مقاومون يوقعون جرّافة عسكرية إسرائيلية بكمينٍ مُحكم في طوباس … رام الله: استقرار فلسطين استقرار للمنطقة والعالم ومحادثات وقف إطلاق النار تمر بمرحلة حساسة
| وكالات
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلية، فجر أمس الأربعاء، عدّة مناطق في الضفة الغربية وشنّت حملة اعتقالات واسعة، بينما تصدى مقاومون فلسطينيون لها واستهدفوها برشقات من الرصاص، على حين عبّرت رام اللـه عن رفضها تصريحات مندوبة أميركا في الأمم المتحدة حول الحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين، مؤكدة أن استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة والعالم.
وفي التفاصيل، تصدّى مقاومون فلسطينيون لقوات الاحتلال الإسرائيلية التي توغّلت في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، واستهدفوها برشقات من الرصاص، إذ أفادت وكالة «وفا» بأن قوات الاحتلال اقتحمت المدينة من مدخلها الجنوبي، وانتشرت في عدّة أحياء، ودهمت منزلاً، على حين، أعلنت «سرايا القدس -كتيبة طوباس» أنها أوقعت جرّافة عسكرية إسرائيلية في كمينٍ مُحكم عند جامعة القدس المفتوحة في مدينة طوباس.
وفي الخليل، قامت جرّافات الاحتلال الإسرائيلي بهدم منزلي عائلتي منفذي عملية «رعنانا» محمود علي زيدات وأحمد محمد زيدات في بني نعيم شرقي المدينة، أما في نابلس، فقد اقتحمت قوات الاحتلال قرية روجيب شرقي المدينة، وكذلك اقتحمت بلدة عقربا جنوبي المدينة، واعتقلت الشاب صالح لؤي، كما دهمت منزلاً لعائلة أبو حويلة خلال اقتحام قرية روجيب شرقي المدينة، كما اعتقلت أيضاً الشابين ضياء أبو حمد ومحمود يحيى بعد دهم منزله في بلدة عصيرة القبلية جنوبي نابلس، وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة ودهمت محال تجارية.
كذلك، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلية في بيت لحم حملة اعتقالات في بلدة تقوع جنوبي شرقي المدينة، واعتقلت عدّة شبّان، عُرف منهم مهدي خالد حميد وسميح سليم صباح وأحمد إبراهيم صباح، في حين انتشر مستوطنون مسلحون في عين أبوس قرب بلدة حوارة بحماية قوات الاحتلال، واعتدوا على سيارات الفلسطينيين.
وتشهد الضفة الغربية حالة اشتباك يومي ومستمر منذ بدء العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، إذ تتعرض بلدات ومدن الضفة لاقتحامات يومية تتخللها اعتقالات متعددة، وغالباً ما ينجم عنها عدد من الشهداء والجرحى يومياً.
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أمس الأربعاء: إن «محادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والإفراج عن الأسرى تمر بمرحلة حساسة»، وأضاف: «هناك محاولات قدر الإمكان لتذليل العقبات»، من دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.
وقبل أيام، أكدت مصادر فلسطينية قيادية لـ«الميادين» أن حركة حماس سلمت ردها على مقترح الوسطاء الذي تلقته، مشيرةً إلى أن الردّ شمل القضايا التي كانت محل خلاف.
وأفادت المصادر بإجراء تعديلات على المرحلة الأولى في المقترح، بما يشمل عناوين انسحاب قوات الاحتلال، وعودة النازحين، والمساعدات الإنسانية، وأعداد الأسرى، إضافة إلى تعديلات على المرحلة الثانية تتعلق بمطالبة الحركة بنص واضح فيما يخص وقف إطلاق النار.
ونشرت حركة حماس بياناً أشارت فيه إلى أنها سلَّمت للوسطاء في مصر وقطر ردَّها، مؤكدةً تمسكها بمطالبها والمطالب الوطنية للشعب الفلسطيني واستعدادها لإبرام صفقة تبادل جادة وحقيقية للأسرى.
وشملت المطالب وقفاً دائماً لإطلاق النار، وانسحاب «جيش» الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكنهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات، والبدء بالإعمار.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في وقت سابق في مقابلة خاصة مع «الميادين» أن حماس متمسكة بشروطها في المفاوضات، ولن تذهب إلى أي صفقة من دون تحقيقها.
وجدّد هنية تأكيد تمسك المقاومة بضرورة إعلان وقف إطلاق النار بشكلٍ دائم في غزة، والانسحاب الشامل من كل القطاع، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم بلا قيد أو شرط، ثم الإغاثة والإيواء والإعمار ورفع الحصار، وصولاً إلى التوصل إلى صفقة جدية للأسرى، مضيفاً: «من دون ذلك لن تذهب الحركة إلى أي اتفاق ينتقص من هذه المطالب».
على خطٍّ موازٍ، عبرت الرئاسة الفلسطينية عن استنكارها ورفضها تصريحات مندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، التي قالت فيها: إنها «لا ترى أن العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة ستساعد على التوصل إلى حل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي»، مؤكدة أن هذه التصريحات لا ترقى إلى المواقف الأميركية التي تتحدث عن حل الدولتين وإقامة سلام عادل ودائم وفق قرارات الشرعية الدولية.
وحسب وكالة «وفا»، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: إن استقرار فلسطين هو المدخل الوحيد الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن دولة فلسطين حصلت على العضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفة مراقب عام 2012 وبأغلبية ساحقة، ومن حقنا الحصول على العضوية الكاملة، ومن دون ذلك ستبقى شرعية إسرائيل نفسها مشكوكاً فيها، وذلك لعدم تنفيذها القرارين 181 و194، اللذين اشترطا حصول إسرائيل على العضوية في الأمم المتحدة بقبولها تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بوجود دولة عربية، ولم تنفذ ما تعهدت به حتى الآن.
وأضاف: نعبر عن شجبنا لهذه المواقف الأميركية التي تهدد باستخدام «الفيتو» يوم 18/4/2024، الأمر الذي يشكك في مصداقية الولايات المتحدة، نتيجة تراجعها المستمر عن تنفيذ وعودها وتبنيها المواقف الإسرائيلية المتهورة، واستمرار عدوانها على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، التي أودت بحياة عشرات آلاف الشهداء، وتسببت بمئات آلاف الجرحى والمعاقين، والتي لن تؤدي إلى تحقيق السلام، ما يجعل أميركا مسؤولة عن هذه السياسات الإسرائيلية التي تنتهك جميع قرارات الشرعية الدولية.
ويصوت مجلس الأمن في وقت لاحق اليوم على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وذلك بناء على مشروع قرار تقدمت به الجزائر.