شؤون محلية

رئيس غرفة الزراعة لـ«الوطن»: لا توجد زراعة منظمة ولا معامل تقطير ولا تسويق … النباتات الطبية والعطرية في طرطوس ثروة مهدورة.. ومردود بعض العائلات من 15 إلى 20 مليون ليرة من زيت الغار

| طرطوس- ربا أحمد

ما تزال زراعة وقطاف وتسويق النباتات الطبية والعطرية بمحافظة طرطوس عبارة عن حالات محدودة أسرية متفرقة من دون أي مشروع إستراتيجي منظم يجعل من هذا الإنتاج مصدراً جيداً للناتج المحلي من جهة وللعائلات من جهة ثانية، فغابت الجهات المعنية عنها لتفقد مئات الملايين سنوياً من ناتج تسويق تلك النباتات التي تشكل ثروة مهدورة بالطبيعة وجبال المحافظة.

نايف ناعوس أحد المزارعين والعاملين بالنباتات الطبية والعطرية من ريف بانياس، أوضح أنه كان يعمل في محافظة اللاذقية لسنوات حيث كان يقوم بقطف النباتات العطرية من منطقته ليتم تجميعها وبيعها لاحدى الشركات المصدرة والتي كانت تشكل مردوداً كبيراً ووافراً للعاملين والشركة، وعند عودته لقريته «الشندخة » بريف طرطوس حاول الاستمرار بهذا العمل ولاسيما أن المنطقة غنية جداً بهذه الزراعات البرية ولكن للأسف لم يجد أي شركة في محافظة طرطوس تتبنى هذه المحاصيل، والعمل بها محدود ومن دون استثمار لكونه لا يوجد سوق تصريف لها كما في بقية المحافظات، حيث باللاذقية يعمل بها عشرات من العائلات وتدر أرباحاً كبيرة على الجميع ولكن هنا توجد بكميات كبيرة من خيرات اللـه لكونها لا تحتاج إلى أي عناية ولا يوجد استثمار لها.

ولفت إلى أن أهم هذه النباتات هي السجريق والبابونج واليانسون والشمرا والزوفا والزعتر البري والشنبوط والجربان وكلها مواد أساسية في تركيب مواد التجميل والأدوية وهي لا تحتاج إلى تسميد أو ري وإنما بعلية.

بالمقابل نجح ناعوس بالتوجه في الآونة الأخيرة إلى استثمار أوراق الغار حيث بدأت قريته والقرى المحيطة بها بتجميع أوراق الغار أثناء موسمها والذي يرافق موسم الزيتون خلال الشهرين التاسع والعاشر للحصول على زيت الغار الذي يسوقونه كل عام بمئات الأطنان إلى محافظة حلب لصناعة الصابون ومواد التجميل، حيث يبلغ سعر كيلو زيت الغار 110 آلاف ليرة ويشكل مردوداً جيداً للمنطقة الذين أصبحوا يحافظون على شجرة الغار كعنايتهم بالأطفال، حيث يصل مردوده لبعض العائلات من 15إلى 20 مليون ليرة.

كما أشارت السيدة عليا أنها ممن يحصدون من البربة في قريتها بالشيخ بدر عدداً من النباتات العطرية كالبابونج واليانسون والزعتر البري والزوفا الموجودة بكثرة في طبيعة المحافظة وجرودها لتبيعها للمحال التجارية، ولكن لا تزال أسعارها منخفضة ولا تلبي الطلب، متمنية دعم هذه الزراعة كمحافظات أخرى في ريف دمشق وحمص حيث تزرع العائلات كميات كبيرة وتباع لمعامل الأدوية والتجميل والشركات التي تصنع مشروبات نباتية كالعطار وغيرها برعاية من الجهات المعنية.

بالمقابل وعند التواصل مع أحد أصحاب شركات التجميل بطرطوس أوضح أن الشركة تستجر النباتات العطرية والطبية من محافظات أخرى لأنه لا توجد كميات مقطرة وجاهزة لإدخالها مباشرة في تركيب المواد لأن الشركات تحتاجها مقطرة ومعظم المزارعين بمحافظة طرطوس يقومون بجمعها فقط والشركة على استعداد أن تتواصل مع أي مزارع قادر أن يرفد الشركة بكميات مقطرة وكافية.

وبدوره صاحب أحد معامل الأدوية بطرطوس أشار إلى أن معظم معامل الأدوية في المحافظة هي معامل كيميائية ولا تستخدم تلك النباتات، كاشفاً أن المعامل التي تستخدم النباتات الطبية والعطرية غالباً ما تقوم باستيرادها من الهند لأنها ذات نوعية أفضل.

رئيس غرفة الزراعة بطرطوس الزراعي هيثم ضيعة أشار إلى أن لاتحاد غرف الزراعة برنامجاً يقوم على أن نكون صلة وصل بين المزارع والشركات المستجرة للنباتات الطبية والعطرية بحيث نروج للمزارع لتصريف إنتاجه ولكن للأسف بطرطوس العاملون فيها قلة جداً ويتواصلون مع التجار مباشرة ولم يتواصل معنا أي مزارع لمساعدته في تسويق النباتات.

وفي تصريح لـ«الوطن» لفت إلى أن البرنامج نجح في محافظة حمص نتيجة توجه المزارعين من القطف (الحواش) إلى مرحلة الزراعة البديلة ما أدى لإنتاج كميات كبيرة، إضافة إلى أن معظم الشركات تستجر من محافظة ريف دمشق لكونها تضم معامل تقطير وهذه الحلقة مفقودة في طرطوس.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن