على مدار الساعات الماضية تصاعدت حدة التوتر العسكري بين إيران وإسرائيل، وهو التوتر الذي تصاعد بصورة درامية مع انطلاق 185 طائرة مسيرة و36 صاروخ كروز، معظمها انطلقت من إيران ضد إسرائيل، فضلاً عن إطلاق إيران 110 صواريخ أرض-أرض ضد إسرائيل.
عموما فإن تحليل هذه الخطوة يعني:
1- أن التهديد الإيراني بات واقعياً وملموساً.
2- وصل عدد من هذه الضربات إلي قلب العمق الإسرائيلي وتحديداً بالقرب من القواعد العسكرية والإستراتيجية للاحتلال.
3- بات من الواضح أن تكلفة تعقب وتتبع هذه المنظومة من الصواريخ للاحتلال معقدة للغاية ومكلفة، وهو ما يزيد من حجم التوتر الحاصل الآن.
4- بجانب هذا، توصل عدد من المحللين السياسيين العرب إلى أنه يمكن القول إن الرد الإيراني موجه للانتقام من ضربة إسرائيل لقنصليتها في دمشق، وهو منفصل عن إستراتيجية إيران التي اتبعت بخصوص الحرب على غزة والمستمرة منذ أشهر.
وبجانب هذه النقاط هناك بعد محوري مهم ومعلن أيضاً يجب مناقشته وإلقاء الضوء عليه، وهو تعاون بعض من الدول العربية الصريح مع إسرائيل في التصدي لهذه الضربات من إيران، وهو ما تم تفسيره وفقاً للكثير من الحسابات التابعة لهذه الدول بالتالي:
أ- أن الكثير من الدول العربية في الإقليم تتخوف من تداعيات تأثير الضربات الإيرانية عليها.
ب- هناك حديث واضح عن تعاون أردني سعودي مع الاحتلال في هذا الصدد، وهو أمر أعلنته بعض من الدوائر الأردنية واعترفت به، بينما لم ترد السعودية مطلقاً عليه، رغم امتلاكها لمنظومة إعلامية قوية في الداخل والخارج.
ج- بات واضحاً أن فرنسا وبريطانيا ومعهما الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا هي الدول التي تمثل صمام الأمان الأبرز والأهم للدفاع عن إسرائيل، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد على الصعيد الدولي حالياً في ظل التطورات الجيوسياسية الحالية.
وبعيداً عن كل هذا، فإن السؤال الدقيق والمحدد الآن: هل يمكن أن تكرر إيران هذه الضربة من جديد؟
من الواضح أن الضربات التي وجهتها إيران لبعض من المواقع في إسرائيل يمكن أن تتكرر، وخاصة أن القيادة الإيرانية اعتبرت صراحة أن الضربات التي وقعت في فجر يوم الأحد الموافق الرابع عشر من نيسان الجاري هي ضربات ناجحة ومتميزة، ويمكن أن تحقق الكثير من الانتصارات المستقبلية لو استمرت العمليات على هذا المنوال.
عموماً بات واضحاً أن المنطقة بالفعل تعيش في حالة من السيولة، وهي الحالة التي تزداد عمقاً يوما بعد يوم في ظل حالة التصعيد السياسي الذي تعيشه.
بقي أن نقول: لعن اللـه النفاق والمنافقين، لكني شعرت بالأمل والسعادة مع رؤيتي للتحركات الإنسانية والعائلية والأبوية من الرئيس السوري بشار الأسد مع الفنانين والمعلمين والشباب والصبية ومشاركتهم الاحتفال بالعيد، اعتقادي دوماً أن سورية مرت ولا تزال تمر بمخاض عسير وصعب، وإعادة بناء المواطن السوري ودعمه يمثلان أهمية واضحة في ظل المخاض الصعب الذي تعيشه البلاد نتيجة للتطورات في العالم، وما يقوم به الرئيس الأسد يصب في مصلحة هذا الاتجاه.
كاتب مصري مقيم في لندن