آخرها «تاج» ومنها «إخوة التراب» و«حمام القيشاني» … مسلسلات وثقت ذكرى تحرير الوطن وجلاء المستعمر
| وائل العدس
اليوم، نحتفل بالعيد الذي زها به وطننا بذكرى جلاء المستعمر الغاشم عن أراضينا لننعم بالحرية التي تم انتزاعها بفضل تضحيات جسيمة، وأرواح زُهقت لأبطال قدموا لوطنهم أغلى ما يملكون، فاسترخصوا دماءهم الزكية في سبيل عزة ومنعة كل ذرة تراب من أرض هذه الأوطان، ملقنين القوى الاستعمارية دروساً في البسالة والإباء لنيل الاستقلال.
واليوم.. ها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري على شتى أنواع الإرهاب، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب الوطن، وتستمر التضحيات ويستمر العطاء لتبقى سورية منيعة حصينة على كل الأعداء، ولتزهر دروب الخير والسلام ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الجميل.
وقد لعب الفن السوري دوراً بارزاً في مواجهة الاستعمار الفرنسي منذ الوهلة الأولى لوطأة جنوده أرض الوطن، فقاوم بالكلمة والصورة حتى انتزاع الاستقلال، ثم وثق بطولات الثوار أمام الاحتلال في مسلسلات درامية.
كثير من المسلسلات رصدت جلاء المحتل عن سورية، نورد لكم بعضها عبر السطور القادمة:
جرعة كبيرة
بالأمس القريب، ودّع مسلسل «تاج» المشاهدين بمشاهد ترافقت مع إعلان الاستقلال، وأنصفت صورة العاصمة السورية على المستويين النضالي والثقافي، في احتفال الجلاء في ساحة المرجة، تاركاً في نفوس المشاهدين فيضاً من المشاعر والأحاسيس الوطنية العميقة.
«الحلقة الأخيرة» التي حملت عنوان «الجلاء» حملت جرعة كبيرة من المشاعر الوطنية والذكريات الجميلة عن دمشق بعد استقلالها وخروج الفرنسيين عن أرضها والقضاء على معظم الخونة.
وبعد تتالي الأحداث المشوقة، تحصل دمشق على استقلالها ويحتفل الأهالي في ساحة المرجة ويشاركهم الاحتفال الرئيس السوري الراحل شكري القوتلي.
واختتم العمل بمشاهد توثيقية بالأبيض والأسود من تاريخ دمشق مع أغنية «الشام فوق المدن جنة» بصوت الفنانة سارة درويش.
انتزاع الاستقلال
لعل أشهر الأعمال التي رصدت تلك المرحلة المفصلية من تاريخ سورية مسلسل «هجرة القلوب إلى القلوب» (1991)، حيث يتكلم عن بلدة صغيرة اسمها «الركنية» ويوثق من خلال هذه القرية الواقع السوري في الفترة الزمنية مع بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، ويمر على الصراع بين المجتمعين البدوي والحضري، ومن ثم يتكلم عن انعكاسات الحرب العالمية الثانية على السياسية السورية في ذلك الحين وقيام الثورة السورية الكبرى وانخراط جميع شرائح المجتمع بها ومن ثم خروج المستعمر الفرنسي من البلاد وانتزاع الاستقلال.
يا بسمة الحزن
مسلسل «دمشق يا بسمة الحزن» عام 1992 عن رواية الأديبة السورية الراحلة ألفت الإدلبي، جسد فضاءً زمنياً عايشته الكاتبة في العشرينيات والثلاثينيات من قرن مضى، بكل تفاصيله وأحداثه في الثورة السورية الكبرى والإضرابات والتظاهرات والأزمة الاقتصادية وبشاعة الاحتلال الفرنسي وقصفه دمشق، إضافة إلى مقاومة الشعب بكل فئاته وربط الحياة الاجتماعية بالمواقف النضالية.
أرضية تسجيلية
وأيضاً «حمّام القيشاني» بأجزائه الخمسة (الأول عام 1991)، هو دراما اجتماعية سياسية تجري أحداثها على أرضية تسجيلية لواقع من تاريخ سورية منذ قصف دمشق والبرلمان قبل إعلان الجلاء بأشهر حتى تسلم الكتلة الوطنية الحكم بعد سنوات.
يبدأ العمل قبيل الجلاء، وحفل بشيء من التشويق من خلال محاولة أبناء أحد المتعاونين مع الاحتلال تنظيف صفحة أبيهم حيث يلاحقون ابن الشهيد ويحاولون إلصاق التهم الشائنة به لينسى الناس فعلة أبيهم، لكن الشخصية الوطنية تنتصر في النهاية ويتحقق الاستقلال.
كما واصل العمل الحديث عن تاريخ سورية في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، حيث تتضمن الفترة سنتين تقريباً من عهد الوحدة بين سورية ومصر، وهما السنتان الأخيرتان من عمر الوحدة ومن ثم الانفصال الذي حدث في سورية وبعده بسنة ونصف السنة قيام ثورة الثامن من آذار عام 1963.
روايتان لـ«حنا مينه»
للروائي الكبير حنا مينه روايتان تحولتا إلى عملين دراميين، أولهما مسلسل «نهاية رجل شجاع» عام 1994، ويتحدث عن «مفيد الوحش» ابن القرية الريفي البسيط والقبضاي، الذي شحذته الحياة البسيطة والقاسية وجعلت منه شخصاً قاسي الملامح حاد النظرة، تتطور شخصيته باتجاه تصاعدي ضمن المقاومة الوطنية للاستعمار الفرنسي وفي سجون الاحتلال لتجعل منه وطنياً يحلم بالحرية والحياة، فتتعاظم قوة الوحش بداخله ويتعاظم معها إيمانه بالمقاومة كسبيل وحيد للتحرر، عندها يتحول الفتى إلى أسطورة ليتغنى الجميع بقوته وشجاعته.
وفي الرواية الثانية «المصابيح الزرق» عام 2012 وتدور أحداثه في الفترة من 1939 إلى 1945 وهي فترة الكفاح السوري ضد الاحتلال الفرنسي من خلال استعراض الأحداث الجارية في تلك الفترة وإلقاء الضوء على عدة شخصيات وعلاقاتهم الاجتماعية والسياسية.
إخوة التراب
يتجه الجزء الثاني من مسلسل «إخوة التراب» إلى تحديد الوقائع والشخصيات التاريخية التي ناضلت ضد الاحتلال الفرنسي، على حين كان الجزء الأول عن نضال الشعب السوري ضد الاحتلال التركي.
العمل الذي يقدم كل حقائق الحقبة التاريخية التي يتصدى لها.