مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية العامة في الولايات المتحدة يبدو أن إعادة سيناريو المواجهة بين الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب هي الأرجح، وبذلك ستكون هذه أول مباراة رئاسية معادة منذ عام 1956 وهي أيضاً أول مواجهة بين رئيس حالي ورئيس سابق منذ عام 1892، ففي عام 1956 حدثت سادس مباراة انتخابية معادة في تاريخ الولايات المتحدة بين الجمهوري دوايت ايزنهاور والمرشح الديمقراطي أدلاي ستيفنسون الثاني، أما في عام 1892 فقد حصلت معركة انتخابية معادة بين الرئيس السابق الديمقراطي جروفر كليفلاند والرئيس الجمهوري بينجامين هاريسون.
وعلى عكس ما حدث في عام 2020، فإن بايدن لا يملك الأفضلية، فهو يواجه معركة أكثر صعوبة في هذه المرة، إذ ليس لدى الرئيس الأميركي في الواقع فرصة أفضل من احتمال 50 بالمئة لإعادة انتخابه، وينبغي لمؤيدي الرئيس الحالي أن يدركوا أن ترامب لديه فرصة حقيقية لاستعادة البيت الأبيض، وقد يبدو هذا الاستنتاج واضحاً بمجرد إلقاء نظرة على استطلاعات الرأي التي صدرت في الأسبوع الماضي، والتي أجرتها صحيفة «نيويورك تايمز» – كلية سيينا» و«سي بي إس نيوز يوجوف»، و«فوكس نيوز»، صحيفة «وول ستريت جورنال».
الاستطلاعات أعطت ترامب نسبة أصوات أعلى من بايدن بهامش يتراوح بين 2 و4 نقاط.
كل هذه النتائج تحمل هامشاً للخطأ بالطبع، لكنها من ناحية أخرى ترسم صورة لشاغل منصب الرئاسة المضطرب، حيث لا يقتصر الأمر على أن بايدن في وضع أسوأ من وضع خصمه في الانتخابات العامة، بل هو أسوأ موقف يمر به رئيس خلال الخمسة وسبعين عاماً الماضية، باستثناء ترامب في عام 2020.
في سباق 2020، حُسمت الولايات التي وضعت بايدن على القمة في المجمع الانتخابي، أريزونا وجورجيا وويسكونسن، بفارق أقل من نقطة واحدة، أما اليوم فهو متأخر بخمس نقاط أو أكثر في أحدث استطلاع للرأي في أريزونا وجورجيا ونيفادا وميشيغان، مع العلم أن أي مرشح رئاسي ديمقراطي لم يخسر ولاية نيفادا منذ عام 2004.
يقول الأميركيون: إن أهم المشكلات التي تواجه البلاد تتعلق إما بالاقتصاد أو الهجرة، ويحظى ترامب بثقة أكبر بكثير من بايدن في كلتا القضيتين، ومن المحتمل أنه إذا استمرت معنويات المستهلكين في التحسن أو تراجعت أهمية المعابر الحدودية، فقد يكتسب بايدن قوته ضد ترامب.
بايدن هو شاغل المنصب المنتخب الأقل شعبية في هذه المرحلة من محاولة إعادة انتخابه منذ الحرب العالمية الثانية، وتتراوح نسبة تأييده عند 40 بالمئة أو أقل بقليل، أما الرئيسان اللذان حصلا على معدلات موافقة منخفضة مماثلة حول هذه المرحلة من رئاستيهما فهما ترامب وجورج بوش الأب في عام 1992، فقد خسرا في الانتخابات، وهذا يشير إلى إمكانية خسارة بايدن.
يحب الكثير من الديمقراطيين القول إنه لا يمكنك مجرد النظر إلى معدلات الموافقة على بايدن، فخصمه لا يحظى بشعبية أيضاً، حيث إن التقييمات غير المواتية أعلى من تقييماته الإيجابية، لكن العديد من استطلاعات الرأي تشير إلى أن التصنيفات الإيجابية لترامب أعلى ببضع نقاط من تصنيف بايدن.
مرة أخرى، هذا مختلف تماماً عما رأيناه في عام 2020، وهذا يعني أنه لا يكفي أن يفوز بايدن بأصوات الناخبين الذين لا يحبون ترامب فحسب، بل عليه أن يفوز بهامش كبير للتعويض عن عجز شعبيته.
ولعل السؤال الكبير خلال الأشهر الثمانية المقبلة هو ما إذا كانت نقاط ضعف ترامب ستبدأ في التفوق على نقاط ضعف بايدن، وإذا حدث ذلك فمن المحتمل أن تكون هذه أفضل فرصة للرئيس للفوز بولاية أخرى.
كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة الأميركية