شؤون محلية

أسرعوا إلى الحسكة..!

| يونس خلف

أن يعلن رئيس مجلس مدينة الحسكة عدنان خاجو أن مجلس المدينة سيواجه مشكلة كبيرة خلال الأيام القادمة في ظل انتهاء عقد النظافة المبرم مع منظمة «العمل ضد الجوع»، والذي كان يقدم الآليات والأيدي العاملة في مجال تنظيف الشوارع ونقل القمامة وترحيلها على مدار الستة أشهر الماضية.

وأن يناشد رئيس مجلس المدينة بهذه العلانية جميع الجهات الحكومية المختصة ومكاتب المنظمات الدولية العاملة في محافظة الحسكة بمساعدة مجلس المدينة لحل معضلة القمامة والنظافة لكونها من أهم القطاعات الخدمية والتي تهدد البيئة العامة وحياة الناس وخصوصاً مع بداية الصيف وارتفاع درجات الحرارة.

وأن يذهب رئيس المجلس بصراحته المعهودة إلى أبعد من ذلك عندما يقول إن المجلس عاجز كلياً عن إجراء أي إعلان للتعاقد مع القطاع الخاص أسوة بالمحافظات الأخرى لعدم وجود الإيرادات المالية والاعتمادات من وزارة الإدارة المحلية والبيئة، حيث تصل تكلفة التعاقد مع أي متعهد خاص لمدة ستة أشهر إلى أكثر من ملياري ليرة سورية لمدة ستة أشهر.

أيضاً عندما يكشف رئيس مجلس مدينة الحسكة أن المعاناة المزمنة هي من قلة الأيدي العاملة في مجال النظافة وعدم وجود الآليات وانعدام كامل لمستلزمات العمل في هذا المجال من مكانس وجرافات يدوية وحاويات، إضافة إلى عدم وجود الإيرادات المالية والاعتمادات اللازمة.

ماذا يعني ذلك كله؟

وأين تكمن المشكلة؟

بلا مقدمات وبعيداً عن شماعة التقصير التي تتمثل دائماً بالحرب العدوانية والظروف الصعبة وإغلاق الطرق في بعض المناطق حيث لا يمكن تقديم الدعم والمساعدة لتجاوز معاناة أهل الحسكة من العطش ومن سوء الخدمات ومن تعطل كل شرايين الحياة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يحتاج الدعم المالي لطرقات وإمكانات وظروف مناسبة لتقديم الحد الأدنى الممكن منه؟

ربما لا تستطيع الحكومة أن ترسل صهاريج إلى الحسكة ولا تستطيع أن تجد مصدراً مائياً بديلاً من محطة علوك التي يسيطر عليها الاحتلال التركي، لكن من الممكن تقديم الدعم المالي لشراء صهاريج، أو كحد أدنى لاستئجار صهاريج توفر المياه للناس.

واليوم الحسكة مهددة بكارثة بيئية نتيجة العجز عن أي عمل في مجال ترحيل ونقل القمامة من وسط المدينة بسبب انعدام كامل في مستلزمات العمل الخاصة بقطاع النظافة وفق ما أعلنه رئيس مجلس المدينة.

والأمر متصل هنا بالمعاناة الكبيرة والمزمنة من انقطاع المياه أيضاً، فماذا يمكن أن تفعل الجهات المحلية بالحسكة عندما لا يتوافر سوى صهريج واحد في مجلس المدينة وصهريج مثله تحت تصرف المحافظ ويتم توزيع المياه على المواطنين وفق جدول زمني وبالتناوب بين الأحياء.

هل هذا هو الحل المثل والمأمول؟ وهل يمكن تلبية احتياجات مدينة كاملة عبر بضعة صهاريج؟

أسرعوا إلى الحسكة فيكفي أهلها وجع وظلم وممارسات الاحتلالين الأميركي والتركي، ويكفي الصبر الإستراتيجي الذي يتحلى به الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن