عربي ودولي

رام الله: إسرائيل تستهدف اجتثاث الوجود الفلسطيني بدعم أميركي … شهيدان في الخليل.. والإضراب يعم الضفة الغربية تنديداً بمجزرة مخيم نور شمس

| وكالات

بينما استشهد فلسطينيان أمس برصاص الاحتلال في مدينة الخليل، عم الإضراب الشامل مدن الضفة الغربية، تنديداً بالمجرزة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس بالضفة الغربية أول من أمس السبت وراح ضحيتها 14 فلسطينياً، على حين اعتبر مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة هدفها اجتثاث الوجود الفلسطيني.

وحسب وكالة «وفا»، استشهد شابان فلسطينيان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد، على مفترق قرية بيت عنون شمال شرق الخليل بالضفة الغربية، إذ أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي بكثافة تجاه الشابين، ما أدى إلى إصابتهما بشكل مباشر، بينما منعت طواقم الإسعاف من الوصول إليهما.

واقتحمت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة قرية بيت عنون، وانتشرت على الطرقات وفي محيط منازل المواطنين، وداهمت عدداً منها وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، أصيب مستوطن أمس الأحد، بعد محاولته نزع علم فلسطيني ما أدى إلى انفجار عبوة كانت موضوعة داخله شمال شرق رام الله.

وعمّ الإضراب الشامل أمس مدن الضفة الغربية تنديداً بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، وبالعدوان المتواصل على قطاع غزة لليوم الـ198، وأُغلقت المدارس والجامعات، والمحال التجارية، وسط دعوات جماهيرية إلى الاستمرار بفعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل مدينة وقرية ومخيم، والخروج بمسيرات غضب.

كما شهدت المواصلات العامة إضراباً في جميع الخطوط، وكانت حركة المواطنين طفيفة، كما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها، بينما عطلت البنوك والمصارف العمل بناء على قرار من سلطة النقد.

وأفادت مراسلة «الميادين» في فلسطين المحتلة، بأن قوات الاحتلال انسحبت بشكل جزئي من مخيم نور شمس بطولكرم، في الضفة الغربية، بعد حصار دام ثلاثة أيام، وسط أوضاع صعبة جداً، كما أكدت إغلاق الاحتلال حاجز الحمرا في منطقة الأغوار الفلسطينية المحتلة، وسط استنفار كبير لقوات الاحتلال، بعد استهدافه من مقاومين بعمليات إطلاق نار.

وبعد ذلك، جددت قوات الاحتلال ممارساتها العدوانية، إذ اقتحمت أمس الأحد، بلدة يعبد، وقريتي زبدة والخلجان، كما اندلعت مواجهات بالقرب من حاجز الجلمة شرق جنين، وذلك حسبما نقلت «وفا» عن مصادر أمنية، أفادت بأن قوات الاحتلال شنت حملة تفتيش واسعة في المناطق المذكورة، كما قامت بنشر فرقة مشاة بين كروم الزيتون في قرية العرقة غرب جنين.

يأتي ذلك بالتوازي مع إعلان الاحتلال، انتهاء عدوانه في مخيم نور الشمس، والذي أدى إلى استشهاد 14 شخصاً، واعتقال آخرين، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني، كما أعلن العدو أن العملية في نور شمس أدت إلى سقوط 7 جرحى لقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأدانت الفصائل الفلسطينية عدوان الاحتلال على مخيم نور شمس، ودعت إلى النفير العام ردّاً على مجزرة الاحتلال، والالتزام بالإضراب العام، إذ أصدرت حركة حماس بياناً دعت فيه الضفة «لأن تنتفض، ولتشتعل كلّ الميادين ردّاً على مجزرة الاحتلال في مخيم نور شمس».

وأعلنت الحركة «استنفار أبناء شعبنا الفلسطيني المرابط لإشعال المواجهات مع الاحتلال الصهيوني المجرم في كل محاور المواجهات في الضفة والقدس رداً على المجزرة الإجرامية في مخيم نور شمس بطولكرم».

كما دعت «أبناء شعبنا في الضفة للالتزام بالإضراب العام، ولتتحوّل كل الميادين ونقاط المواجهة لكتلة لهب في وجه الاحتلال، ولتصوب كل بنادق الأحرار نحو هذا الاحتلال، ومستوطنيه المجرمين».

حركة فتح، بدورها، أصدرت بياناً، أعلنت فيه أمس الأحد إضراباً شاملاً وتصعيداً للمواجهة مع المحتل، «غضباً على دماء شعبنا النازفة في طولكرم وغزة»، ودعت «كل أبناء شعبنا للوحدة والتضامن والنفير، إسناداً لأهلنا في طولكرم الإباء وغزة العزة».

اما حركة المجاهدين فقد نعت «بمزيد من معاني العزة والكرامة والشموخ والتحدي شهداء مخيم نور شمس في طولكرم الأبرار الذين قضوا في مواجهات مع قوات العدو الصهيوني المجرم»، وأكدت أن «جرائم الحكومة الصهيونية المتطرفة في طولكرم والضفة هي امتداد للعدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة الصامد، واستكمال لمحاولات العدو البائسة لاستئصال إرادة المقاومة من صدور شعبنا وشبابه الثائر وتطلعهم للحرية والخلاص».

تزامناً، شهدت مدنية رام اللـه أمس تظاهرة في مدينة رام الله، تنديداً بجرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية، وجابت التظاهرة، التي دعت لها القوى الوطنية والفعاليات الشعبية، شوارع المدينة رفضاً للمجازر التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي، ووفاء لدماء الشهداء الذين ارتقوا في قطاع غزة ومخيـم نور شمس في طولكرم.

مستشار الرئيس الفلسطيني محمود الهباش اعتبر في تصريحات لقناة «القاهرة الإخبارية» أن هدف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اجتثاث الوجود الفلسطيني، وأكد أن إسرائيل تستهدف إيصال الشعب الفلسطيني إلى حالة من اليأس وفقدان الأمل، بشن حرب شاملة على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مشيراً بهذا الصدد إلى دعم واشنطن غير المحدود لإسرائيل واستخدامها «الفيتو» أمام مجلس الأمن 4 مرات، لمنع وقف العدوان الإسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن