تحدث عن وضع صعب يعيشه الكيان بعد 6 أشهر من العدوان على غزة … إعلام العدو: أغلبية الإسرائيليين غير راضين ورحيل نتنياهو مسألة حياة أو موت
| وكالات
بعد ستة أشهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، تحدثت وسائل إعلام الاحتلال عن وضع صعب تعيشه إسرائيل في ظل عدم تحقيق أي إنجاز، فبعد 184 يوماً على الحرب على قطاع غزة، لا تزال صفارات الإنذار تدوي في مستوطنات محيط غزة، ولم تعتقد إسرائيل أن الأمر سيكون بهذه الصعوبة، حسب الإعلام الإسرائيلي، في اعتراف بالفشل في تحقيق أهداف الحرب، خاصة المتمثلة في القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بعد مرور ستة أشهر على الحرب، واشتعال جبهة الشمال مع لبنان، لا يزال من غير الواضح متى سيعود سكان مستوطنات الشمال إلى منازلهم، كما أنه ليس من الواضح ما إذا كان سيتوفر لهم الأمن في هذه المنطقة بعد نصف عام آخر.
وتناولت وسائل الإعلام الانقسام الداخلي المستمر في الكيان الإسرائيلي، وأشارت إلى أنه «بعد نصف عام ما زلنا نمزّق أنفسنا من الداخل»، في إشارة إلى التظاهرات المناهضة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.
وبهذا الصدد، أقرّت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الأحد، بعد أن وصلت الحرب إلى 6 أشهر، بحجم الخسائر البشرية التي تكبّدها جيش الاحتلال خلال الحرب، ووفق المعطيات التي نُشرت، قُتل 604 جنود منذ السابع من تشرين الأول الماضي، منهم 260 في التوغل البري في غزة.
إضافة إلى ذلك، فإن 41 قتيلاً من العدد الإجمالي للجنود القتلى قضوا وفق الإعلام الإسرائيلي في «حوادث عملياتية»، 20 منهم قتلوا بـ«نيران صديقة»، 5 في «مخالفات إطلاق نار»، و16 في «حوادث وسائل قتالية وأسلحة ودهس».
وبشأن الجرحى، أصيب ما مجموعه 3188 جندياً، 497 منهم صنّفت حالتهم خطيرة، وخلال الأشهر الـ6 من الحرب، نفذ سلاح الجو في جيش الاحتلال نحو 950 عملية إجلاء بالمروحيات لنحو 1300 جريح، ونشر الإعلام الإسرائيلي بيانات بشأن الإصابات النفسية بين الجنود الإسرائيليين خلال الحرب، وأوضحت الأرقام تعرّض نحو 10500 جندي «لحدث صادم وظهرت عليهم أعراض»، ومنهم نحو 1890 جندياً لم يعودوا إلى القتال، بما يشكّل نسبة 18 بالمئة.
ويحاول الاحتلال، من خلال الرقابة العسكرية، التكتّم على حجم الخسائر البشرية والمادية التي يتكبّدها في «طوفان الأقصى»، وبالتالي من المؤكد أن تكون أعداد القتلى والإصابات في صفوف القوات الإسرائيلية أكبر ممّا يُمسح بنشرها، وتتوالى الاعترافات الإسرائيلية بحجم الخسائر في وقت تواصل فيه المقاومة الفلسطينية خوضها اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة في القطاع.
في الغضون، أظهر استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس الأحد، أن 62 بالمئة من الإسرائيليين غير راضين عن نتائج الحرب على غزة، مقابل 29 بالمئة قالوا إنهم راضون، و9 بالمئة أجابوا «لا أعرف».
وأُجريَ الاستطلاع في الثالث من نيسان الجاري، من أحد مراكز الأبحاث في كيان الاحتلال، وشارك فيه 528 شخصاً ممن تجاوزوا الثامنة عشرة من عمرهم، يشكلون عيّنة تمثيلية من المستوطنين في مختلف أنحاء فلسطين المحتلة، وكان على المشاركين في استطلاع الرأي الإجابة عن السؤال التالي: «في هذه الأيام يكون قد مرَّ نصف عام على الحرب. عندما تنظر إلى الحرب بشكل عام، هل أنت راضٍ أم إنك غير راضٍ عن النتائج التي تحققت حتى الآن؟».
وجاء هذا الاستطلاع في ظل الخسائر القاسية التي يتكبدها «جيش» الاحتلال على مختلف الجبهات، من دون أن يستطيع تحقيق أي من الأهداف المعلنة للحرب، وأولها استعادة الأسرى، رغم مرور ستة أشهر على بدء الحرب.
من جانبها، رأت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هو المسؤول الأول عن وجود 133 إسرائيلياً في الأسر منذ ستة أشهر، وأكدت الصحيفة في افتتاحيتها، أمس الأحد، أن نتنياهو، ومن خلال سياساته الفاشلة منذ فترة طويلة، سمح بأسرهم في المقام الأول، ومن خلال تقاعسه منذ السابع من تشرين الأول الماضي كان السبب في بقائهم في الأسر، معتبرةً أن كل ذلك يؤكد الحاجة «الملحة والوجودية» لاستبداله.
واعتبرت الصحيفة أن نتنياهو لا يفهم سوى «لغة القوة السياسية»، وأكدت أن الذين يمارسون قوة سياسية عليه اليوم هم فقط متطرفو اليمين، الذين يضغطون لمواصلة الحرب ولو على حساب حياة الأسرى، في حين يجب على الجمهور الإسرائيلي أن يقف إلى جانب عائلات الأسرى من أجل تشكيل ثقل سياسي مضاد.
ودعت الصحيفة الجمهور الإسرائيلي إلى الانضمام إلى عائلات الأسرى في المطالبة بإعادتهم، والتوضيح للحكومة أنه ليس لديها تفويض لتطبيق «إجراء هنيبعل» على 133 أسيراً من أجل مواصلة الحرب، وختمت الصحيفة بالتذكير بأن ستة أشهر مرت على ذلك اليوم الرهيب في حياة إسرائيل، التي يزداد وضعها سوءاً منذ ذلك الحين، مؤكدةً «يجب أن تنتهي الحرب، وأن يعود الأسرى، وأن يرحل نتنياهو، إنها مسألة حياة أو موت».