سورية

داود أوغلو: نرفض مشاركة «الاتحاد الديمقراطي» في وفد المعارضة.. وليتمثل إلى جانب «النظام»

| وكالات

كرر رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أمس رفض بلاده القاطع مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي من ضمن وفد المعارضة، في المحادثات السورية السورية التي من المقرر أن تبدأ بعد غد في جنيف، ودعا إلى تمثيله ضمن وفد «النظام».
وشدد داود أوغلو أمام نواب حزبه (العدالة والتنمية) في مجلس الأمة التركي (البرلمان) بالعاصمة أنقرة على «ضرورة مشاركة الأطياف السورية كافة المتمثلة بالعرب والتركمان والأكراد والسنة والطائفة العلوية والمسيحيين في محادثات جنيف»، لكنه أعرب عن رفضه «القاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) حول طاولة» المفاوضات.
وأكد أن تركيا لا تفرق بين المنظمات الإرهابية، قائلاً: «لا فرق لدينا بين المنظمات الإرهابية، فداعش وحزب العمال الكردستاني وامتداده في سورية المتمثل في حزب الاتحاد الديمقراطي كلها منظمات إرهابية، يجب القضاء عليها». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن داود أوغلو، قوله: «من غير المقبول من وجهة نظرنا وجود منظمة إرهابية في صفوف المعارضة خلال المحادثات»، علماً أن بلاده ضغطت من أجل تمثيل حركة «أحرار الشام الإسلامية» في مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، على الرغم من صلاتها بتنظيم القاعدة وانضوائها تحت لواء «جيش الفتح» الذي يقوده فرع التنظيم في سورية جبهة النصرة التي أدرجتها الأمم المتحدة على قائمتها للتنظيمات الإرهابية قبل نحو ثلاثة سنوات.
وأضاف داود أوغلو: إن «حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يتعاون مع النظام لا يمكنه أن يمثل النضال العادل للشعب السوري». وبحسب موقع «ترك برس»، أشار إلى إمكانية تمثيل «حزب الاتحاد الديمقراطي» ضمن صفوف وفد «النظام». وقال: «إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يرغب في المشاركة بهذه المحادثات، فعليه أن يشارك إلى جانب النظام السوري الذي يقوم بالتعاون معه لقتل الشعب السوري». وعن لقائه مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الذي زار إسطنبول قبل يومين، ذكر رئيس الحكومة التركية أنه تباحث معه حول ملفات سورية والعراق، ومكافحة الإرهاب، موضحاً أن الجانبين الأميركي والتركي اتفقا على ضرورة محاربة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما داعش وحزب العمال الكردستاني.
وسبق لداود أوغلو أن أكد خلال لقاء مع شبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأميركية، أن التمثيل الكردي في محادثات جنيف المقبلة ضروري جداً وأنّ تركيا تدعم هذا الوجود الكردي في هذه المفاوضات، لكنه رفض مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي بدعوى أنه «يعدّ بين قائمة المنظمات الإرهابية لدى تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة». وتصنف واشنطن وبروكسل حزب العمال الكردستاني على قوائمهما للتنظيمات الإرهابية لكن لا وجود لحزب الاتحاد الديمقراطي على هاتين القائمتين.
ورداً على سؤال الشبكة التي استفسرت عن الموقف التركي حيال تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع عناصر وحدات حماية الشعب التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» على الأرض رغم ما يقوله بأن واشنطن تعتبرهم إرهابيين، قال داود أوغلو: إن «الذين يحاولون صبغ التنظيم بالصبغة الشرعية، وبرون فيه شريكاً شرعياً، لا يعيشون داخل حقائق منطقتنا، فلا يمكن لأحد أن يقنعنا بأن هذا التنظيم يرغب في السلام بشكل حقيقي».
وبشأن العمليات العسكرية الروسية في سورية، قال داود أوغلو: «كانت روسيا تعارض دائماً أي تدخل خارجي في سورية، لكنها الآن تتدخل بشكل سلبي، في الحقيقة هي تحتل سورية».
وزعم أن معظم الغارات الروسية الجوية استهدفت المعارضة المعتدلة التي حاربت النظام، مشيراً في هذا السياق إلى إمكانية المشاركة الإيجابية لروسيا في محادثات السلام السورية، لكنه طالبها بالكف عما وصفه بـ«استهداف المدنيين في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة المعارضة». وتؤكد موسكو أن ضرباتها لم تصب المدنيين. ورداً على سؤال بأن «(الرئيس) بشار الأسد يكسب المعركة في سورية بفضل الدعم الروسي جوًا، ودعم إيران وحزب اللـه اللبناني برًا»، قال رئيس الحكومة التركية: إن (الرئيس) الأسد «لا يكسب»، وأشار إلى أن «استمرار (الرئيس) الأسد في البقاء في دمشق (في الحكم)، فإن السوريين لن يعودوا إلى بلادهم».
وفي معرض رده على سؤال إذا ما كانت بلاده ترى إيران منافسًا لها في المنطقة، قال داود أوغلو، الذي يتوجه إلى السعودية يوم غد الجمعة: «نحن لا نرى إيران منافسًا لنا، لأننا جيران، وعلى مدى التاريخ كانت علاقتنا أحياناً طيبة وأحياناً سيئة، وعلاقتنا معها منذ 20 سنة تستند إلى حسن الجوار، لكننا نختلف معها في الملفين العراقي والسوري».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن