في ذكرى الجلاء… حفل موسيقي غنائي لأوركسترا دمشق … زغلول لـ«الوطن»: نقدم صورة عن الاستقلال الثقافي لبلد حضاري متجذر من التاريخ والأصالة
| مصعب أيوب - ت. طارق السعدوني
أقامت أوركسترا دمشق بقيادة المايسترو محمد زغلول أمسية موسيقية غنائية حملت عنوان: «من الشام» في ذكرى الجلاء، وذلك مساء الأحد على مسرح الحمراء بحضور وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح وحشد شعبي ورسمي لتقدم الفرقة باقة متنوعة من الأغاني الوطنية وعدداً من المقطوعات الموسيقية التي تحظى بقبول شعبي وجماهيري كبير، ليجسد الحفل بتظافره وانتمائه ووفائه رسالة سورية ورسالة دمشق من مسرح الحمراء العريق بطريقة موسيقية راقية ولائقة.
حدث تاريخي مفصلي
وعن الحفل تكلم المايسترو محمد زغلول لـ«الوطن» مبيناً أن الأمسية الموسيقية والغنائية تأتي بذكرى عيد الجلاء وهو احتفال يقدمه المورال وأوركسترا دمشق.
وشدد على أننا عندما نتكلم عن الجلاء والاستقلال فإننا نتحدث عن منجز عظيم، عن حدث تاريخي مهم، ولاسيما أنه عيد وطني بامتياز، والذي يعد مصدر فخر واعتزاز لكل سوري، فلم يكن الجلاء محصوراً فقط بدحر آخر جندي فرنسي عن أرض وطننا فحسب، بل تعداه ليكون استقلالاً اقتصادياً ومعيشياً واجتماعياً وسياسياً ودينياً وكل ما تعنيه هذه الكلمة بجميع تفاصيلها، موضحاً أنه لا بد من الإشارة إلى أن الاستقلال الثقافي هو أحد فروع وأنواع هذا الاستقلال، وتحديداً لأننا نتكلم عن سورية البلد الحضاري والمتجذر في التاريخ والعريق صاحب الأصالة والتراث كما أنها بلد الثقافة والفن.
برنامج بانورامي
وأشار أنه بناء على ذلك قدمت أوركسترا دمشق بالتعاون مع الكورال برنامجاً بانورامياً متنوعاً حمل مجموعة من الأغاني الوطنية والتراثية والطربية ومنها ما لحنه الرحابنة وأبرزها أغنية وطني وأغنية ارجعي يا ألف ليلة وخطة قدمكم، ووصلة من التراث السوري على مقام البيات، إضافة إلى أغنيات من أغلب المحافظات السورية، والكثير من الأغاني والمقطوعات والممزوجات التي كانت مرتبطة بزمن الاستقلال، وكذلك من الأغنيات المطروحة أغنية تعلى وتتعمر يا دار وراياتك بالعالي يا سورية وبكتب اسمك يا بلادي، وبالتالي نأمل أن نكون قدمنا تنوعاً موسيقياً وغنائياً يحظى بإعجاب الحضور وقبولهم.
تحضيرات مكثفة
وأكد أن التحضير للأمسية كان خلال فترة وجيزة وسريعة وقد تم القيام ببروفات مسبقة ومكثفة على مدار أسبوع تقريباً، وهو ما تطلب مجهوداً كبيراً من العازفين والكورال وجميع القائمين على الحفل آملاً أن يكون الحفل لائقاً بهذه المناسبة التي لها وقع عظيم في قلب ونفس كل السوريين، لأن سورية تستحق كل ما هو جميل، ولاسيما أننا أبنائها ومهما قدمنا لها فإننا لا نفيها حقها.
وختم قائلاً: نحن هنا اليوم لنغني لسورية ولانتصاراتها ولنلقي تحية إعظام وإجلال على أرواح شهدائنا خلال فترة الاستقلال وخلال السنوات الأخيرة، والذين مهدوا لنا الطريق وعبدوه أمامنا لكي نصل إلى شاطئ الأمان والذين بفضل تضحياتهم نحن هنا اليوم ومستمرون في مسيرتنا الثقافية، ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أتوجه بتحية طيبة وعظيمة لقائد الأمة السورية السيد الرئيس بشار الأسد الذي قاد سفينتنا إلى بر الأمن والأمان.
فعاليات وطنية
وقد أشار مدير المسارح والموسيقا عماد جلول إلى أن وزارة الثقافة معنية بطبيعة الأمر بالأحداث التاريخية والوطنية المفصلية في تاريخ سورية، ولا بد لها من الاحتفاء بيوم الجلاء، وعليه فقد أقامت هذا الحفل الغنائي اليوم والعديد من الفعاليات الفنية والموسيقية التي تتضمن كثيراً من الأغاني والمقطوعات الموسيقية التي تقدس تراب الوطن، لافتاً إلى أن الوزارة مستمرة بعدد من الفعاليات التي منها حفل فني موسيقي اليوم في محافظة حماة وبعد عدة أيام أيضاً حفل آخر في مدينة حمص.
فنان مبدع
وقد قدم الأعمال عدد من طلاب المعهد العالي للموسيقا بأسلوب جماعي برفقة أوركسترا دمشق ليؤكد كل واحد منهم أن الإبداع والأدب والفن والثقافة غير منفصلة عن الواقع الاجتماعي والإنساني بل هي تتمحور حوله، فالفنان والمبدع حاله كحال أي فرد في المجتمع ويعيش الظروف القاسية والعصيبة، إلا أن حبه لبلده وللموسيقا يدفعه للاستمرار في تقديم كل ما يرفع من مستوى الثقافة العامة في بلده.
تجدر الإشارة إلى أن محمد زغلول تخرج في المعهد العالي للموسيقا بدمشق عام 1997 وعمل عازفاً في عدد من الفرق الوطنية السورية، علاوة على أن له مشاركات عدة في مهرجانات عربية ودولية وإقليمية، وقد مثل سورية في العديد من المحافل الدولية ومنها إيطاليا ومصر وتونس وألمانيا وإيران، كما أنه شغل منصب مدير معهد صلحي الوادي للموسيقا.