تأييد برلماني وسياسي لزيارته إلى واشنطن.. وبايدن: ندعم العراق بضمان الأمن والاستقرار … السوداني: جادون بتفعيل اتفاقيَّة الإطار الإستراتيجي واتفقنا على احترام سيادة العراق
| وكالات
أكد الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس وزراء العراق محمد شياع السوداني خلال لقائهما أول من أمس في البيت الأبيض التزامهما بالشراكة الإستراتيجية الدائمة بين البلدين، وناقشا رؤيتهما للتعاون الثنائي الشامل بموجب اتفاقية الإطار الإستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة لعام 2008، واتفقا على أهمية العمل معاً لتعزيز الاستقرار الإقليمي واحترام سيادة العراق واستقراره وأمنه.
ووفق نص البيان المشترك للمباحثات العراقية- الأميركية الذي نشرته جريدة «الصباح» العراقية، أمس الثلاثاء، بحث الجانبان في مختلف القضايا والملفات الثنائيَّة، والانتقال بعلاقة البلدين إلى شراكة مستدامة، وأكدا أن الاقتصاد العراقي المتنوع والمتنامي والمتكامل مع المنطقة والنظام الاقتصادي العالمي، هو الأساس للاستقرار الدائم في المنطقة والازدهار لشعب العراق، وتبادل الرئيسان وجهات النظر حول سُبل التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية بين العراق والولايات المتحدة لتعزيز الأهداف المشتركة، بما في ذلك دعم دولة عراقية قوية ومستقرة تعمل على تعزيز السلام والتقدم في كل أنحاء الشرق الأوسط الكبير.
وقال السوداني في تصريح بحضور الرئيس الأميركي: إننا نبحث في الأسس المستدامة والرئيسة لشراكة شاملة وطويلة مع الولايات المتحدة، ونهدف إلى الانتقال من العلاقة ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية، بطريقة سلسة وممنهجة ومدروسة، إلى علاقة قائمة على أسس الاقتصاد والمجالات الثقافية والسياسية وفق اتفاقية الإطار الستراتيجي.
وعدَّ الحرب على داعش أنها كانت أساساً التعامل بين العراق والولايات المتحدة طوال السنوات الماضية، قائلاً: قاتلنا معاً وانتصرنا على الإرهاب، موضحاً أن النصر على داعش كان مهماً، وقد تحقق بفعل تضحيات الشعب العراقي، وتكاتف مكوناته، ودعم المجتمع الدولي والأصدقاء من خارج التحالف الدولي.
وقال السوداني: إن العراق اليوم يمرّ بطور التعافي ويشهد مشروعات التنمية والتطور العمراني، مشيراً إلى أن اللجنة العسكرية الثنائية سوف تقدّر الموقف العسكري والظروف العملياتية وتطوّر قدرات الأجهزة الأمنية، وسنلتزم بمخرجات هذه اللجنة، موضحاً: في إطار اللجنة، التعاونَ الأمني والشراكة الثنائية المستدامة بين العراق والولايات المتحدة في الجانب العسكري، لافتاً إلى أن لجنة التنسيق العليا تعقد حالياً اجتماعها الأول بشأن اتفاقية الإطار الإستراتيجي، وحكومتنا جادّة في تحقيق وتفعيل هذه الاتفاقية، وفيها فوائد كثيرة ستعود لمصلحة البلدين الصديقين.
واستطرد رئيس الوزراء بأن وجوده في واشنطن يحمل الهمّ العراقي، والرغبة بالنهوض بواقع العراق وتوفير العيش الكريم والخدمات والازدهار لشعبٍ عريقٍ وبلدٍ عظيم مثل العراق، مؤكداً أن لا شيء يغنينا عن التزاماتنا الإنسانية تجاه مختلف القضايا، خصوصاً ما يحصل في المنطقة.
ولفت السوداني إلى أنه بروح الصراحة والشراكة، قد نختلف في بعض التقييمات للقضية الموجودة حالياً في المنطقة، لكننا نتفق على مبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وقوانين الحرب، ومبدأ الحماية، معبراً عن رفضه أي اعتداء على المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال، وحث على الالتزام بالقوانين والأعراف الدولية في حماية البعثات الدبلوماسية.
وأكد حرصه واهتمامه بإيقاف الحرب المدمرة، التي استمرت طوال الشهور الستة الماضية والتي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء من الفلسطينيين، نساءً وأطفالاً، مبدياً تشجيعه لكل الجهود التي تسهم في إيقاف تمدد ساحة الصراع، خصوصاً التطوّرات الأخيرة التي نأمل من كل الأطراف المعنية أن تلتزم بعدم التصعيد حفاظاً على الأمن والاستقرار.
من جانبه، أبدى بايدن تقديره لمنهج الحكومة العراقية الساعي إلى تعزيز الاقتصاد العراقي، وتحقيق النمو، خصوصاً في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن الشراكة بين العراق والولايات المتحدة أمر محوري، وذات أهمية للشعبين الصديقين.
وأكد دعم الولايات المتحدة للعراق في تعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي ودول المنطقة لضمان الأمن والاستقرار وتعزيز الرخاء لشعوبها، وتعهد أيضاً بمواصلة دعم الولايات المتحدة لتحقيق تكامل اقتصادي أكبر للعراق مع منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الهزيمة «الدائمة» لتنظيم داعش ستساعد في ضمان أمن العراق والمنطقة والعالم في المستقبل، بما ينعكس على تحقيق تطلعات الشعب العراقي في التطور الاقتصادي وجذب الاستثمار الأجنبي ولعب دور قيادي في المنطقة.
وناقش السوداني وبايدن وجهة نظرهما المشتركة بأن إقليم كردستان العراق جزء لا يتجزأ من الرخاء والاستقرار الشامل في العراق، وفي هذا السياق أشاد بايدن بجهود رئيس مجلس الوزراء وحكومة إقليم كردستان العراق للتوصل إلى حل جميع القضايا الموروثة العالقة، بما فيها الترتيبات الحالية لدفع رواتب شهرين لموظفي حكومة إقليم كردستان العراق، وشجع على الاستمرار بالتقدم، وأكد دعم الولايات المتحدة «لترسيخ الديمقراطية في العراق»، بما في ذلك «إجراء انتخابات حرة وعادلة وشفافة» في إقليم كردستان العراق.
وحظيت زيارة السوداني إلى الولايات المتحدة، بدعم سياسي وبرلماني موحّد و«غير مسبوق» من مختلف الأطراف الفاعلة، وأكد «ائتلاف إدارة الدولة» في العراق دعمه الزيارة، مشيراً إلى أنها ستحقق المصالح الوطنية العراقية.
وقال الائتلاف في بيان أول من أمس الإثنين: «نتطلع بإيجابية للزيارة التي يقوم بها الوفد العراقي برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة الأميركية»، وأكد دعمه «الكامل لجهود الوفد العراقي لتحقيق المصالح الوطنية العراقية الحيوية، في دعم الأمن والاستقرار السياسي واستمرار التنمية وتقديم الخدمات التي يلمسها المواطن بوضوح منذ فترة».
وأعرب عن أمله، بأن «تشهد الزيارة تفعيلاً لاتفاقية الإطار الإستراتيجي وخصوصاً ما يتعلق منها بالطاقة والتنمية والتبادل العلمي والاستثمارات فضلاً عن التعاون الأمني، بما يعزز الثقة والعلاقة بين البلدين الصديقين على أسس واضحة تعتمد السيادة والمصالح المشتركة»، لافتاً إلى أن «الزيارة تؤكد دور العراق المحوري في المنطقة»، وشدّد على ضرورة أن «تعزز هذه الزيارة الجهود من أجل إيقاف العدوان على غزة وعدم اتساع ساحة الصراع وإبعاد المنطقة والعالم عن شبح الحرب».
بدوره، أفاد بيان لمجلس النواب العراقي بأن «المجلس وممثلي الشعب ينظرون بثقة عالية إلى الوفد العراقي الرفيع المستوى الذي يزور الولايات المتحدة هذه الأيام برئاسة رئيس مجلس الوزراء»، وأكد المجلس دعمه للجهود الحكومية التي تسعى إلى تحقيق مصالح الشعب وسيادته وازدهاره.
ودعا المجلس في بيانه «الوفد العراقي إلى التأكيد على استكمال تنفيذ اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي صوّت عليها مجلس النواب قبل 13 عاماً، خصوصاً في مجالات التنمية والتبادل العلمي والاستثمارات والطاقة».
من جهته، قال رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في تغريدة عبر حسابه الرسمي في موقع «إكس»: «يتطلع إقليم كردستان بتفاؤل إلى زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة الأميركية»، مضيفاً: «إننا ندعم هذه الزيارة دعماً كاملاً، ونحن واثقون بأن مصالح جميع العراقيين ستكون ممثلة هناك»، وختم بالقول: «أملنا بأن تكون اللقاءات إيجابية وناجحة وترتقي بمستوى العلاقات بين بلدينا نحو الأفضل».
بدوره قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية علي البنداوي في حديث لـ«الصباح»: إن «زيارة رئيس الوزراء إلى الولايات المتحدة الأميركية برفقة وفد رفيع، تحمل في ثناياها ملفات عديدة ستتم مناقشتها، في مقدمتها الملف الأمني وضرورة إنهاء هذا الملف وإنهاء وجود قوات التحالف الدولي في البلاد».
وأضاف: «ننتظر في مجلس النواب ختام الزيارة للتباحث بشأنها ودراسة نتائجها من خلال الاطلاع على كل المخرجات التي ستنتج عنها، لأن البلد بحاجة إلى استقرار أمني واقتصادي، إضافة إلى ضرورة جدولة خروج قوات التحالف من العراق، كما أن هناك أبعاداً أخرى تحملها الزيارة كاللقاءات مع كبريات الشركات الأميركية العالمية المهمة في كل المجالات الاقتصادية».