إصابة مستوطنين اثنين بإطلاق نار على حافلة شرق قلقيلية بالضفة … قوات الاحتلال تنسحب من خان يونس ومصادر تتوقع أن العملية تمهيد لهجوم على رفح
| وكالات
بينما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سحب قواته من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تحت ضربات المقاومة الفلسطينية، أصيب مستوطنان في عملية نفذتها المقاومة شرق مدينة قلقيلية بالضفة الغربية، وذلك رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن شاباً أطلق الرصاص على حافلة للمستوطنين قرب قرية النبي إلياس شرق قلقيلية، ما أدى إلى إصابة اثنين منهم فيما تمكن الشاب من الانسحاب من المكان، وعززت قوات الاحتلال وجودها في المنطقة، وأغلقت الطرقات وفرضت طوقاً على القرية.
وفي الحادي والثلاثين من آذار الماضي، نفذ فلسطيني عملية طعن بالقرب من مركز تجاري في مستوطنة «غان يافني» في أسدود بالأراضي المحتلة عام 1948، وأدت إلى مقتل مستوطن متأثراً بإصابته وأصيب مستوطنان آخران بجروح خطيرة، وفي اليوم نفسه، نفذت عملية طعن في محطة الحافلات المركزية في مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، أدت إلى إصابة ضابط إسرائيلي.
وتأتي هذه العمليات في الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، بالتزامن مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة لستة أشهر، وبعد أن وجّهت الفصائل الفلسطينية دعواتها لأبناء الشعب الفلسطيني كافة بالتحرّك التحاماً بـ«طوفان الأقصى».
في الغضون، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي التي توغلت للمناورة جنوب قطاع غزة خلال الأشهر الماضية انسحبت، وذلك بالتزامن مع إتمام الحرب الشهر الـ6 من دون تحقيق الأهداف المعلنة بحسب الاعترافات.
وأعلن الإعلام الإسرائيلي أن الفرقة 98 مع ألويتها الـ3، انسحبت من خان يونس بعد 4 أشهر من القتال هناك، لافتاً إلى أن هذا الانسحاب يحدث للمرة الأولى منذ بداية التوغل البري، وأوضحت وسائل إعلام الاحتلال أنه لم يبقَ في قطاع غزة فعلياً سوى لواء «ناحال» والفرقة 162، مشيراً إلى أن هذا اللواء «يتولى مهمة تأمين ممر نتساريم في محاولة لمنع سكان غزة من العودة إلى شمالي القطاع».
وفي هذا السياق، قال متحدث عسكري إسرائيلي لوكالة «رويترز» أن «الجيش سحب كل القوات البرية من جنوب قطاع غزة ما عدا كتيبة واحدة»، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بعد ساعات على انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي تم إطلاق 4 صواريخ من خان يونس نحو «غلاف غزة».
وبرّر الإعلام الإسرائيلي انسحاب قوات جيش الاحتلال من خان يونس بزعم الانتقال إلى ما سماه «المرحلة ج»، موضحاً أن المرحلة هذه تشمل «أسلوب المداهمات والعمليات النقطوية التي ترتكز على معلومات استخبارية».
الانسحاب جاء في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال في أكثر من محور، وتوقعها في كمائن محكمة وتكبّدها الخسائر البشرية، التي نشر إعلام الاحتلال معطياتٍ بشأنها بعد مرور نصف عام على الحرب.
وسبق أن تحدثت مصادر من داخل مدينة خان يونس أول من أمس عن أن المقاومة الفلسطينية تسطّر ملحمة بطولية في مدينة خان يونس، إلى درجة أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن «حادث صعب»، وقالت (المصادر): إن هناك حدثين صعبين تعرض لهما جنود الاحتلال في مدينة خان يونس، الأول في منطقة الزنّة، غربي المدينة، والثاني في حي الأمل شرقيّها.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات الإنقاذ، التي قام بها الاحتلال بعد كمين الزنّة، تمت التغطية عليها لاحقاً عبر عمليات إطلاق صواريخ من الطائرات الحربية، وطيران الاستطلاع، إضافة إلى إطلاق مكثّف من دبابات الاحتلال في ذلك المكان، وأكدت هبوط ثلاث طائرات مروحية للاحتلال، على الأقل، شرق خان يونس جنوب قطاع غزّة، نقلت قتلى وجرحى من جنود الاحتلال.
في السياق ذاته، نقلت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية عن مصادر فلسطينية أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تنسحب من كامل مدينة خان يونس وبقيت توجد في مناطق شرق المدينة، في حين قالت إذاعة جيش العدو: إن «الفرقة 98 بألويتها الثلاثة، انسحبت من خان يونس الليلة (قبل) الماضية بعد انتهاء العملية هناك، بعد قتال دام أربعة أشهر».
وأضافت إنه لم يتبق في غزة سوى لواء واحد فقط، هو لواء «ناحال»، الذي يتولى مهمة تأمين الممر (أقامه الجيش الإسرائيلي لقطع الشمال عن الجنوب)، لمنع أهالي غزة من العودة إلى شمال القطاع، في حين أفادت مصادر فلسطينية للأناضول، بأن قوات الجيش الإسرائيلي تراجعت من كل المناطق الغربية لمدينة خانيونس، فيما بقيت تتمركز شرق المدينة.
بدورها، قالت القناة «12» الإسرائيلية: «اعتباراً من هذه المرحلة من المناورة، أكمل الجيش الإسرائيلي عمليته في خان يونس، والمقاتلون أكملوا خروجهم من هناك»، وأضافت: «تتمركز القوات المكونة من 4 ألوية مختلفة الآن، في الممر الإنساني، وفي شمال قطاع غزة في منطقة بيت حانون»، وأشارت إلى أن «الجيش الإسرائيلي سوف يركز على أسلوب المداهمات في قطاع غزة، بناء على المعلومات الاستخبارية المتوافرة»، من دون أن تستبعد (القناة) أن يكون انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع بهدف تهيئة الجنود لعملية برية في رفح جنوبي القطاع.