كشفت مصادر إعلامية معارضة أمس أن الإدارة التركية تقوم بإرسال مسلحين سوريين مرتزقة مما يسمى «الجيش الوطني» التابع لها وينتشر في المناطق التي تحتلها في شمال سورية، وذلك في مهمة قتالية إلى النيجر.
وقالت المصادر: «تواصل تركيا استغلال الواقع المعيشي في مناطق الشمال السوري بهدف تجنيد المزيد من المقاتلين كمرتزقة للمشاركة في عمليات عسكرية خارج التراب السوري».
وأضافت: «إنه وعلى غرار ما فعلت في معاركها السابقة في ليبيا وأذربيجان وإرسالها آلاف المرتزقة للقتال إلى جانبها هناك، بدأت بشكل فعلي بإرسال المقاتلين في مهمة قتالية إلى النيجر».
وأكدت المصادر انطلاق دفعة من المقاتلين من فصائل «الجيش الوطني» الموالي لتركيا أول من أمس على متن طائرة نقل انطلقت من إحدى القواعد في تركيا وتحمل على متنها 300 مسلح من فصائل «فرقة السلطان سليمان شاه» و«فرقة الحمزة» و«فرقة السلطان مراد».
وذكرت أنه تم منع المسلحين من استخدام الهواتف المحمولة خلال انطلاق رحلتهم وسيحصل المسلح منهم على راتب شهري قدره 1500 دولار أميركي يُسلّم لأحد أقاربه في مناطق الشمال السوري عبر عقد رسمي لمدة 6 أشهر مع المسلح.
وفي العام الفائت بدأ فصيل «السلطان مراد» بتسجيل ذاتية المسلحين الذين سيقاتلون في النيجر وخضع البعض لاستغلال القيادات فمنهم من دفع رشوة بلغت 200 دولار أميركي مقابل قبوله كمرتزق يقاتل لأجل المال فقط حسبما قالت المصادر.
وحسب المصادر فإن الأولوية كانت لمسلحي «السلطان مراد» حيث من المفترض أن يرسل الفصيل 3500 مسلح على دفعات الأولى خرجت فعلاً في نهاية العام الفائت تحديداً في 29 كانون الأول وضمت 300 مرتزق سوري من الفصيل.
وتنتهج تركيا و«الجيش الوطني» التعتيم الإعلامي على عمليات إرسال المسلحين المرتزقة للقتال في دول أخرى خوفاً من ردة الفعل الدولية والسورية على خطا تدخلها في ليبيا وإقليم ناغورني كاراباخ في أذربيجان.
وبناء على طلب نظام نيامي الجديد التي تولى مقاليد الحكم في تموز الماضي وافقت أميركا يوم الجمعة الماضي على سحب قوّاتها البالغ قوامها أكثر من ألف جندي من النيجر.
ووافق نائب وزير الخارجيّة الأميركي، كورت كامبل، على طلب سلطات نيامي سحب القوّات وذلك خلال اجتماع في واشنطن مع رئيس وزراء النيجر علي الأمين زين الذي تولّى السلطة في تموز الماضي، وفق ما قال مسؤولون أميركيّون لوكالة «ا ف ب».
ووافقت السلطات الجديدة في النيجر على تعزيز التعاون الدفاعي مع روسيا في كانون الثاني الماضي بعدما طردت القوّات الفرنسيّة التي كانت موجودة على أراضيها في إطار مكافحة الإرهابيين في منطقة الساحل الإفريقية.
وفي الـ11 من الشهر الجاري أفادت وكالة «نوفوستي» بأن الخبراء الروس وصلوا إلى النيجر لتدريب القوات الأمنية المحلية في مجال محاربة الإرهاب.