عربي ودولي

«معاريف»: الإيرانيون انتصروا قبل أن يطلقوا صواريخهم علينا … «يديعوت أحرونوت»: ليلة الهجوم كانت مهزلة إستراتيجية لإسرائيل

| وكالات

استنكرت صحيفة «معاريف» محاولات بعض وسائل الإعلام، كما بعض الجنرالات، التقليل من أهمية ما فعلته إيران وحدّته وخطورته، واعتبرت أن الإيرانيين انتصروا قبل إرسال صواريخهم وطائراتهم، بينما وصفت «يديعوت أحرونوت»، بدورها، ليلة الرد الإيراني بـ«المهزلة الإستراتيجية» للاحتلال، لافتةً إلى سوء التقدير الإسرائيلي في استهداف قنصلية طهران في دمشق، وتنفيذ عملية الاغتيال.
وفي مقال لها نشر في صحيفة «معاريف»، الإسرائيلية رأت الدكتورة في علم النفس الاجتماعي والباحثة في السلوك في عصر «الديجيتال»، ليراز مرغليت، في تعليق على الرد الإيراني على استهداف قنصليتها في دمشق أن «انتصار إيران تحقق قبل الهجوم بوقت طويل».
ورأت أن انتصار إيران كان «في الجنون هنا، سواء في الجمهور أو في وسائل الإعلام، في الترقب المتوتر للرد الإيراني، وفي التكهنات التي لا تنتهي»، وأبدت مرغليت استغرابها من اعتبار جنرال سابق في سلاح الجو أن «إيران فشلت وسيتعين عليها التفكير في كيفية النجاح أكثر في المرة المقبلة».
وقالت مرغليت معلقةً: إن «خلاصة القول في الحدث برمته هي أن إيران أرسلت رسالة واضحة، هي: المسألة منتهية، كل هذه العملية كانت معروفة مسبقاً، وكانت نتيجتها النهائية واضحة»، مضيفة: «لقد كانت قراءة الجنرال السابق للموقف خاطئة، إلى درجة أنني اضطررت إلى أن أفرك عيني وأسأل نفسي عما إذا كان هؤلاء هم الأشخاص الذين نعتمد عليهم لتقدير الوضع».
وأكدت أن إيران لم تفشل، «ومن هم هناك ليسوا أشخاصاً مهووسين… في طهران يجلس أشخاص عقلانيون عرفوا بالضبط ما الذي كانوا يفعلونه، كانت كل خطوة مخططة جيداً»، واعتبرت مرغليت أن رد إيران كان له في الأساس «مغزى رمزي»، لكن في الخلاصة، «إيران لا تريد، وهي غير معنية بفتح جبهة لا مع الولايات المتحدة ولا مع إسرائيل، إذ تعمل إيران وفقاً للقواعد التي تمليها هي، وإنها تفعل ذلك بعقلانية مطلقة، ولا يبقى لنا إلا أن نتعلم من اللباقة التي تعمل بها».
وفي السياق نفسه، رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس الإثنين، أن ليلة الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق كانت «مهزلةً إستراتيجيةً» بالنسبة إلى الاحتلال، وتحدّثت عن «فشل إستراتيجي» مُنيت به إسرائيل بعد الرد الإيراني، وذلك نظراً إلى حقيقة أن «إسرائيل استُعبدت لأسبوعين إثر توتر يصيب بالشلل، بعد إقدامها على الاغتيال (في هذا إشارة إلى الترقب والقلق اللذين سادا في انتظار الرد بعد التهديدات منذ مطلع هذا الشهر)».
وشكّكت الصحيفة فيما إذا كان باستطاعة الإسرائيليين، أن يقولوا «لماذا تم تنفيذ اغتيال يمكن أن يقود إلى مواجهة أكثر تعقيداً بمليون مرة مما هي عليه في الشمال والجنوب، في حين القصة هناك أيضاً بعيدة من أن تنتهي».
وتساءلت الصحيفة ساخرةً: «كيف يُفترض أن يقوم القادة، الذين سبق أن أقرّوا عدة مرات خططاً لغزو رفح، والذي لم يحدث بعد، بتهديد طهران؟»، وأمام ذلك، وجدت «يديعوت أحرونوت»، أن الجواب هو «جواب كلاسيكي إسرائيلي آخر»، ومفاده: «خطأ، مخطئون، أخطأنا».
كذلك، لفتت الصحيفة إلى أن التقدير الاستخباري، كان يفيد بأن إيران «لن تغيّر طريقة عملها»، في حال أقدم الجيش الإسرائيلي على اغتيال شخصية لها في دمشق، في أرض سيادية لطهران، وفي إشارة إلى سوء التقدير الإسرائيلي، رأت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين «نسوا أن إسرائيل لم تعد تظهر بصورة المهدِّد، وأنّ لديها حكومةً لا تتمتّع بالثقة، وأنّ جيشها أخطأ أكثر من مرة، ولا يعرف كيف يتعافى من ذلك».
إضافة إلى ذلك، تساءلت الصحيفة عما إذا كانت عملية الاغتيال «ملحّةً»، علماً بأن «إسرائيل كانت على وشك التعرّف عن كثب إلى حلقة النار التي أقيمت حولها»، مضيفة «مرة أخرى، ثبت أن إسرائيل لا تحبّ التفكير بصورة مختلفة، عندما يتعلّق الأمر بخطوات دراماتيكية من جانب العدو».
وفي هذا الإطار، عادت الصحيفة إلى معركة «سيف القدس» عام 2021، والتي «اعتقدت فيها إسرائيل أن حماس لن تقصف القدس وتخاطر بمعركة شاملة، وإلى الـ7 من تشرين الأول، حين «اعتقدت أن حماس مردوعة»، وكذلك وفق «يديعوت أحرونوت» فإن اغتيال القادة في الحرس، في استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق بُنِيَ، خطأً، «على تردّد إيراني، تحوّل إلى هجوم تاريخي».
ويأتي ما كتبته الصحيفة في سياق تعليقات إعلام الاحتلال على الرد الإيراني، والتي أبدت خشيةً من «تغيّر قواعد اللعبة في أي مواجهة مع طهران»، حيث تحدّثت عن «التعرّض لإهانة ثقيلة وغير مسبوقة»، إذ إن «الردع الإسرائيلي الذي تحطّم في غزة ولبنان، تحطّم في طهران أيضاً», وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن هجوم إيران ليلة الـ14 من نيسان كان الهجوم الأكثر تركيزاً وتنسيقاً من الذخائر الدقيقة (الصواريخ الموجّهة) في التاريخ الأمني العالمي، وأشارت إلى أن الطائرات المسيّرة أطلقت من مواقع كثيرة ومن مسافة بين 1000 إلى 1500 كلم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن