ركلات الأعصاب
| محمود قرقورا
ركلات الترجيح هي الحل الأخير في حسم أي مباراة، وهذا الحل يكون مؤلماً للخاسر ومفرحاً من الباب الضيق حيناً للفائز ومن الباب الواسع حيناً آخر استناداً إلى أهمية الحدث ومكانته، فشتان ما بين حسم مباراة عادية في الأدوار الأولى بركلات الأعصاب الترجيحية وما بين حسم مباراة نهائية لكأس العالم أو أي بطولة قارية وقد حدث ذلك غير مرة.
فمن منا ينسى أن إيطاليا حازت النجمة الرابعة في كأس العالم من بوابة الركلات هذه على حساب الديك الفرنسي 2006 ومن ينسى الألقاب القارية التي حسمت بالترجيح كتتويج تشيكوسلوفاكيا على حساب ألمانيا الغربية في نهائي أمم أوروبا 1976 وتتويج الأورغواي على حساب البرازيل في نهائي كوبا أميركا 1995.
أمس الأول كانت جماهير ليفربول على موعد مع تأهل فريقها إلى المباراة النهائية لكأس الرابطة الإنكليزية المحترفة من بوابة ركلات الأعصاب، فرغم انزعاج جماهير ليفربول من الحالة التي ظهر عليها الفريق من عدم الإقناع، إلا أن التأهل إلى النهائي يعطي هذه الجماهير المتيمة بفريقها فرصة لاعتلاء منصات التتويج بعد أربع سنوات من القحط، كما تعطي المدرب الألماني المتعطش للنجاح في بلاد الضباب يورغن كلوب فرصة لحصد اللقب الأول بزمن أقل ما يقال عنه إنه أسرع من المتوقع.
ركلات الأعصاب هذه يبدو ليفربول بارعاً فيها فتاريخه يشير إلى فوزه بآخر 11 من 13 مباراة رسمية، والذاكرة تحفظ مباريات تاريخية كان لجماهير ليفربول الدور الأبرز في الحسم الترجيحي، وهذا يدل بطريقة أو بأخرى على مدى تأثير جماهير الريدز التي يضرب فيها المثل بالوفاء والانتماء، وتكفي الإشارة إلى نهائي الشامبيونزليغ في قلب العاصمة الإيطالية روما بمواجهة روما بالذات في نهائي 1984 وتكرر المشهد ذاته في اسطنبول بمواجهة ميلان في نهائي 2005 وقيل في تلكما المناسبتين إن الجمهور الأحمر هو السبب، فما أشبه اليوم بالأمس فمباراة الثلاثاء بمواجهة ستوك كان بطلها الجمهور الذي لا يمل غناء نشيده المعروف أنت لن تمشي وحيداً فكان لهذا الجمهور مفعول السحر في الحسم كما كان في نهائي هذه المسابقة مرتين 2001 على حساب برمنغهام و2012 على حساب كارديف.
الكرة الآن بملعب المدرب كلوب الذي ربما يقلد المدرب فوغان 1984 وإيفانز 1995 وكلاهما كانت هذه المسابقة باكورة ألقابهم مع ليفربول، وبناء عليه سيكون يوم الثامن والعشرين من شباط مليئاً بالعواطف الجياشة عندما يخوض كلوب أول مبارياته النهائية مع الأحمر ليفربول.