عربي ودولي

إعلام الاحتلال حذر من فقدان «التفوق الجوي» في أجواء لبنان … «طوفان الأقصى» تطيح برئيس «أمان» لمسؤوليته عن الإخفاق وهاليفي يقبل استقالته

| وكالات

مع استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان» في كيان الاحتلال أهارون هاليفا نتيجة مسؤوليته عن إخفاق السابع من تشرين الأول، حذرت وسائل إعلام إسرائيلية من فقدان «التفوق الجوي» في المجال اللبناني.
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس الإثنين، أن رئيس الأركان هرتسي هاليفي قبل استقالة هاليفا، على خلفية إخفاقه في كشف عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي، وقال الجيش في بيان، إن هاليفا «طلب، بالتنسيق مع رئيس الأركان، التنحي عن منصبه بسبب مسؤوليته القيادية بصفته رئيساً لهيئة الاستخبارات العسكرية خلال أحداث 7 تشرين الأول».
وأضاف البيان: «بموجب القرار الذي اتخذه مع رئيس الأركان وبموافقة وزير الدفاع يوآف غالانت، سيتنحى الميجر جنرال أهارون هاليفا عن منصبه وسيحال إلى التقاعد من الجيش بعد تعيين خلف له من خلال عملية مرتبة ومهنية»، وتابع إن رئيس الأركان شكر هاليفا على خدمته الممتدة لـ38 عاماً.
وفي وقت سابق أمس الإثنين، أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن هاليفا قرر الاستقالة من منصبه، على خلفية إخفاقه في التنبؤ بعملية «طوفان الأقصى»، وأوضحت أن «الاستقالة لن تكون فورية، لكنها متوقعة خلال أسابيع قليلة»، وأوضحت أنه في هذه الفترة سيطلب منه اختيار خلف له، وأيضاً استكمال تحقيقات أخرى في «أمان»، إذ سيقوم هاليفا بتقديمها لرئيس الأركان قبل استقالته.
وفي كتاب استقالته الذي جرى توزيعه على وسائل الإعلام الإسرائيلية، أكد الضابط الإسرائيلي تحمّله مسؤولية الفشل في منع وقوع «الهجوم غير المسبوق» على إسرائيل، وجاء في خطاب هاليفا: «يوم السبت السابع من تشرين الأول 2023، شنّت حماس هجوماً مفاجئاً مميتاً على إسرائيل.. قسم الاستخبارات تحت قيادتي لم يرق إلى مستوى المهمة التي أوكلت لنا»، وأضاف «أحمل ذاك اليوم الأسود معي منذ ذلك الوقت»، داعياً إلى إجراء «تحقيق شامل في العوامل والظروف» التي سمحت بوقوع الهجوم.
وقبل أيام، أعلن رئيس قسم لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» عميت ساعر، على نحو فوري، استقالته من منصبه، وذلك بعدما تحمّل المسؤولية الكاملة عن الإخفاق الاستخباري الإسرائيلي في 7 تشرين الأول.
وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن ساعر هو الضابط الأرفع مستوى حتى الآن الذي ينهي مهمته من بين المسؤولين عن إخفاقات الحرب، مشيرةً إلى أن إيتي بارون سيشغل المنصب لأشهر عديدة حتى يتم تعيين بديل دائم.
يأتي ذلك في سياق اشتباك مستمر في إسرائيل منذ «طوفان الأقصى» بين أجنحة الإدارة الإسرائيلية من حكومة ومؤسسات أمنية والمؤسسة العسكرية، بشأن الجهة التي تتحمّل مسؤولية الفشل في توقّع العملية، والفشل في التعامل معها في أيامها الأولى، والإخفاق في تحقيق أهداف الحرب حتى اللحظة.
ويتوقّع محللون سياسيون وعسكريون في كيان الاحتلال أن تتحوّل هذه القضية إلى قنبلة ستنفجر بمجرد انتهاء الحرب، وهو ما يجعل رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب، طمعاً في إحراز إنجاز يحصّنه من تلك المساءلة.
في الغضون، تطرق المراسل العسكري في موقع «والاه» الإسرائيلي أمير بوحبوط، إلى إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية في أجواء منطقة العيشية، وما حصل في «عرب العرامشة» بعد استهداف مسيرة لحزب اللـه المقر المستحدث لسرية الاستطلاع التابعة للواء الغربي (الفرقة 146)، قائلاً إن «حزب اللـه ينجح في ضرب إسرائيل».
وحذّر بوحبوط من فقدان «التفوق الجوي» في المجال اللبناني، واعتبر أن ذلك سيضر بشكلٍ كبير بقدرات جمع المعلومات الاستخبارية، وقال: «نحن في مشكلة كبيرة»، جاء ذلك بعد إعلان المقاومة اللبنانية مساء أول من أمس الأحد إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية ‏من نوع «هيرمز 450» في أجواء منطقة العيشية جنوب البلاد، ولاحقاً، أقرّ المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بسقوط طائرة من دون طيار تابعة للجيش الإسرائيلي داخل لبنان بعد إصابتها بصاروخ أرض-جو.
وعن استهداف «عرب العرامشة»، نفذت المقاومة اللبنانية قبل أيام هجوماً مركّباً بالصواريخ الموجّهة ‏والمسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة سرية الاستطلاع العسكري المستحدث في «عرب العرامشة»، رداً على اغتيال الاحتلال عدداً من المقاومين، وأقرّت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل الضابط دور زيمل الذي يحمل رتبة رائد في احتياط جيش الاحتلال متأثراً بجراحه التي أصيب نتيجة عملية حزب اللـه التي استهدفت «عرب العرامشة» المحتلة.
في السياق، تحدثت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن 10 ضربات وجهتها إسرائيل إلى نفسها خلال حربها على غزة التي بدأت في 7 تشرين الأول وبدأت بضربة إخلاء الشمال، إذ تم إجلاء عشرات الآلاف من سكان المستوطنات على طول الحدود مع لبنان بشكل عاجل، ومن دون التفكير بشكل صحيح في مصيرهم والهدف العسكري في إفراغ منطقة من سكانها.
وعن ضربة غزة، قالت الصحيفة إن الهدف من التوغل البري في القطاع كان القضاء على حماس، لكن إسرائيل دمرت مدينة غزة، ولم تدمر حماس التي ما زالت تعمل بقوة، وتحدثت هآرتس في الضربة الثالثة عن غياب الإستراتيجية وعدم امتلاك إسرائيل بعد مرور 6 أشهر على الحرب أي خطة في غزة.
كما تحدثت الصحيفة عن ضربة التخلي عن الأسرى، وتابعت متحدثةً عن ضربة الأزمة الإنسانية، قائلةً إن الحرب الشاملة في غزة سببت نقصاً حاداً في الغذاء والماء والدواء في القطاع، مشيرة إلى أن العالم، بما في ذلك حلفاء إسرائيل، ألقوا مسؤولية ذلك عليها.
وعن ضربة الوحدة الكاذبة، أشارت الصحيفة إلى اتهام حركة الاحتجاج قبل الحرب بإنتاج «خطاب مثير للانقسام» و«إضعاف الجيش الإسرائيلي» وإخفاء حقيقة أن حكومة الإخفاق هي التي خلقت الانقسام في محاولتها إضعاف القضاء وتقويض القانون.
واختتمت الصحيفة بضربة دمشق، التي راح ضحيتها 7 مستشارين في حرس الثورة الإيراني، قائلةً إنها كانت خطأً جسيماً يتقاسمه مجتمع الاستخبارات، وخصوصاً شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي الذي يرأسه شخص قدم نفسه منذ سنوات على أنه أكبر خبير في الشؤون الإيرانية ووافق على الضربة التي لم تكن تستحق بالتأكيد فتح جبهة أخرى بالنسبة إليه، بينما كان الجيش الإسرائيلي يراوح في قطاع غزة والشمال.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن