وزارة النفط تطرح 21 مشروعاً للاستثمار في الثروات الباطنية … قدور لـ«الوطن»: ستكون للمستثمرين الأوائل حرية اختيار المطارح الاستثمارية التي يرغبون بها بتسهيلات حكومية كبيرة
| محمود الصالح
دعا وزير النفط والثروة المعدنية فراس قدور المستثمرين الوطنيين والعرب والأجانب إلى الاستثمار في الثروات المعدنية المتنوعة في سورية.
وقال وزير النفط خلال الندوة التي أقامتها وزارة النفط، أمس، حول الفرص الاستثمارية لاستثمار خامات الثروة المعدنية في سورية، والتي قامت بتنظيمها المؤسسة العامة للجيولوجيا في تصريح لــ«الوطن»: ستكون للمستثمرين الأوائل حرية اختيار المواقع الاستثمارية التي يرغبون بها مع تقديم كل الدعم الحكومي لعمليات الاستثمار، وهناك 21 خامة جاهزة للاستثمار وأعدت دفاتر الشروط لاستثمار 13 مشروعاً، وهناك خريطة استثمارية لتلك المشروعات يتم تحديثها باستمرار.
وعن تأثر هذه المشروعات في الحصار على سورية بين وزير النفط أن الحصار موجود ولكن سيتم تأمين الظروف المناسبة لتشجيع المستثمرين، وحالياً سورية في الأيام النهائية من تأمين هذه المواقع الاستثمارية، ولكن بهمة أبناء وطننا والمحبين لسورية سيتم كسر الحصار وتصدير الفائض من الثروات المعدنية.
وقال وزير النفط في كلمته خلال افتتاح الندوة: إن الأهمية الكبرى لهذه الندوة لا تنبع فقط من كونها بوابة للتعرف على خيرات بلادنا وفرصها الاستثمارية الثرية، بل لأنها تمثل خطوة جوهرية نحو تحقيق التطوير والاستثمار الأمثل للثروات المعدنية، التي يمكنها بدورها أن تزيد من مساهمة هذا القطاع المهم في الناتج المحلي وتعزيز إيرادات الحكومة.
وأضاف: إن قطاع الثروة المعدنية في بلادنا يمتلك مزايا عديدة ومتنوعة تجعله ميداناً خصباً للاستثمارات الواعدة، فبمواردنا الطبيعية الغنية والتنوع الكبير لخاماتنا، وجودة هذه المواد التي تم تأكيدها من خلال الدراسات والتحاليل، تصبح أمامنا فرصة كبيرة لاستثمار هذه الخامات وإدخال صناعات جديدة منها تسهم في تأمين الاحتياجات المختلفة للقطاعات الأخرى.
وأبدى الوزير استعداد الحكومة الكامل والجاد لتقديم كل التسهيلات اللازمة التي من شأنها جذب وتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع، مؤكداً التزام الحكومة بإيجاد بيئة عمل جاذبة لاستقطاب المشروعات الاستثمارية والصناعية، وذلك من خلال تبسيط الإجراءات، وتوفير الدعم والحوافز، وتشجيع الشراكات التي تراعي مصلحة الوطن والمستثمر على حد سواء.
وكانت قدمت خلال الندوة مجموعة من المحاضرات التعريفية عن المطارح الاستثمارية ومزاياها، حيث تحدثت مديرة التوثيق والمعلوماتية في المؤسسة ريم شاتي عن خامات الثروة المعنية والفرص الاستثمارية ومنها الفوسفات الذي نمتلك منه 2400 مليون طن، والذي يمكن تصدير جزء منه وتصنيع جزء آخر في صناعة الأسمدة، وكذلك الرمل الكوارتزي الذي يوجد منه بثلاثة مواقع في القلمون 400 مليون طن والقابل لصناعة الزجاج والإسمنت والسيراميك وفي موقع الزبداني والبشري كميات كبيرة تصلح لصناعة السيلكا، والملح الصخري والملاحات السطحية بكميات هائلة تصل إلى آلاف ملايين الأطنان تكفي لتأمين حاجة القطر من ملح الطعام وصناعة الكلور من ملح الملاحات، وهناك خامات الإسفلت التي تصل كمياتها إلى أكثر من 90 مليون طن ومادة الجص التي توجد منها احتياطيات هائلة جداً في اللاذقية والمنطقة الشرقية وتستخدم في صناعة الإسمنت وألواح الجص، والصخور الغضارية التي يمكن من خلالها إنتاج السيراميك والقرميد وهناك عشرات ملايين الأطنان منها، إضافة إلى الصخور الرخامية بكمية تجاوزت 50 مليون طن في المنطقة الوسطى، والدولوميت في حمص وريف دمشق بمليارات الأطنان والذي يستخدم في الخرسانة والزجاج، والكلس النقي وتوجد منه مئات ملايين الأطنان ويستخدم في إنتاج الإسمنت الأبيض والدهانات، والزيوليت الذي نمتلك منه كميات تتجاوز 650 مليون طن، والحديد الذي نملك منه 300 مليون طن والسجيل الزيتي في درعا وخناصر وبكمية تتجاوز 4000 مليون طن.
وتحدث معاون مدير فرع الجيولوجيا في اللاذقية إياد غفر عن البيروديتيت المعقد الأفيوليتي السوري وآفاق استخداماته الصناعية، وقدم عبد المسيح عزيز من وزارة النفط رؤية لمشروعات نوعية من أجل إعادة إعمار سورية، وكذلك قدم مدير المسح والتنقيب الجيولوجي في المؤسسة باسل كشيك محاضرة علمية عن الزيوليت وآفاق استثماره وأماكن وجوده والجدوى الاقتصادية من عمليات الاستثمار والفوائد التي يمكن أن يحققها، وقدمت خلال الندوة محاضرات عن استخدامات كربونات الكالسيوم والفوسفات ومنعكساته.
وتلا كل محاضرة حوار تفاعلي بين المحاضر والمشاركين في تلك الندوة، التي تم في ختامها توجيه مديري فروع الجيولوجيا في المحافظات بتقديم كل التسهيلات واستقبال المستثمرين الراغبين في استثمار المشروعات المطروحة بهدف تشجيع عملية الاستثمار لهذه الثروات الباطنية المهمة.