الأخبار البارزةشؤون محلية

أسواق العيد تعتمد على الحوالات الخارجية لتنشيطها … «التعليم العالي» و«الصحة»: مشافينا مستنفرة طوال عطلة العيد

| الوطن

يقبل العيد هذا العام على السوريين والمقولة دائماً «بأي حال عدت ياعيد» فالظروف المعيشية التي تزداد صعوبة في ظل ارتفاع الأسعار وخصوصاً فيما يتعلق بشراء مستلزمات العيد من ألبسة وحلويات وفي ظل تفاوت في الإقبال من سوق إلى آخر ومن محافظة إلى أخرى، هذا العيد الذي يأمل السوريون من خلاله بأن يكون خيراً عليهم وبوابة للفرج القريب، لكن على الرغم من ذلك فإن فرحة السوريين لم تنطفئ وبقي السوريون محافظين على مبادئهم وأعرافهم في مثل هذه المناسبة..

«الوطن» رصدت أجواء العيد في بعض المحافظات بين استعداد الأهالي واستنفار الجهات المعنية لتقديم الخدمات للمواطنين ومنع وقوع الحوادث.

المشافي جاهزة

أكدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جهوزية المشافي الجامعية واستنفار جميع الكوادر الطبية والتمريضية وطلبة الدراسات العليا، إضافة إلى عدد من الإداريين خلال العيد لتقديم كل الخدمات الإسعافية اللازمة للمرضى.

وفي بيان لها، نوهت الوزارة إلى بوجود نحو 3 آلاف طبيب مختص وممرض وطلبة دراسات عليا مناوبين خلال العيد لتغطية كل الأقسام الإسعافية في 11 مشفى جامعياً موزعين على عدد من المحافظات.

وحسب الوزارة، فإنه تم تأمين كل المستلزمات الطبية والأدوية اللازمة لعمل المشافي الجامعية بشكل يومي بهدف التعامل مع مختلف الحالات وفقاً للطاقة الممكنة، مشيرة إلى التركيز على الحالات الطارئة والإسعافية وعدم تأخيرها، وإمكانية تأجيل أي حالات باردة إلى ما بعد العيد ليصار إلى تقدير الحالة من الطبيب المختص المناوب.

وأصدرت وزارة الصحة تعميماً لمديري الصحة ومشافي الهيئات العامة أكدت فيه ضرورة القيام بجولات ميدانية لجميع أقسام العمل والتزام الاختصاصيين المناوبين بالدوام الفعلي في أقسامهم.

كما لفت التعميم إلى وجوب استنفار مكاتب الجاهزية ومتابعة خطة الحماية الذاتية لكل المنشآت والمتابعة المستمرة لجاهزية خطة العمل في المشافي والمراكز المناوبة، داعية المواطنين إلى التشدد في اتباع الإرشادات الصحية العامة لقضاء عطلة آمنة.

وأكد مديرو عدد من المشافي لـ«الوطن» أن معظم الحالات التي ترد خلال العيد تكون ناجمة عن حوادث سير، وسقوط من الألعاب، واستخدام الألعاب النارية، إضافة إلى استقبال عدد من الحالات الاسعافية الاعتيادية.

وأكدت مديرية الشؤون الصحية استكمال رقابتها خلال أيام عيد الفطر على مختلف المحال والمواد المكشوفة وأي مخالفة تضر بالصحة العامة وسلامة المواطنين، تستمر دوائر الخدمات بالدوام خلال العطلة ومعالجة مخالفات البناء التي يتم رصدها ولحظها.

في حلب موارد مالية شحيحة ترهق الأسرة

وأرهقت الموارد المالية الشحيحة التي تشكل «ميزانية» الأسر المخصصة للإنفاق في شهر رمضان وفي عيد الفطر، المرأة الحلبية في تدبير شؤون بيتها، على اعتبار أنها المعنية بإدارة الموازنة للمناسبتين وبما يتوافق مع مخصصاتها.

ورأت العديد من سيدات المنزل في أحاديث لـ«الوطن» أنهن أظهرن كثيراً من الحنكة والصبر في تدبير شؤون البيت والأسرة لكي يمر شهر رمضان بسلام من دون الاضطرار للاستدانة من أجل مواءمة الإنفاق مع متطلبات الشهر الفضيل، في ظل الارتفاع الكبير في أسعار السلع والمواد المختلفة.

وأوضحت صفاء أنها لجأت إلى الاستعانة بجمعية شكلتها مع 8 سيدات من قريباتها وجاراتها من خلال دفع مبلغ 500 ألف ليرة شهرياً على أن تقبض حصتها البالغة 4 ملايين ليرة سورية، ومن دون قرعة، في أول أيام شهر الصيام، وذلك استجابة لمتطلبات الشهر، وعلى الرغم من ذلك لم يمكنها المبلغ من الصمود حتى نهايته، أما نهى فاضطرت لبيع خاتم الزواج للتغلب على ضغوطا شهر رمضان، ولا تختلف الحال عند عائشة، التي وصلتها حوالة مالية من أختها.

وتقول عائشة: «وعلى الرغم من الحوالة المالية، لم أستطع شراء ألبسة العيد لكل أولادي بسبب ارتفاع أسعار الألبسة، بعد أن استنزف شهر الصوم كل مدخراتنا.

من جهتها، ترى فاطمة أن دخل زوجها يجب أن يتخطى حاجز الـ15 مليون ليرة حتى تقدر على إدارة نفقات شهر رمضان والعيد، وبالحد الأدنى للمعيشة «فكيف إذا كان راتبه لدى أحد معامل منطقة الشيخ نجار الصناعية لا يزيد على 600 ألف ليرة شهرياً»، مضيفة: «اتركها على الله».

مالك محل صرافة ذكر لـ«الوطن» أن هنالك تحسناً ملحوظاً في عدد ونسبة الحوالات الواردة إلى حلب في الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الفطر، كنوع من صدقات الفطر من السوريين المغتربين، وخاصة من ألمانيا ومصر والعراق ولبنان والإمارات.

طقم العيد عصي على أسر في اللاذقية

وفي اللاذقية عائلات عدة لم تستطع شراء «طقم العيد» لكل طفل في ظل الغلاء الذي تشهده الألبسة في الأسواق بشكل عام، إذ يتراوح سعر الطقم الواحد «بنطال وقميص وحذاء» من النوعية المتوسطة بين 350 ألف ليرة و800 ألف ليرة، ما يكلف العائلة التي لديها 3 أطفال بين مليون إلى 2.4 مليون ليرة سوريّة.

وأوضح أمين سر جمعية الخياطة والألبسة في اللاذقية، بسيم القصير، أن سبب الغلاء يعود لارتفاع مستلزمات الإنتاج التي معظمها مستورد من الخارج ومرتبط بتغير سعر الصرف، إضافة لارتفاع الضرائب والرسوم وأجور النقل وغيرها من الأمور الداخلة بالعملية الإنتاجية.

وأشار القصير إلى أن حركة السوق قياساً بالظروف المادية الصعبة، تعتبر حركة جيدة تصل إلى 70 بالمئة، مشيراً إلى أن معظم من يتسوق لديهم أقرباء في الخارج ويعتمدون على الحوالات الخارجية، وإلا لكانت نسبة التسوق لا تتعدى 15 بالمئة وتنحصر بالطبقة الميسورة الحال «المستفيدة» فقط!

ورأى أن ذوي الدخل المحدود لا يمكنهم شراء «طقم واحد» لكل طفل من أطفالهم من دون حوالات خارجية! إذ تكلفة طقم العيد «كسوة الطفل» من النوعية المتوسطة 350 ألف ليرة (بنطال وقميص أو كنزة وحذاء) من دون سترة «جاكيت» وثمنها نحو ربع مليون ليرة بمجموع إجمالي يتجاوز نصف مليون للطقم كاملاً، أما من النوعية الجيدة فيتضاعف السعر ليصل إلى مليون ليرة مع جاكيت ونحو 600 إلى 700 ألف ليرة للبَدل الواحد من دون سترة.

وأكد القصير أن الأسعار زادت عن العيد الماضي بين 30 – 35 بالمئة، ما تسبب بتراجع نسبة الربح بشكل كبير مقارنة بسنوات سابقة إذ بات الحرفي المنتج بالورش الصغيرة يربح كما العامل لديه فقط! ليضمن استمرارية العمل والإنتاج وتأمين أدنى مستلزمات المعيشة.

في طرطوس

وفي محافظة طرطوس يستمر العديد من الجهات العامة في الدوام لتقديم الخدمات للمواطنين على امتداد أيام العطلة، وضمن هذا الإطار أبدت مديرية الصحة كامل الاستعداد لاستقبال الحالات الإسعافية والطارئة التي قد تحصل في عطلة أيام عيد الفطر في جميع المشافي العامة والهيئات المستقلة ومنظومة الإسعاف وأقسام الإسعاف والطوارئ في المشافي لتقديم الخدمات الصحية للمواطنين، ومن أجل استقبال جميع الحالات الإسعافية والطارئة على مدار 24 ساعة.

وأكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع الصحة هاني خضور أن كل الأدوية الإسعافية والمواد الطبية في أقسام الإسعاف التابعة للمشافي العامة وفي المراكز الصحية المناوبة متوافرة، مشيراً إلى أن مديرية الصحة وضعت خطة مناوبات للمراكز الصحية لتأمين الخدمات الصحية على مدار 24 ساعة طوال أيام عطلة العيد.

وفِي مجال عمل السورية للتجارة أوضح محمود صقر مدير فرع طرطوس أن جميع صالات السورية للتجارة بطرطوس استمرت أمس السبت باستقبال وبيع كل المواد الغذائية كما أنها سوف تستمر اليوم وغداً كالمعتاد، مضيفاً: تم وضع جدول مناوبات للصالات والمراكز في المحافظة باقي أيام الأسبوع.

وفي مجال عمل المصارف العامة أكد مدير فرع المصرف المركزي بطرطوس أن المصرف سيفتح أبوابه يوم غد الإثنين لتنفيذ جميع العمليات المصرفية والسحب والإيداع وتأمين السيولة للمصارف واحتياجات الصرافات الآلية، على حين أفاد مصدر في المحافظة أن كل فروع المصرف العقاري في طرطوس وصافيتا وبانياس مستمرة بالعمل اليوم وغداً.

في السويداء التسوق في حدوده الدنيا

ورغم ما تشهده أسواق السويداء من اكتظاظ لحركة الأهالي وتنوع ووفرة بالمعروضات من مواد غذائية وحلويات تزامناً مع قدوم عيد الفطر إلا أن حركة الشراء بقيت بحدودها الدنيا.

وأكد عدد من التجار وأصحاب المحلات ممن التقتهم «الوطن» أنه رغم امتلاء الأسواق بالأهالي إلا أن معظمها اقتصرت على التسوق بالنظر مع البحث عن أقل الأسعار وأخفضها لجميع المواد من الغذائية والحلويات وصولاً إلى الألبسة والذي عزاه الأهالي إلى ارتفاع الأسعار الجنوني وضعف القدرة الشرائية.

ورغم الحركة الضعيفة للشراء ضمن الأسواق إلا أن المحافظة شهدت مبادرات عديدة بينت مدى التكافل والتعاضد بين أهلها سجلتها جمعيات خيرية على ساحة المحافظة ممن قامت بتوزيع الحصص الغذائية والسلل التي تحتوي على المواد الغذائية والحلويات والثياب ومبالغ مالية لكثير من الأسر في المدينة والريف.

كما أشار رئيس جمعية اللحامين في السويداء مفيد القاضي أنه رغم الحركة الأقل من عادية التي تشهدها أسواق اللحوم الحمراء في السويداء التي اقتصرت على شراء اللحوم للحالات الاضطرارية إلا أن المبادرات الأهلية للجمعيات الخيرية والمبادرات الفردية من أهالي المحافظة كانت السبب في تحريك سوق اللحوم بشكل مقبول نوعاً ما خلال الأيام القليلة الماضية.

في حماة استمرار تقديم الخدمات

وأما في حماة فاتخذت الجهات العامة الخدمية، كل الإجراءات اللازمة لضمان استمرارية الخدمات الضرورية للمواطنين، وفق برامج تراعي المصالح العامة، وحسب جداول مناوبات لتخفيف الضغط عن العاملين فيها.

ومن جانبه بيَّنَ مدير فرع المخابز موفق العجمي لـ«الوطن»، أن عمال المخابز بالمحافظة مستنفرون على مدار الساعة خلال عطلة العيد لتقديم الرغيف للمواطنين على امتداد رقعة المحافظة الجغرافية، مشيراً إلى أن كل مواد صناعة الرغيف ومكونات إنتاجه متوافرة وبكميات كافية لتغطية عطلة العيد ولا توجد أي مشكلة بذلك.

ومن جهته بيَّنَ مدير صحة حماة ماهر يونس لـ«الوطن»، أن المديرية اتخذت كل الاستعدادات والتحضيرات والإجراءات اللازمة لمواصلة أداء واجبها، في تقديم الخدمات الطبية والصحية بالشكل الأمثل للمواطنين خلال فترة عطلة عيد الفطر المبارك.

وأهاب مدير الصحة بالمواطنين اتباع بعض الإرشادات الصحية لضمان عطلة عيد آمنة، ومنها عدم تناول العصائر والمثلجات والأطعمة المكشوفة أو مجهولة المصدر، التي يشك بسلامتها التي لا تتوافر فيها شروط صحية وتشكل مخاطرَ صحيةَ لتسببها بحدوث تسممات غذائية، وتوخي الحيطة والحذر بكل ما يتعلق بألعاب الأطفال ومتابعتهم وتوعيتهم المسبقة لعدم اللعب بمسدسات الخرز والألعاب النارية والمفرقعات، التي تؤدي غالباً لإصابات عينية خطرة وحروق.

في القنيطرة تراث القهوة المرة

وفي القنيطرة تستنفر العائلات في اليوم الأخير من شهر رمضان ومنها الأسر الجولانية كخلية النحل لشراء حاجيات العيد ومستلزمات الأطفال من لباس وحوائج مهمة تتوافق مع هذا الطقس الجميل، وفي اليوم الأول رائحة القهوة العربية المعطرة بهيلها تعبق بالمكان، ولا يكاد بيت من البيوت الجولانية يخلو من أدوات القهوة العربية وأهم مفرداتها ((المهباش)) ذائع الصيت في البيئات العربية كلها.. أما بالنسبة لثقافة إعداد أطباق الحلويات والمأكولات الشعبية وطقوسها، فإن البيئة الجولانية مزدحمة بالأطباق والأطعمة، وهي تختلف حسب التنوع السكاني للمنطقة واختلاف البيئات.

أعد الملف
خالد زنكلو – فادي بك الشريف
هيثم يحيى محمد – عبير محمود
عبير صيموعة – خالد خالد
محمد أحمد خبازي

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن