في ردود الفعل الدولية.. أميركا و«الأوروبي» يجددان انحيازهما لإسرائيل … فنزويلا: تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة سببه الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين
| وكالات
تباينت ردود الفعل حيال الرد الإيراني الذي استهدف الليلة قبل الماضية مواقع عسكرية داخل الكيان الإسرائيلي رداً على عدوان الأخير قبل نحو أسبوعين على قنصلية طهران في دمشق، إذ اعتبرت فنزويلا أن حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط تفاقمت بسبب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين، على حين رأى الاتحاد الأوروبي أن الرد الإيراني «غير مقبول».
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية دعت اليابان والبرازيل جميع الأطراف إلى ضبط النفس عقب رد إيران بصواريخ ومسيرات على عدوان إسرائيلي استهدف مقر بعثتها الدبلوماسية في دمشق، وقالت وزارة الخارجية اليابانية في بيان: «تشعر اليابان بقلق عميق من أن هذا الهجوم سيفاقم الوضع الراهن في الشرق الأوسط، وتدين بشدة هذا التوتر»، وشددت على أن السلام والاستقرار في الشرق الأوسط مهم للغاية من أجل اليابان، موجهة مناشدة قوية للأطراف المعنية من أجل تهدئة الوضع في المنطقة.
بدورها، دعت وزارة الخارجية البرازيلية إيران وإسرائيل إلى «التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس»، وطالبت المجتمع الدولي ببذل جهود للحد من التوتر المتصاعد في المنطقة، وأشارت إلى أن البرازيل تابعت بقلق أنباء «الهجوم» الإيراني بالمسيرات والصواريخ.
وزير خارجية فنزويلا، إيفان خيل بينتو، أكد أن حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط تفاقمت بصورة كبيرة خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين، وعدم عقلانية النظام السياسي لدى الاحتلال، إلى جانب تقاعس منظومة الأمم المتحدة.
وقال خيل بينتو: إن حكومة بلاده تتابع التطورات «المثيرة للقلق» في المنطقة، داعياً إلى «بناء السلام مع العدالة، كما تريد معظم دول العالم»، كما حذّر المجتمع الدولي من أن «السلام لن يتم ضمانه، إلا بعد إعادة إرساء العدالة والقانون الدولي، وخاصةً فيما يتعلّق بالشعب الفلسطيني».
جاء كلام وزير الخارجية الفنزويلي بعدما ردّت إيران، ليل السبت – الأحد، على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، الذي اغتال فيه الاحتلال قائد قوة القدس في لبنان وسورية في حرس الثورة الإيراني، محمد رضا زاهدي.
وحملت العملية اسم «الوعد الصادق»، واستهدفت الأراضي الفلسطينية المحتلة بعشرات الصواريخ والمسيّرات، حيث تمت مهاجمة أهداف عسكرية مهمة لجيش الاحتلال الإسرائيلي وتدميرها بنجاح، كما أكد حرس الثورة.
في الغضون، قرر الرئيس الأرجنتيني، خافيير مايلي، إلغاء رحلته إلى الدنمارك، والعودة من الولايات المتحدة إلى الأرجنتين، بسبب قلقه إزاء التصعيد بين إيران وإسرائيل، حسبما قالت صحيفة كلارين الأرجنتينية، وذكر المتحدث الرئاسي الأرجنتيني أنه، بسبب قضايا جدول الأعمال، سيعود الرئيس خافيير مايلي إلى جمهورية الأرجنتين ولن يتمكن من إكمال رحلته إلى الدنمارك، ستقله طائرته عائداً إلى البلاد.
ومع ذلك، وكما علمت كلارين من مصادر رفيعة المستوى في كازا روسادا، فقد تم إلغاء الزيارة إلى الدنمارك لأن الرئيس يريد العودة إلى البلاد على الفور وتقييم دور الأرجنتين في التصعيد بين إسرائيل وإيران، وأشارت الصحيفة إلى أنه بمجرد وصوله إلى بوينس آيرس، سيعقد اجتماعاً في القصر الرئاسي، كاسا روسادا، مع فريقه لتحديد، الموقف الصحيح.
الاتحاد الأوروبي وكما كان متوقعاً، أدان «بشدة الهجوم الإيراني غير المقبول» على إسرائيل، وقال مفوض السياسية الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في منشور على حسابه عبر منصة «إكس»: إن «الاتحاد الأوروبي يدين بشدة الهجوم الإيراني غير المقبول على إسرائيل»، وأضاف: إن «هذا تصعيد غير مسبوق وتهديد خطير للأمن الإقليمي».
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي شارلز ميشيل، في منشور على حسابه عبر منصة إكس، إنه «يجب القيام بكل شيء لمنع المزيد من التصعيد الإقليمي»، وحث على «تجنب إراقة المزيد من الدماء».
في الأثناء، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بتوفير دعم «ثابت» لإسرائيل في مواجهة «الهجوم» الإيراني، وذلك بعدما عقد اجتماعاً طارئا مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التصعيد المتنامي في الشرق الأوسط، وقال عبر منصة «إكس»: «التقيت للتو فريقي للأمن القومي لمناقشة هجمات إيران ضد إسرائيل، إن التزامنا ثابت (دفاعاً عن) أمن إسرائيل في وجه تهديدات إيران ووكلائها»، وفق موقع «روسيا اليوم».
وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه أدان الرد الإيراني وقال: «إيران عبر قرارها تنفيذ هذا العمل غير المسبوق، إنما تتجاوز عتبة جديدة في أفعالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار وتُجازف بحصول تصعيد عسكري»، مضيفاً: إن «فرنسا تكرر تمسكها بأمن إسرائيل وتؤكد تضامنها» مع إسرائيل.
من جهتها، اعتبرت ألمانيا أن الرد الإيراني قد «يغرق منطقة بكاملها في الفوضى»، وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك: «ندين بأشد العبارات الهجوم المستمر الذي قد يغرق منطقة بكاملها في الفوضى، على إيران ووكلائها أن يتوقفوا فوراً… برلين تقف بحزم إلى جانب إسرائيل».
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني أعلن أن بلاده تتابع الوضع «باهتمام وقلق» وكتب تاياني على منصة «إكس»: «نتابع باهتمام وقلق ما يحدث في الشرق الأوسط. تحدثت مع رئيسة الوزراء (جورجيا ميلوني) ووزير الدفاع (غيدو كروسيتو) والحكومة مستعدة للتعامل مع أي نوع من السيناريوهات».
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيان: إن كندا تُدين «بشكل تام الهجوم الإيراني»، مضيفاً إنه «متضامن مع إسرائيل»، في حين قالت الحكومة المكسيكية إنها «قلقة جداً» بشأن الرد الإيراني و«الكلفة التي يمكن أن تترتب عليه»، في حين أعرب وزير الخارجية التشــيلي ألبرتو فان كلافيرين عن «قلقه إزاء التصعيد الخطير للتوتر في الشرق الأوسـط والهجمات الإيرانية على إسرائيل».
رئيس الوزراء البريطاني ريشـي سوناك، أدان بشدة «الهجوم الجوي» الإيراني على إسرائيل، وقال وفق «الأناضول»: «نعمل بشكل عاجل مع حلفائنا لتحقيق استقرار الوضع ومنع المزيد من التصعيد».