طهران: لا نسعى إلى التصعيد وردّنا على الكيان كان وفق ميثاق الأمم المتحدة … لافروف لعبد اللهيان: سندافع بقوة في مجلس الأمن عن خطوة إيران المشروعة
| وكالات
بينما أعلنت طهران أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، شدّد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، على أن «روسيا ستدافع بقوة عن الخطوة المشروعة لإيران في مجلس الأمن»، أكد وزير الخارجية الإيراني خلال اتصال هاتفي آخر مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، أن هدف إيران من الرد على العدو هو تحذير الكيان الإسرائيلي لكي يفهم عواقب تجاوز الخطوط الحمر.
وفي بيان لها أمس، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن لافروف شدّد في الاتصال الهاتفي مع عبد اللهيان، على أن «روسيا ستدافع بقوة عن الخطوة المشروعة لإيران في مجلس الأمن»، كما أكد لافروف، وفق بيان الخارجية، أن الرد الإيراني كان «مبنياً على الرد المسؤول ومقروناً بضبط النفس»، وقال: إن «روسيا لم تشك بأن إيران سترد على الاعتداء الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق»، ووصف رفض بعض الدول إدانة الهجوم على القنصلية الإيرانية في جلسة مجلس الأمن بـ«المؤسف».
من جهته، أكد أمير عبد اللهيان أن «رد إيران سيكون أقوى وأشد في حال أقدم الكيان الصهيوني على عمل جديد ضدها»، وقال: إن «عمليات إيران كانت محدودة وهدفها ردعي، وهي عقوبة وتحذير للكيان الصهيوني».
في السياق، وفي اتصال هاتفي آخر مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك أمس، أكد عبد اللهيان أنه إذا أراد الكيان الإسرائيلي مواصلة مغامراته فسيكون هناك رد متبادل وفوري وواسع النطاق، قائلاً: هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو تحذير الكيان الإسرائيلي لكي يفهم عواقب تجاوز الخطوط الحمر.
وحسب وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، قال عبد اللهيان: لقد نفذت جمهورية إيران الإسلامية عمليات محدودة ودقيقة ضد المراكز العسكرية للكيان الإسرائيلي، رداً على هجوم الاحتلال على السفارة الإيرانية بدمشق، وأدان دعم ألمانيا للكيان الصهيوني، وأضاف: إذا أراد الكيان الإسرائيلي مواصلة مغامراته فإن الرد المتبادل سيكون فورياً وواسع النطاق.
وتابع عبد اللهيان: هدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو تحذير الكيان الإسرائيلي لكي يفهم عواقب تجاوز الخطوط الحمراء، مردفاً بالقول: نأمل أن تركز جهود ألمانيا، بدلاً من إدانة تصرفات إيران المشروعة، على وقف الحرب على غزة وإحلال السلام والأمن في المنطقة.
بدورها، دعت بيربوك إلى انتهاج الدبلوماسية والحوار «في هذا الوقت الخطر»، وقالت: لقد تسببت التطورات الأخيرة بزيادة الاضطرابات الشديدة في المنطقة، وتظهر أن التوترات تتزايد، لذلك نرى أن جهودنا المشتركة ينبغي أن تركز على منع اتساع نطاق التوتر، وأضافت: نحاول كل يوم إنهاء هذه الحرب وتمهيد الطريق لتحقيق السلام الدائم.
بدوره، قال مساعد الشؤون الدولية لرئيس السلطة القضائية وأمين لجنة حقوق الإنسان في إيران، كاظم غريب آبادي: إن الرد الإيراني على الكيان الصهيوني كان خطوة قانونية تنطوي تحت ميثاق الأمم المتحدة وضمن أطر القانون الدولي.
وتابع: «من الناحية القانونية لا يحق للمنظمات الدولية اعتبار هذه الخطوة انتهاكاً للقوانين والمقررات الدولية»، وأشار إلى أنه «إذا كان من المقرر العمل بآليات حقوق الإنسان فالأولى التعامل مع جرائم الكيان الصهيوني الغاصب»، مردفاً بالقول: إن «إيران لا ترغب بالحرب، لكن إذا تعرضت لاعتداء فردّها سيكون حاسماً».
وخلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لبحث الرد الإيراني أول من أمس الأحد، هاجم مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، دول الغرب التي تطعن بحق إيران في الرد على العدوان، مشدداً على أن هذه الدول تحمي جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل.
في الغضون، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن إيران لا تسعى إلى تصعيد التوتر في المنطقة وتلتزم بالمعايير والقوانين الدولية وستعمل دائماً على ردع ومعاقبة أي معتد، وأن العملية العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي كانت ضرورية.
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي أمس الإثنين، قال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني وفقاً لوكالة «إرنا»: «العملية العسكرية التي قامت بها إيران ضد بعض القواعد العسكرية للكيان الصهيوني تتماشى تماماً مع ممارسة حقها الأصيل في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة وتأتي رداً على اعتداءات الكيان الصهيوني المتكررة، وخاصة عدوانه الأخير على المقر الدبلوماسي الإيراني في دمشق».
وأشار كنعاني إلى أن بلاده وجهت التحذيرات اللازمة، لكن ونظراً لعدم تحرك مجلس الأمن وتقاعسه والسلوك غير المسؤول للولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في ردع الكيان الصهيوني، تحركت إيران من خلال استخدام حقوقها الأصيلة في إطار الدفاع المشروع ووفقاً للقوانين الدولية ونفذت عمليتها العسكرية ضد إسرائيل.
وحول استدعاء القائم بالأعمال الإيراني في الأردن رداً على ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإيرانية بشأن الأردن ودورها في اعتراض بعض الإطلاقات الإيرانية نحو الأراضي المحتلة، قال كنعاني: «هذه مسألة عسكرية، وسيعرب المسؤولون العسكريون عن آرائهم في هذا الشأن، لقد تصرفت إيران بشكل احترافي تام من أجل الحفاظ على الاستقرار الإقليمي»، وفق وكالة «مهر».
وتابع: «من المناسب أن يحظى الإجراء الإيراني المشروع بمعاقبة المعتدي بموافقة ودعم دول المنطقة والدول العربية والإسلامية»، وأكد على العلاقات الودية مع الأردن، مبيناً أن الاتصالات مستمرة بین مسؤولي البلدین، وأنه جرت خلال الأشهر الماضیة مشاورات جیدة بین وزیري الخارجیة.
ولفت كنعاني إلى أن المشاورات المذكورة بین وزیري خارجیة البلدين تطرقت إلى «كیفیة مواجهة الأعمال الإجرامية للكيان الصهیوني»، مردفاً بالقول: «نأمل مواصلة هذه المشاورات بین البلدین مع النظر المشترك إلی تهدیدات الكيان الصهیوني ضد السلام والأمن في المنطقة».
وأضاف كنعاني: «التزمت طهران بالحفاظ علی الاستقرار والأمن الإقلیمیین، والأردن یعد من البلدان التي تأثرت خلال هذه السنوات بالممارسات الإجرامية الصهیونية»، معتبراً أن الرد الإيراني القانوني یستحق أن يحظى بدعم دول العالم ومن بینها دول المنطقة.