بدعوة من مشروع مدى أقيمت ندوة حوارية الفنان التشكيلي إياد البلال حول مشروعه الفني وذلك بالتعاون مع مديرية الثقافة في حمص والمركز الثقافي العربي في قاعة د. سامي الدروبي وحضور جمهور من الفنانين التشكيليين والمهتمين.
في البداية عرض فيلم يتضمن حواراً أنجزه التلفزيون العربي السوري يتحدث فيه الفنان «بلال» عن تجربته الفنية في مجال النحت مسلطاً الضوء على أعماله الفنية ومنها نصب تذكاري للشهداء يتوسط مركز مدينة حمص، ومنحوتات أخرى فبعض المحافظات السورية كالقنيطرة وحماة وطرطوس.
وقد أشاد الفنان «بلال» بتجربة مشروع مدى الذي شكل فرقاً ثقافياً في حمص طوال سنوات الحرب وأضاف:
– أي فعل ثقافي في هذه الظروف مقدس ومقدر، ففي هذا الظرف الاقتصادي الضاغط أي فنان يمسك قلم رصاص ويرسم، يكتب أغنية، يعزف، يفكر، يعمل بهذا الجانب فهو فوق قدرة الفطرة، وعندما أجد شاعراً يرسم صورةً شعريةً فهذا يعتبر استثناءً في هذه الظروف الذي فيه الناس تركض وراء لقمة العيش، وعلى هذا فإن الفن بهذا المعنى يعتبر شيئاً مقدساً.
التأكيد على احترام الحالة الأكاديمية
وقال: في التشكيل أنا مع أن نحترم الحالة الأكاديمية، فالكم في المعارض له أهميته، والنوع حالة أكاديمية له سقف، وأرى الفن بلا أسقف ولذلك أرى التأكيد على احترام الحالة الأكاديمية في كل أعمالنا، فعلى الفنان أن يمتلك لغة التشكيل، وأكد أنه مع ورش العمل وذلك من خلال استضافة ضيف متميز من أي محافظة مع فنانين هواة، وقال:
وعن الخامة التي يفضل التعامل معها في النحت قال إنها غير محددة «مفتوحة» من الصناعية إلى البرونز إلى الحجر، والخامة الأم في النحت هي الرخام ولكن المتاح عندنا في العمل هو أنواع الأحجار كافة ولكل خامة طاقة وفيها إمكانية يفرضها نوع الحجر التي يتعامل معها النحات ويطوعه وفق إمكاناته الفنية.
النحت الواقعي مظلوم
نحاول أن نحول لغة الفن إلى لغة شارع لشيء يمس الناس ويرصد حالة عاطفية ما أو حالة رمزية فمثلاً لوحة المنتحبة من أجمل أعمال النحت في العالم المملوء بالأعمال المهمة، ولذلك فان النحت موجود فيما يختص بالحالات والإمكانيات والطاقات، وأرى أنه توجد إمكانيات سورية مهمة، فكلية الفنون الجميلة تخرج كل عام أعداداً من الخريجين وربما نجد في كل دفعتين فناناً، والنحت عمل شاق، وليس أي كان قادراً أن يحقق مواصفات النحات فهو يحتاج لجهد عضلي ولزمن، وجهد فكري بحت، وربما تكون مهمة الرسام أسهل فالفنان يمكن أن يرسم وهو مرتد طقم وربطة عنق، والنحت يحتاج إلى خامات وجهد عضلي وأدوات قد لا تتوافر لأي كان.
التوثيق مشروع دولي قومي
وأشار إلى أن التوثيق ليس مشروعاً فردياً بل هو مشروع دولي ومشروع قومي وحالياً تتجه وزارة الثقافة نحو الهوية الوطنية ونتحدث منذ عشرين عاماً نحو تشكيل سوري معاصر، والتساؤل كان هل يوجد تشكيل سوري معاصر أم لا يوجد وكان كلامنا الحقيقي توجد ملامح؟ كيف نؤكدها؟ للأسف في ظل غياب المؤسسة الثقافية لم نستطع أن نوافق وإن شاء الله نستطيع للوصول إلى صيغة هوية تشكيل سوري معاصر.
تكوينات الإبداع تحتاج إلى أرضية
ورأى أن الفنان والشاعر والمسرحي هو الأكثر حساسية وألمه أكثر من غيره، والتقاطه لتفاصيل الحياة والمجتمع، وربما يستطيع الشعر والفن على المدى الطويل أن يؤثر في النخب أو الجماعات، والاستمرار في الفن يحتاج للإرادة، فإذا كنت فناناً تتجه نحو الفن والإنتاج الفني فعليك أن تتجاوز الكثير من الأشياء على حساب لقمة العيش لأجل إنتاج الفن، فالفن ليس لعباً وهوايةً وملء وقت الفراغ، الفن قضية حقيقية كالأدب والشعر، فالشاعر هو شاعر في كل الأوقات يتعامل بإحساس الشاعر ولا يمكن أن يكون موظفاً إدارياً في الصباح وبعد الظهر شاعراً… الفن قضية حقيقية بالعمق يؤخذ بكليته، والفن ليس سهلاً، فالطب والهندسة أسهل، من ممارسة الفن فالفنان يجب أن يكون مثقفاً ولديه مصادره الثقافية المتنوعة لأن كل تكوينات الإبداع تحتاج إلى أرضية ينطلق منها الفنان.
وفي نهاية الندوة الحوارية تم تكريم الفنان بلال بتقديم شهادة تقدير من إدارة مشروع مدى تقديراً لجهوده المبذولة في الحركة الفنية التشكيلية السورية، وقد صرح الفنان بلال «للوطن» بكلمة عن تكريمه قال فيها:
التكريم هو رسالة لهذا الفنان، أو الشاعر، أو المبدع، وبالنسبة لي تضيف قليلا من الحب، هي بسمة بعد تعب طويل، مشكور الفريق، ومديرية ثقافة حمص، وفريق مدى لكل ما قدمه للمدينة ومن تكريمات للمبدعين.