عربي ودولي

روسيا حذرت من مغبة نشر أسلحة نووية أميركية في بولندا … لافروف: الغرب يتأرجح على حافة صدام عسكري بين الدول النووية

| وكالات

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن دول الغرب «تتأرجح بشكل خطير» على شفا صراع عسكري مباشر بين القوى النووية، وهو أمر محفوف بالعواقب الكارثية، على حين صرحت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أمس الإثنين، بأن روسيا ستضع الأسلحة النووية الأميركية التي تحدثت بولندا عن استعدادها لنشرها على أراضيها، على قائمة الأهداف التي سيتم ضربها في حالة الصراع مع حلف شمال الأطلسي «ناتو».
وحسب وكالة «تاس»، قال لافروف في رسالة بالفيديو إلى المشاركين في مؤتمر موسكو لمنع انتشار الأسلحة النووية: «اليوم، لا تزال الولايات المتحدة ودول الناتو التابعة لها، مهووسة بفكرة إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا، ومستعدة لمواصلة احتواء بلادنا حتى آخر أوكراني، هذه الدول تتأرجح بشكل خطير على شفا صدام عسكري مباشر بين القوى النووية، وهو أمر محفوف بعواقب كارثية، أكثر ما يثير القلق هو أن الثلاثي النووي بالذات في الغرب يغالي في دعم نظام كييف الإجرامي، ويعتبر المبادر الرئيس لمختلف الخطوات الاستفزازية، نحن نرى في ذلك مخاطر إستراتيجية جدية، تؤدي إلى زيادة مستوى الخطر النووي».
وأشار لافروف إلى أن الغرب الجماعي، بقيادة الولايات المتحدة، يروج «لمخططات الغش العلنية» لتحقيق التفوق من خلال فرض قيود جديدة على الترسانات النووية للخصوم، مشدداً على أنه لا يوجد في الظروف الراهنة وفي سياق حرب عالمية شاملة ضد روسيا، أساس للحوار مع الولايات المتحدة بشأن الاستقرار الإستراتيجي ولا يمكن عزل هذا الموضوع بشكل مصطنع عن القطاع الدولي العام.
وتابع لافروف، إن روسيا مستعدة للعودة إلى قضية التصديق على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عندما تفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه، وأشار إلى أنه في عام 1999، رفض الكونغرس الأميركي تحت ذرائع واهية التصديق على هذه المعاهدة، وكان سحب روسيا للتصديق على المعاهدة بمثابة رد منطقي على الأعمال التدميرية المذكورة أعلاه التي قامت بها الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى.
وأكد لافروف أن موسكو تعتبر الذرائع الأميركية بشأن الأسلحة النووية الروسية في الفضاء «سخيفة»، وشدد على أن روسيا تؤيد الحفاظ على السلام في الفضاء، قائلاً: «درجة سخافة الأكاذيب المناهضة لروسيا من جانب واشنطن تتجاوز كل الحدود، الأمر وصل إلى حد الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة بوجود نوع من النشاط في الفضاء يهدد الأمن الدولي، ويرتبط بنشر أسلحة نووية هناك».
وأوضح لافروف أن «مثل هذه الافتراءات لا علاقة لها بالواقع»، لأن روسيا ملتزمة التزاماً راسخاً بتعهداتها القانونية الدولية، بما في ذلك معاهدة الفضاء الخارجي لعام 1967، وتدعو باستمرار إلى الحفاظ على الفضاء الخارجي باعتباره فضاءً للأنشطة السلمية الحصرية لجميع الدول على أساس متساو.
وأردف بالقول: «تبقى بمثابة الأولوية لنا، صياغة وثيقة دولية ملزمة قانوناً تحدد ضمانات موثوقة لمنع نشر الأسلحة في الفضاء الخارجي، أو استخدام القوة أو التهديد باستخدام القوة ضد الأجسام الفضائية، الأساس موجود وهو مشروع المعاهدة الذي قدمته روسيا والصين في مؤتمر نزع السلاح».
في غضون ذلك، صرحت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الإثنين، بأن روسيا ستضع الأسلحة النووية الأميركية التي تحدثت بولندا عن استعدادها لنشرها على أراضيها، على قائمة الأهداف التي سيتم ضربها في حالة الصراع مع «الناتو».
وقالت زاخاروفا لوكالة «سبوتنيك»: «مثل هذه التصريحات الاستفزازية للقيادة البولندية ليست جديدة»، مضيفة: «لم تخف السلطات البولندية طموحاتها لفترة طويلة فيما يتعلق بكيفية التشبث بالأسلحة النووية الأميركية المتمركزة في أوروبا، وهي تنسجها بنشاط في سياستها العدائية العميقة تجاه روسيا».
وأضافت زاخاروفا: «من الواضح أنه لا يكفي بالنسبة لبولندا أن تكون بالفعل عضواً في حلف شمال الأطلسي، الذي يصنف نفسه بشكل تعسفي على أنه تحالف نووي، بل إن وارسو تشارك بنشاط في تطوير ما يسمى المهمات النووية المشتركة لتكتل شمال الأطلسي كدولة تقدم الدعم المباشر لمثل هذه العمليات».
وأشارت زاخاروفا إلى أن «كل هذا يؤدي إلى حقيقة أننا في تخطيطنا العسكري نتعامل مع بولندا باهتمام خاص ووفقاً للتهديدات التي تواجه روسيا بمشاركة هذا البلد»، مردفة بالقول: «لقد أخذ العامل البولندي بالطبع في الاعتبار من جانبنا ومن جانب أصدقائنا البيلاروسيين في عملية اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز أمن دولة الاتحاد».
وأكدت: «يبدو أن وارسو تسعى بشكل جنوني إلى جذب المزيد من الاهتمام من المخططين العسكريين في هيئة الأركان العامة الروسية، وليس من الصعب الافتراض أنه في حالة ظهور أسلحة نووية أميركية على الأراضي البولندية، فإن الأشياء المقابلة ستنضم على الفور إلى قائمة الأهداف المشروعة للتدمير في حالة الصراع العسكري المباشر مع الناتو».
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس البولندي أندريه دودا أن بلاده مستعدة لنشر أسلحة نووية أميركية على أراضيها، وقال: «إذا قرر حلفاؤنا نشر أسلحة نووية على أراضينا لتعزيز أمن الجناح الشرقي لحلف الناتو، فنحن مستعدون لذلك، نحن عضو في حلف شمال الأطلسي، ولدينا أيضاً التزامات في هذا الصدد، ما يعني أننا ببساطة ننفذ سياسة مشتركة»، وأضاف: «هذه القضية كانت موضوعاً في المفاوضات البولندية الأميركية مؤخراً»، وأشار إلى أن روسيا تعزز القدرات العسكرية في منطقة كالينينغراد بشكل متسارع، مضيفاً إن «موسكو نقلت مؤخراً أسلحتها النووية إلى بيلاروس».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الإثنين أن وحدات من مجموعة قوات «الجنوب» حررت بلدة نوفوميخايلوفكا في جمهورية دونيتسك بشكل كامل، وذلك بعد تحرير بلدة بوغدانوفكا أمس الأحد.
وقالت الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن قوات مجموعة «الجنوب» حسنت أيضاً وضعها التكتيكي على طول خط المواجهة وكبدت الجيش الأوكراني خسائر بلغت 410 عسكريين، بينما وصل إجمالي الخسائر البشرية الأوكرانية على مختلف المحاور إلى نحو 940 جندياً خلال يوم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن