رياضة

خطط لن تحضر ولن تكون!

| غانم محمد

بعيداً عن الإمكانيات، وعن (النوم) تحت مظلتها، فإن إدارة الكرة السورية مازالت متخلفة، وهي بحاجة إلى انقلاب جذري في مضمونها وفي قيادتها.

واستكمالاً لما ذهبتُ إليه في زاويتي السابقة فيما يتعلّق بالفكر الكروي وآلية توظيفه فإن أمراً آخر من المهم حضوره إلى جانب مفردات مثل هذا الفكر، وهو ما يتعلق بالزمن والاستمرار والمتابعة.

بكل أسف، فإن أي تخطيط كروي يفصّل على مقاس الموجودين في اتحاد اللعبة، ولا يرى أبعد من مدة ولايتهم في إدارة الكرة السورية، لذلك نرى ومنذ عقود أن كل شخص يأتي إلى اتحاد الكرة يحاول البدء من جديد، ولا أحد يتابع ما بدأ به سابقه إلا في بعض شكليات الدوري والكأس.. إلخ!

لم يكن هناك مشروع قد أنجز 30 بالمئة من مضمونه مثلاً قبل قدوم صلاح رمضان رئيس الاتحاد الحالي، ولن يجد من سيأتي بعده 10 بالمئة من مشروعه، وهكذا، نهدر السنين بالحديث عن مشاريع تطوير وعن أفكار، وإن سئلنا عنها ذهبنا فوراً إلى الإمكانيات المادية وإلى أشياء يغمزون إلى أن الحديث عنها ممنوع، وأن فترة الدورة الانتخابية لا تكفي وغير ذلك.

قلناها مراراً: لا تقبلوا ترشّح أي شخص لرئاسة اتحاد الكرة إلا بناء على (مشروع عمل) يقدمه مع طلب الترشيح، ولا تزيد مدته عن مدة الدورة الانتخابية، متضمناً المزايا والحقوق من جهة في حال تمّ تنفيذه، والإجراءات والعقوبات في حال فشل، وبغير هذه الطريقة لن تقوم قائمة لكرة القدم السورية.

عندما كان المنتخب الأول يتلقى أقسى الانتقادات قال صلاح رمضان: حاسبوني على منتخبات الفئات العمرية، ولم يتأخّر الجواب حتى رأينا منتخبات الفئات (تتبهدل) هنا وهناك.

أعتقد أن (الحسم) مطلوب، والقسوة يجب أن تحضر في مكان ما، فكرة القدم لم تعد مجرد (تمضية وقت) و(منصة شرفية) يجلس عليها (أشراف) اللعبة، بل إنها فعالية وطنية تلقى كل الدعم، ومع هذا فإن نتاجها يكاد يكون (صفراً)!

التذرّع بـ(الظروف مرفوض) لأن من يتسابق إلى رئاسة الاتحاد يعلم هذه الظروف، إلا إذا كان الهدف من ترشحه هو (السفر) و(منفعة) الانتخابات الآسيوية، وإبرام اتفاقيات يمكن من خلالها (لحس الإصبع) ولا أتحدث هنا عن اتحاد صلاح رمضان الحالي وإنما بشكل عام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن