رياضة

أواخر الموسم.. حسابات ومراجعات!

| غانم محمد

قد يبدو كلامي غير مقنع إلى حدّ كبير، لأني سأقفز إلى (عموميات الحديث) مباشرة، كوني لم أكن (متابعاً دقيقاً) للدوري المحلي، والذي أصابني وكثيراً غيري بما هو أكثر من الملل، لكني لم أكن بعيداً عن المشهد وما يجري فيه.

بداية، أبارك لفريق الفتوة احتفاظه بلقب الدوري للموسم الثاني على التوالي، وحسم البطولة قبل أربع جولات من النهاية، وأتمنى من كلّ قلبي ألا يهبط فريق الساحل إلى الدرجة الأولى، لما أعرفه وأراه من شغف كبير من جمهوره به، وبالتالي سيكون هبوطه للدرجة الأدنى خسارة جماهيرية لما سموه (الدوري الممتاز) تماماً كما هو هبوط فريق الحرية!

في حقيقة الأمر، تعمدتُ أن أذكر (نقيضين) في بداية حديثي عن الدوري المحلي، وليس من باب المصادفة أن أحدهما نال اللقب، والثاني قريب من الهبوط، وسأشير بإصبعي (الأصغر) إلى فارق الإمكانيات بين الفريقين، وبالتالي عدم عدالة المنافسة!

قد يردّ على قائل: لاعب واحد في ريال مدريد قد يعادل ميزانية فريق آخر في البطولة نفسها، وهذه حقيقة، لكن الفارق بيننا وبينهم، أنهم حتى في الدرجة الرابعة يعرفون كرة القدم على أصولها، ويمارسونها وفق هذه الأصول، أما عندنا فلا شيء يحرّك اللاعب إلا الوعد بالمكافأة، وبالتالي فإن الفريق القادر على استمرار الوعود وصرف المكافآت سيتفوّق بكل تأكيد، ولدينا بدل الدليل عشرة، ومنها حين ذهب اللاعبون نفسهم الذين يتوجون مع الفتوة إلى فرق أخرى لم يفعلوا أي شيء..

هنا، بضاعتنا الكروية (نخب رابع)، وصنّاع اللعبة لو كانوا في غير هذه الظروف لكانوا عاطلين عن العمل مع بعض الاستثناءات القليلة جداً، إضافة إلى أن خطوط الإنتاج (ملاعب وقرارات و…) قد أصابها العفن وغير صالحة للإنتاج…

وفق هذه المعطيات، وعلى أساسها، ومع ترشحها لمزيد من التدهور، فإن كرة القدم السورية بحاجة إلى جهود جبّارة وحقيقية من أجل البداية من نقطة الصفر (وكم هو مؤلم هذا الكلام)، لكن هذه هي الحقيقة التي يجب أن نتعامل معها، حتى في فريق الفتوة المتوّج باللقب، فإن هذا (البريق) مرتبط حالياً بما يُصرف عليه، وليس نتاج عمل كروي سليم.

أتمنى أن تبدأ المراجعة في الأندية، وعلى مستوى اتحاد كرة القدم، فأساس كرة القدم هو البطولة المحلية، والمنتخب بالكاد يظهر في مناسبة أو مناسبتين خلال العام، وبالتالي يستحق الدوري اهتماماً أكبر، فهل نبدأ قبل أن ننتهي؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن