الخرطوم وصفته بأنه استخفاف بالقانون الدولي وسيادة الدول … مؤتمر باريس: لكسر الصمت المحيط بالحرب في السودان ودفع المجتمع الدولي للتحرك
| وكالات
بينما افتُتح أمس الإثنين في باريس مؤتمر دولي حول السودان في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب التي استحالت «أزمة منسية» ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة، استنكرت وزارة الخارجية السودانية انعقاد المؤتمر من دون المشاركة والتنسيق مع الحكومة السودانية.
وحسب موقع «الميادين»، أعربت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، عن بالغ دهشتها واستنكارها «أن ينعقد هذا المؤتمر حول شأن من شؤون السودان، الدولة المستقلة وذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة، من دون التشاور أو التنسيق مع حكومتها ومن دون مشاركتها».
ووفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية، قال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه خلال المؤتمر: «منذ عام، وجد السودانيون أنفسهم ضحايا حرب رهيبة… لا تترك إلا الفوضى والمعاناة»، وأضاف: «السودانيون هم أيضاً ضحايا النسيان واللامبالاة»، موضحاً: «هذا هدف اجتماعاتنا اليوم: كسر جدار الصمت المحيط بهذه الحرب، ودفع المجتمع الدولي إلى التحرك».
ومع افتتاح المؤتمر الذي تترأسه فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، أعلن جمع أكثر من 840 مليون دولار، 110 ملايين من باريس و244 من برلين و350 من بروكسل و138 مليوناً من واشنطن.
من جهتها، قالت الوزيرة الألمانية أنالينا بيربوك: إن المجتمع الدولي يجب ألا يصرف نظره عن الحرب في السودان التي تسببت في أزمة إنسانية كارثية، متحدّثة عن «المعاناة التي لا توصف» للسودانيين ضحايا حرب «جنرالين عديمي الرحمة»، وشعورهم بأن العالم تخلى عنهم.
وأضافت إن مبادرات الوساطة المتعددة لم تثمر، داعية المجتمع الدولي إلى «العمل بشكل منسّق لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار».
ومن جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه من خلال «الضغط الدولي» فقط يمكن دفع الطرفين المتحاربين إلى التفاوض، في حين قال مفوض الاتحاد الأوروبي المسؤول عن إدارة الأزمات يانيز لينرتشيتش إن هناك حاجة ملحة للتحرك مع «انهيار» السودان، متحدثاً عن خطر زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي برمّتها مع دفع الحرب كثيراً من السودانيين إلى النزوح واللجوء.
وتقول منظمة «إنقاذ الطفولة»: إن 14 مليون طفل يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في السودان من أجل البقاء على قيد الحياة، ويتضمن اجتماع باريس شقّاً سياسياً على المستوى الوزاري لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقّاً إنسانياً هدفه تعبئة التبرعات، وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الإفريقي. كما يضم اجتماعاً لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني.
وبدوره، أكد مدير السودان في المجلس النرويجي للاجئين ويليام كارتر أن «المدنيين يعانون الجوع، والعنف الجنسي الهائل، والمجازر العرقية على نطاق واسع، والإعدامات… ورغم ذلك، يواصل العالم الإشاحة بنظره».
وشدد كارتر في بيان على أن «اليوم (الذكرى السنوية) يمثّل محطة مخزية للطرفين المتحاربين في السودان، إضافة إلى المجتمع الدولي الذي ترك هذه الكارثة تزداد سوءاً».
ويسعى مؤتمر «المانحون» في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار، وتعثرت جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والسعودية منذ أشهر، وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو، الخميس الفائت، عن أمله في أن يساعد مؤتمر باريس على استئناف المحادثات.
وعلى المستوى السياسي، من المقرر أن تعقد اجتماعات سياسية تشارك فيها دول الجوار (تشاد، ليبيا، كينيا، جيبوتي، جنوب السودان، مصر وإثيوبيا)، إضافة إلى الخليج (السعودية والإمارات)، والقوى الغربية (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج)، كما ستحضر منظمات إقليمية مثل جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»، إضافة إلى وكالات للأمم المتحدة.