق».

وقالت: إن سلاح الجو الإسرائيلي يشهد حالة تأهب قصوى بكل أذرعه من الطائرات الحربية واستعدادها للتصدي عبر منظومات الدفاع الجوي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن