ثقافة وفن

سعيد رجو مجموعة شعرية «تماهيات الدم والمداد»

| مصعب أيوب

صدر حديثاً عن اتحاد الكتاب العرب مجموعة شعرية لسعيد رجو بعنوان: «تماهيات الدم والمداد» وهي من القطع المتوسط وتقع في نحو مئة صفحة جاء فيها بعض قصص الحب والحرب والربيع وقصائد للطفولة ومن أبرز عناوينها: «مواجع الكمان، ورقة من رزنامة، آية الإبداع، رغم رياح السموم، فرجة مضاءة، عصافير شجاعة».

يستنهض المؤلف حمية وعزيمة العرب من خلال تأنيبهم على ما فعلوه وتفريطهم بأرضهم وكيف تهاونوا في أوطانهم بعد أن ضاعوا في متاهات الشتات، وهو ما بدا واضحاً في قصيدة «عصائب العداء للضياء»، فشدد على أن تعليق الآمال على التاريخ العربي والأصالة والعراقة والتغلق بما هو محال كالتعلق بالشهاب، مشيراً إلى تفريط أصحاب آبار النفط بثرواتهم ومقايضتهم لها بالحضارة الغربية المزعومة، كما أكد على بطش أصحاب الرايات السوداء الذين يحكمون بشريعة الغاب وفي قصيدة «فصال الملام» يستحضر الكاتب قصة لبعض الطيور والفراخ التي أرعبتها الرياح العاصفة التي ضربت المكان لتطلق الفراخ «ولولات» النجدة والاستغاثة متسائلين هل هي صيحة الآزفة؟ منتظرين على الجمر ما سيحدث.

كما أن عواء الذئاب ينشر هول الكوابيس في نوم الفراخ الآمن المطمئن لتصحو غاضبة واجفة تستحضر مر الأيام، تناجي الليل والغيوم ولكن الليل طويل وظلامه حالك والدروب مسدودة وما من سميع أو مجيب، ومما جاء في هذه القصيدة:

سيول من اللعنات
على شرعة البغض
شرعة رب الجحيم
وأدمن إدماء
قلب السلام الرحيم

لعل «خيبة المتعالي» تخبر عما فيها، فالعنوان يشي بكثير من مضمون وفحوى الأبيات، ويؤكد فيها الشاعر أن النعم من الممكن ألا تدوم وأن الحياة تسير بإيقاع منتظم والأيام تدور، وأنه لا بد من الاستماع للعبر والنصائح ويشدد على ضرورة التعلم من دروس الغابرين ولاسيما أن كثيراً من السلاطين والحكام تزعزعت عروشهم وأركان ملكهم وسحق طغيانهم وندموا ندماً شديداً على ما اقترفت يداهم، ومما قاله الشاعر فيها:

لو انك أصغيت لزمجرة الريح
وقهقهة الأخبار الهازئة بأخبار الجبارين المنكسرين
المقذوفين إلى جلمود الشطآن
ولو استرجعت…
لأبصرت نجوماً متهاوية

كما كان للطفولة نصيب من أشعار رجو وقال في حفيدته بيسان قصيدة بعنوان «الطفلة الفلة» ليتغزل فيها ويبرز جمال وظرافة الطفولة ولطافة هذه الطفلة، فيقول:

مثل فراشة حقل تتدرج
لا ألطف منها ولا أظرف
تحسبها زهرة نيلوفر زاهية
متهادية فوق سرير الماء
بيسان الحلوة فرح يغمر دنيانا
فلنتوجه يا أحباب
إلى رب الأطفال
رب الناس
بدعاء وجداني
ودعاء روحاني
هو أبلغ من أي كلام
أن يغمر هذا العالم من أجلك يا بيسان
أطفال العالم… تحناناً منه
بفيض نماء.. وهناء
وسلام

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن