تشهد أسواق مدينة الحسكة خلال هذه الفترة من السنة بدء موسم تسويق مادة الجبن البلدي «الخام» المعروف بالعامية بالجبن العربي، قبل أن يتم تقسيم أصنافها من الباعة إلى عدة أقسام، وتميّزت الجبنة العربية المطروحة في الأسواق هذا الموسم بجودتها وخصوبتها وعلى خلاف حالة الجودة والخصوبة التي كانت عليها خلال السنوات الثلاث الأخيرة، نتيجة لتحسّن المراعي ووفرتها بفعل الهطلات المطرية الغزيرة المبكرة والمستمرة طوال الأشهر الماضية، إضافة إلى زيادة أعداد مواليد قطعان الثروة الحيوانية وغزارة إنتاج الحليب، ورغم التناقص الكبير في أعداد قطعان الثروة الحيوانية التي نفقت أعداد كبيرة منها بفعل سنوات القحط والجفاف «المحل» في المواسم الثلاثة الماضية، وتهريب أعداد كبيرة منها باتجاه القطر العراقي الشقيق عبر المنافذ والمعابر البرية «غير الرسمية» التي تربط أرياف وبوادي محافظة الحسكة مع العراق.
وبيّن أبو عواد أحد مربي الماشية ومنتجي مادة الجبن العربي من قرية «لزاكَة» بريف الحسكة الشمالي الشرقي في حديث لـ«الوطن» أنه يقوم بشكل يومي بجمع الأجبان من المربين في المنطقة، ومن ثم يقوم بنقلها إلى الحسكة لبيعها بشكل مباشر لأصحاب محال البيع المخصصة لتسويق المادة للمستهلك في المدينة، مضيفاً إن حجم المادة المسوّقة تختلف بين يوم وآخر، وهذا يعود لما تنتجه المواشي من الحليب بشكل يومي «لزوم صناعة الجبن».
وأشار إلى أن الأسعار الحالية مقبولة نوعاً وتترك هامشاً جيداً من الربح للمربين، حيث يتراوح سعر الجبنة الحلوة بين 10 إلى 13 ألف ليرة للكيلوغرام الواحد، ويصل سعر كيلو الجبنة المالحة بين 18 إلى 19 ألفاً، حسب جودة ونوعية الكمية المطروحة للتسويق والبيع.
ولفت البائع أبو إبراهيم أن سعر المبيع للمستهلك يتراوح حسب المراحل التي تمر بها مادة الجبن، مؤكداً أن سعر مبيع الجبن الحلو «الأقراص» للمستهلك وهذا في مرحلته الأولى يتراوح بين 18 إلى 19 ألف ليرة للكيلو غرام الواحد، على حين أن سعر الكيلو غرام الواحد كان سعره 14 ألفاً ليرة، وسعر كيلو غرام الجبن المقطّع والممّلح في مرحلته الثانية وقبل الأخيرة، يصل إلى 23 ألف ليرة، وفي العام الماضي 16 ألف ليرة.
مؤكداً أن جودة المادة لهذا العام أفضل مما كانت عليه في العام الماضي وهذا يعود للغطاء النباتي الرعوي الخصب في هذا الموسم، وبعكس الموسم الماضي التي كان يعتمد المربّون فيه على المادة العلفية لقوت مواشيهم، مشيراً أن كيلو غرام مادة السمن البلدي «العربي» ذا النوعية الممتازة يصل إلى 150 ألف ليرة.
وأشار البائع أبو سومر أن الأسواق تشهد إقبالاً شديداً من المستهلكين على مادتي الجبن والسمن العربي بشكل جيد جداً، رغم قلة المواشي والمراعي على حد سواء عن السنوات الماضية، مبيناً أن سعر مادة الكَيمر «مستخلص لبن الجاموس» يصل اليوم إلى 120 ألف ليرة بعد أن كان في بداية موسمه بـ140 ألف ليرة، وهو في نزول تدريجي اليوم، موضحاً أن سعره في العام الماضي كان محدداً بـ40 ألف ليرة فقط.
كما بيّن أن سعر البيضة البلدي بـ1500 ليرة وفي العام الماضي بين 500 إلى700 ليرة، لافتاً إلى أن أسعار العرض والطلب تكاد تكون مقبولة إذا ما قيست بأسعار السوق للمواد والسلع الغذائية والاستهلاكية الأخرى، وهذا ما شكّل حالة الإقبال من جانب المستهلك على المادة التي تعتبر من أساسيات الغذاء التي يتم تموينها لفصل الشتاء من المستهلك في الحسكة.