«التعاون الإسلامي» أدانت منع المصلين الفلسطينيين من الوصول إلى الأقصى … رام الله: إجراءات الاحتلال لتهويد القدس انتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية
| وكالات
أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة لتهويد مدينة القدس المحتلة باطلة، وانتهاك صارخ لقرارات الشرعية الدولية، على حين أدانت منظمة «التعاون الإسلامي» اعتداء قوات الاحتلال على المصلين الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى المسجد الأقصى.
وفي بيان لها أوردته وكالة «وفا» اعتبرت الخارجية الفلسطينية اعتداءات الاحتلال المتواصلة ضد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية والأماكن التاريخية والتراثية في فلسطين المحتلة امتدادا لإجراءات الاحتلال الاستفزازية واعتداءاته المتواصلة على الكنائس، ورجالاتها، وممتلكاتها، لاستكمال تهويد القدس، وتكريس ضمها، وتغيير الوضع التاريخي والسياسي والقانوني القائم، وانتهاكاً صارخاً لقرارات الشرعية الدولية ومنظمة «اليونيسكو».
وحذرت الوزارة من مخاطر إمعان الاحتلال في استهداف القدس، ومقدساتها، وهويتها، مؤكداً أن جميع إجراءاته الأحادية الجانب مرفوضة وباطلة، وطالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف هذه الإجراءات فوراً، باعتبارها تهديداً مباشراً لساحة الصراع، والمنطقة برمتها.
في الغضون، أدانت منظمة «التعاون الإسلامي» بشدة منع قوات الاحتلال الإسرائيلي آلاف الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة، أول من أمس الجمعة والاعتداء عليهم واعتقال المئات منهم.
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية قالت «التعاون الإسلامي» في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني: إنها «تدين بشدة قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بمنع آلاف المدنيين الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة»، واستنكرت كذلك الاعتداء السافر على المصلين عبر إطلاق قنابل الغاز السام والمسيل للدموع عليهم داخل باحاته، ما أدى إلى إصابة واعتقال المئات منهم، مشددة على أن هذه الممارسات تعد انتهاكاً صارخاً لجميع الأعراف والقوانين الدولية والقيم الإنسانية.
ودعت المنظمة، في بيانها، «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه إلزام الكيان الإسرائيلي بوقف جميع انتهاكاته المتكررة لحرية العبادة وحرمة الأماكن المقدسة في القدس المحتلة»، وأكدت ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، كما جددت دعوتها إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
وأحيا 200 ألف مصلٍ، ليلة أول من أمس في باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، رغم التشديدات الإسرائيلية، وشهدت ليلة الجمعة أكبر عدد من المصلين الداخلين إلى المسجد الأقصى منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول الماضي، وفق «الأناضول»، في حين اعتدت شرطة الاحتلال الإسرائيلي على عدد من المصلين قرب باب «الأسباط»، أحد أبواب المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، عقب تأديتهم صلاتي العشاء والتراويح.
وقال شهود: إن قوات من الشرطة الإسرائيلية اعتدت بالضرب على عدد من الشبان الفلسطينيين، عقب الانتهاء من صلاتي العشاء والتراويح، ما أسفر عن إصابة شابين برضوض طفيفة، ولم تسمح السلطات الإسرائيلية إلا لأعداد قليلة من سكان الضفة الغربية بالوصول إلى المسجد لأداء الصلاة، حيث تسمح فقط للفلسطينيين الذكور فوق سن 55 عاماً والإناث فوق سن 50 عاماً من سكان الضفة بدخول القدس أيام الجمعة، شريطة حصولهم على تصاريح إسرائيلية.
وتأتي القيود في حين يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي، حرباً مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ما استدعى محاكمة الكيان الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بدعوى «إبادة جماعية».
من جهة ثانية، رحبت منظمة التعاون الإسلامي بالقرارات الثلاثة الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني التي تبناها مجلس حقوق الإنسان، مثمنة مواقف الدول التي صوتت لمصلحتها.
وأكدت المنظمة، في بيان لها، وفق «وفا» أن ذلك يعكس الإجماع الدولي على دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وكذلك رفض جميع الإجراءات غير القانونية والجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك العدوان العسكري، والإرهاب المنظم، والاستيطان الاستعماري، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
وشددت على ضرورة متابعة تنفيذ هذه القرارات على الفور، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته باتخاذ خطوات عملية لوقف الجرائم الإسرائيلية وضمان المساءلة وإحقاق العدالة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وأول من أمس الجمعة، دعا رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة، محسن المندلاوي، الحكومة إلى تبني مشروع قرار إيقاف العدوان الصهيوني، بينما جدد الالتزام بمنع مخططات المحتل وإنهاء مأساة الفلسطينيين.
وفي كلمة ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الخامس لنصرة الشعب الفلسطيني، الذي أقامه المجلس الأعلى الإسلامي، تحت شعار «القدس ضمير الإنسانية»، أعرب المندلاوي حسب وكالة الأنباء العراقية «واع»، عن «إدانة مجلس النواب للاعتداءات الإرهابية والوحشية لكيان الاحتلال الصهيوني، منبهاً مجلس الأمن والنظام الدولي إلى انتهاك الكيان الصهيوني المستمر والفاضح لقرارات الشرعية الدولية وتهديداته للسلم والأمن الدوليين»، داعياً الحكومة ومن خلال الجهد الدبلوماسي عبر المجموعة العربية والإسلامية في الأمم المتحدة إلى تبني مشروع قرار إيقاف العدوان الصهيوني، مع فرض التدابير اللازمة لتنفيذه وفقاً للبند السابع، ومحاسبة الكيان الغاصب لخرقه القانون الدولي وانتهاك ميثاق الأمم المتحدة.