سورية

شدد على أن عناد المعارضة غير مقبول في السياسة الدولية … لافروف: عدم دعوة الأكراد إلى جنيف سيأتي بنتائج عكسية

| وكالات

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن المفاوضات المقررة في جنيف بين ممثلي الحكومة السورية والمعارضة لا يمكن أن «تحقق نتائج» ما لم تتم دعوة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية، وشدد على أن العناد الذي تبديه المعارضة يعد «أمراً غير مقبول في السياسة الدولية». وأكد لافروف أن قرار موسكو الاستجابة لطلب دمشق الرسمي وإطلاق عملية عسكرية في سورية ضد الإرهاب ساعد في تغيير الوضع بشكل جذري في هذه البلاد. وخلال مؤتمره الصحفي السنوي المكرس لنتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2015 قال لافروف، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية، «دون هذا الحزب، من دون ممثليه، لا يمكن أن تحقق المفاوضات النتيجة التي نريدها وهي تسوية سياسية نهائية».
واعتبر لافروف أن منع السوريين الأكراد من المشاركة في محادثات السلام سيكون «جائراً» و«سيأتي بنتائج عكسية».
لكنه أكد أن روسيا لن تعارض محادثات السلام التي يفترض أن تبدأ الجمعة في جنيف برعاية الأمم المتحدة، إذا لم يدع «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في سورية.
وبين لافروف أن الأطراف الإقليمية والدولية أدركت أخيراً ضرورة التخلي عن الشروط المسبقة لبدء الحوار السوري السوري، مشدداً، على أن ربط محاربة الإرهاب بأشياء لا علاقة لها بالموضوع «كاشتراط تغيير النظام السوري هو نهج خاطئ».
وشدد لافروف على أن محاولة تهميش بعض أطراف المعارضة السورية خلال محادثات جنيف القادمة انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن 2254، مؤكداً أن دي ميستورا هو الوحيد المكلف توجيه الدعوات إلى المشاركين في المحادثات السورية السورية وأن روسيا والولايات المتحدة غير مفوضتين بهذا الأمر. وأشار إلى أن «دي ميستورا صرح خلال مؤتمره الصحفي أول من أمس أن دائرة المدعوين ستمثل طيفاً واسعاً من المعارضات السورية وتستجيب لنص قرار مجلس الأمن 2254».
وانتقد لافروف الأطراف التي لا تضع محاربة الإرهاب كأولوية أساسية وتذهب نحو ترويج أجندة أحادية وتتحدث عن إصلاحات سياسية، موضحاً أن روسيا تقدم الأسلحة والمساعدة للأطراف التي تحارب الإرهاب من خلال الحكومات المركزية سواء في سورية أو العراق.
وأكد أن بقاء بعض الشركاء غير مؤهلين على الإطلاق للتوصل إلى اتفاق بشأن حل الأزمة في سورية يخلق مشاكل في سياق التسوية.
وأعاد لافروف التذكير بأنه بعد الشروع في تطبيق بيان جنيف أدى موقف المعارضة المتعنت آنذاك إلى تعليق الحوار مشدداً على أن مثل هذا العناد الذي تبديه المعارضة يعد أمراً غير مقبول في السياسة الدولية. وجدد تأكيد موقف بلاده بأن مستقبل سورية يحدده الشعب السوري فقط.
ونفى، صحة ما أعلنته وسائل إعلام من أن الرئيس الأسبق للمخابرات العسكرية الروسية، إيغور سيرغون، أتى إلى دمشق باقتراح استقالة الرئيس الأسد، وليس هذا فقط، بل لم تكن ثمة حاجة إلى إجراء محادثات من هذا النوع.
من جهة ثانية، أكد لافروف، وفق ما نقلت وكالة «سانا» للأنباء، أن العمليات الجوية الروسية على مواقع التنظيمات المسلحة في سورية أدت إلى تحولات نوعية في الوضع على الأرض وكشف من يحارب الإرهاب ومن يتواطأ معه ويحاول استخدامه لتحقيق مصالحه.
وأشار إلى أن المشاركة الروسية في محاربة الإرهاب ساهمت في تبنى قرارات مهمة من مجلس الأمن لتجفيف منابع تمويل الإرهاب وتجنيد الإرهابيين الأجانب وهي القرارات2199 و2253، مطالباً جميع الدول بالالتزام بهذه القرارات وتقديم التقارير إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة عن كيفية الالتزام بها.
ولفت إلى انتهاك تركيا قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وقال: «نحن حريصون على عدم حدوث أي تلاعب بها ونقوم برقابة مكثفة على عمل الأمانة التابعة للأمم المتحدة للتأكد من التزام الدول المختلفة بتطبيق هذه القرارات».
وأضاف: إن القرار رقم 2253 القاضي بتجفيف منابع الدعم المالي للإرهابيين يتطلب من الأمانة العامة للأمم المتحدة صياغة تقارير دورية لكن التقرير الأول على ما يبدو لا يتحدث عن تهريب النفط من سورية إلى تركيا وهذا أمر غير مقبول لأن المعلومات كثيرة في وسائل الإعلام ولا بد من التأكد منها وإدخالها في التقرير الأممي وسنحرص على ذلك. وكشف لافروف، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء، أن موسكو لديها معلومات بأن مسلحي تنظيم داعش يتدربون في منطقة ممر بانكيسي في جورجيا قرب الحدود الروسية. ويتحضرون للانتقال إلى أفغانستان. وأردف لافروف، وفق ما نقلت «روسيا اليوم» عنه، «أن موسكو تدرك تماماً مسؤوليتها عن الوضع في العالم، وتتصرف على الساحة الدولية انطلاقاً من هذا الشعور بالمسؤولية».
وحذر الوزير الروسي من الخطر المحدق بالعالم برمته بسبب خطط مقاتلي داعش لإقامة دولة «خلافة» تمتد من باكستان إلى البرتغال، وأكد: «أنه خطر واقعي يهدد ليس الأمن الإقليمي فحسب، بل والأمن العالمي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن