الحرس الثوري نفذ عملية بعمق فلسطين المحتلة وضرب أهدافاً إسرائيلية دقيقة بصواريخ كروز وبالستية ومئات المسيّرات … إيران تنشئ معادلة جديدة وتؤكد: أي مغامرة ضد مصالحنا ستقابَل برد أقوى
| وكالات
بعد أسبوعين من التكهنات حول طبيعة الضربة التي توعدت بها إيران عقب العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قنصليتها في دمشق في الأول من الشهر الجاري، وفي رد هو الأول من نوعه في تاريخ المواجهة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الإسرائيلي، نفذت القوات المسلحة الإيرانية ليلة الأحد عملية منسقة استهدفت بعدد كبير من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز وصواريخ بالستية، أهدافاً عسكريةً إسرائيلية داخل عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
طهران وعلى لسان كبار قادتها السياسيين والعسكريين أكدت أن أي مغامرة جديدة ضد مصلحة الشعب الإيراني ستقابل برد أقوى وأكثر حزماً، وأن العمليات كانت محدودة وهي لمعاقبة الكيان الصهيوني، مشيرة إلى أن هذه العملية قد أدت إلى إنشاء معادلة جديدة مفادها بأنه من الآن فصاعدا إذا ما قام الكيان بمهاجمة مصالح إيران وممتلكاتها وقاداتها ومواطنيها في أي وقت، فسيواجه برد مضاد من إيران، مشددة على أنه في حال تدخلت أميركا دعماً للاحتلال الإسرائيلي فإن جميع قواعدهم ومصالحهم في المنطقة ستكون أهدافا لها، موضحة أن الكيان تجاوز الخطوط الحمر وانتهك القوانين الدولية في عدوانه على القسم القنصلي في سفارة الجمهورية الإسلامية في دمشق.
فقد نقلت وكالة «إسنا» الإيرانية عن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تأكيده أمس أن أي مغامرة جديدة ضد مصالح الشعب الإيراني ستقابل برد أقوى وأكثر حزماً».
وأشار رئيسي في بيان أمس إلى أن الحرس الثوري الإيراني وبالتعاون والتنسيق مع جميع الأقسام الدفاعية والسياسية في البلاد قاموا بتدشين صفحة جديدة في تاريخ عظمة إيران، ولقنوا العدو الصهيوني درساً لن ينساه، مشدداً على أن عملية إيران أول من أمس تأتي في إطار الدفاع عن سيادة البلاد ومصالحها القومية ومعاقبة الأعداء وتعزيز الأمن الإقليمي، حسبما ذكرت وكالة «سانا».
كما أكد رئيسي أن القوات المسلحة الإيرانية تراقب التطورات والتحركات في المنطقة عن كثب، وفي حال قام الكيان الصهيوني أو أنصاره بأي تصرف متهور فسوف يتلقون رداً حاسماً وأشد قسوة.
وأشار رئيسي إلى أن بلاده استخدمت خلال الأشهر الماضية كل الأدوات الإقليمية والدولية للفت انتباه المجتمع الدولي إلى المخاطر القاتلة الناجمة عن تقاعس مجلس الأمن الدولي والانتهاكات المستمرة للكيان الصهيوني، ولكن المجلس وبسبب تأثير ونفوذ الولايات المتحدة لم يتمكن من القيام بواجباته إزاء هذه الانتهاكات.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذه المرحلة ليس لديها أي نية لمواصلة العمليات الدفاعية، لكنها لن تتردد إذا لزم الأمر في حماية مصالحها المشروعة أمام أي عدوان جديد»، حسبما ذكرت وكالة «إرنا».
عبد اللهيان أكد أن القوات المسلحة قامت بعملية منسقة ضربت أهدافاً عسكريةً داخل عمق الكيان الصهيوني، حسبما ذكرت وكالة «تسنيم».
وقال في كلمة أمام سفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية في طهران إن «الكيان الصهيوني فهم ضبطنا للنفس بشكل خاطئ وقام بعمليات إرهابية بمقاتلة وصواريخ أميركية ضد القنصلية الإيرانية»، وتابع: حلفاء الكيان الصهيوني أعاقوا محاولتنا الدبلوماسية لدعوة المجتمع الدولي إلى إدانة العدوان على قنصليتنا في دمشق.
وقال عبد اللهيان: «في رسالتنا للبيت الأبيض فجر (أمس) أوضحنا أن عملياتنا كانت محدودة وهي لمعاقبة الكيان الصهيوني (…) وللدول التي لديها علاقات عسكرية مع إسرائيل نقول: نحن لا نبحث عن استهداف القواعد الأميركية أو توسيع دائرة الصراع».
وأشار إلى أن إيران أخبرت دول الجوار ودول المنطقة قبل 48 ساعة بأن الرد الإيراني هو دفاع مشروع وحق، في حال تدخلت الولايات المتحدة للدفاع عن الكيان الصهيوني من أراضي دول المنطقة فإنها ستتصدى لها، مؤكداً أن الولايات المتحدة كانت على علم بالعملية العسكرية الإيرانية الدفاعية المشروعة مسبقاً، وقال: «إيران ستكون مضطرة لضرب القواعد العسكرية في الدول المجاورة إذا تعرضت لأي عدوان».
وفي السياق حذر القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، القادة الأميركيين من أنهم إذا تدخلوا دعماً للكيان فإن جميع قواعدهم ومصالحهم ستكون أهدافاً لإيران.
ونقلت وكالة «إرنا» عن موسوي قوله أمس: تجاوز الكيان الصهيوني الخطوط الحمر وانتهك القوانين الدولية في عدوانه على القسم القنصلي في سفارة الجمهورية الإسلامية في دمشق ولقد تسبب في استشهاد عدد من مستشارينا».
بدوره أكد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري أن عملية «الوعد الصادق» حققت أهدافها كافة، حسب ما ذكرت وكالة «إسنا».
وقال في تصريح أمس: «هذه العملية جاءت بسبب تجاوز الكيان الصهيوني للخطوط الحمر وهذا لم يكن من الممكن أن نتحمله»، مشدداً على أنه خلال العملية تم استهداف مركز استخباراتي كبير على مرتفعات جبل الشيخ إضافة إلى قاعدة نفاتيم الجوية التي كانت منطلقاً للهجوم على القنصلية الإيرانية حيث تم تدميرهما إلى حد كبير وتعطيل كليهما.
وأوضح أنه تم استخدام عدد كبير من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز وصواريخ بالستية وتم تشغيلها بالتكتيكات المدروسة والتصميم المناسب ولم تتمكن القبة الحديدية والدرع الصاروخي الصهيوني من مواجهتها بشكل جيد وتم تحقيق الأهداف.
وأكد اللواء باقري أن قدرات إيران تصل إلى درجة تنفيذ العمليات ضد الكيان بالصواريخ والطائرات المسيرة عشرة أضعاف أكبر من هذه العملية، وقال: «نقلنا رسالة عبر سفارة سويسرا إلى الولايات المتحدة الأميركية إذا تعاونت واشنطن مع الكيان الصهيوني في ممارساته العدوانية أو شاركت من خلال قدرات تمتلكها في المنطقة وتم حسم ذلك لنا، فلن تكون قواعدها وأفرادها في المنطقة آمنة ونحن نعتبرها معتدية وسنتعامل معها».
وفي السياق أوضح القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن الأهداف كانت دقيقة للغاية وتم تنفيذ عملية محدودة توازي العدوان الذي ارتكبه الكيان الصهيوني، حسب «إرنا».
وأكد أن العملية كانت أكثر نجاحاً مما كان متوقعاً، موضحاً أن المعلومات المتوفرة لدى الحرس الثوري عن جميع الضربات المنفذة ليست كاملة حتى هذه اللحظة، إلا أن هناك تقارير دقيقة وموثوقة وميدانية عن جزء من هذه الضربات تظهر أن هذه العملية تمت بشكل أكثر نجاحاً مما كان متوقعاً.
وأوضح أنه على الكيان الصهيوني أن يعيد حساباته وأن يتعلم من هذه الخطوة وإذا قام بأي رد فعل فمن المؤكد أن رد إيران سيكون أصعب بكثير، مشيراً إلى أن هذه العملية قد أدت إلى إنشاء معادلة جديدة مفادها أنه من الآن فصاعداً إذا قام الكيان الصهيوني بمهاجمة مصالح إيران وممتلكاتها وقاداتها ومواطنيها في أي وقت، فسيواجه هذا الكيان برد مضاد من إيران.
الحرس الثوري أكد في بيانه رقم 2 أول من أمس أن أي تهديد من أميركا والكيان الصهيوني، مصدره أي دولة كانت، سيواجه الرد المتبادل من إيران على مصدر التهديد.
وأعلن الحرس الثوري في بيان أنه تم توجيه التحذير للإدارة الأميركية من أن أي دعم ومشاركة في الهجوم على المصالح الإيرانية سيواجه رداً حازماً يجعلهم يندمون.
وأعلن الحرس الثوري في بيانه الأول مساء أول من أمس عن إطلاق عشرات الطائرات المسيرة والصواريخ نحو فلسطين المحتلة ومواقع الكيان الإسرائيلي.
وقال البيان: «رداً على الجرائم العديدة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، بما في ذلك الهجوم على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق واستشهاد مجموعة من القادة والمستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية، أطلقت القوة الجوفضائية للحرس الثوري عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف محددة داخل الأراضي المحتلة».
وأوضح البيان أن العملية تمت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وتحت إشراف الأركان العامة للقوات المسلحة وبدعم من جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسناد من وزارة الدفاع.