في زيارته الأولى لبغداد منذ 13 عاماً.. أردوغان يتحدث عن «نقطة تحول» في العلاقات … السوداني: نرفض أن يكون العراق منطلقاً للاعتداء على الجوار
| وكالات
أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني رفض العراق استخدام أراضيه منطلقاً للاعتداء على دول الجوار، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بغداد أمس الإثنين أعقب توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات تهدف إلى التعاون المشترك بشأن «مشروع طريق التنمية».
وفي ختام محادثاتهما في بغداد، كشف السوداني خلال المؤتمر المشترك مع أردوغان عن فحوى الاتفاق الرباعي، وقال: «سياستنا تعتمد على التوازن ولدينا مبادئ تقوم على أساس المصالح المشتركة وحسن الجوار»، مضيفاً: «وقّعنا اتفاقات مختلفة مع الجانب التركي»، حسبما نقل موقع «السومرية نيوز» العراقي.
وتابع السوداني: «على مستوى المياه وقعنا اتفاقات من شأنها تحديث منظومات الري وسيستمر 10 سنوات وسيلمس أثره بشكل واضح ولاسيما ما يتعلق بحصة العراق المائية»، وأشار إلى أنه «جرى توقيع مذكرة تفاهم رباعية تتضمن المبادئ الخاصة بطريق التنمية»، وبيّن أن «طريق التنمية سينقل المنطقة اقتصادياً كما أنه ليس لاختصار المسافات فقط بل سيتحول إلى جسر رابط بين شعوب المنطقة وثقافاتها»، لافتاً إلى أن «طريق التنمية سيدعم الأمن والاستقرار بالمنطقة»،
وبيّن السوداني أنه جرى التطرق إلى الأمن الثنائي بين البلدين وقال: «أمن تركيا والعراق وحدة واحدة لا تتجزأ»، مضيفاً: «ننطلق من دستور العراق ونتمسك بعدم السماح لأي قوة أن تستخدم أرض العراق منطلقاً للاعتداء على الجوار».
بدوره، اعتبر الرئيس التركي أن المذكرات التي وقعت أمس الإثنين، تمثل «نقطة تحول» بعلاقات تركيا مع العراق، وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك إن «العراق بلد جار وتربطنا به قواسم مشتركة عديدة»، وأضاف، «لدينا إرادة سياسية لدفع علاقات العراق وتركيا إلى الأمام»، وكشف، أن «حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا ارتفع إلى 20 مليار دولار».
وأكد «العمل على توفير التنسيق اللازم لضمان تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع العراق بالكامل»، وأشار إلى أنه ناقش مع رئيس الوزراء العراقي «التعاون في ملفي الأمن ومكافحة الإرهاب»، مؤكداً «الاستعداد لتقديم الدعم للحكومة العراقية في مكافحة الإرهاب».
وشدد أردوغان على «عزم بلاده المشاركة بطريق التنمية لتحقيق التنمية التجارية»، ولفت إلى «إنشاء لجنة تركية عراقية لحل مشكلة المياه على أساس علمي وعقلاني».
وقبل ذلك، رعى رئيس الوزراء العراقي والرئيس التركي توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، حسب وكالة الأنباء العراقية «واع» التي نقلت عن المكتب الإعلامي للسوداني قوله في بيان إن رئيس مجلس الوزراء والرئيس التركي رعيا مراسم توقيع مذكرة تفاهم رباعية بين العراق وتركيا وقطر والإمارات، تهدف إلى التعاون المشترك بشأن «مشروع طريق التنمية الإستراتيجي، وذلك بحضور أعضاء الوفدين التركي والعراقي، من وزراء ومستشارين».
وأضاف البيان: إن «المذكرة وقعها عن الجانب العراقي وزير النقل رزاق محيبس، وعن الجانب التركي وزير النقل والبنية التحتية عبد القادر أورال أوغلو، فيما وقع عن الجانب القطري وزير المواصلات جاسم بن سيف السليطي، ووقع عن الجانب الإماراتي وزير الطاقة والبنية التحتية سهيل محمد المزروعي»، مبيناً أن «المذكرة تتضمن قيام الدول الموقعة بوضع الأطر اللازمة لتنفيذ المشروع».
ومن المنتظر أن يسهم مشروع طريق التنمية الإستراتيجي، في تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز علاقات التعاون الإقليمي والدولي من خلال تحقيق التكامل الاقتصادي والسعي نحو اقتصاد مستدام بين الشرق والغرب، كما سيعمل على زيادة التجارة الدولية وتسهيل التنقل والتجارة، وتوفير طريق نقل تنافسي جديد، وتعزيز الرخاء الاقتصادي الإقليمي»
جاء توقيع الاتفاق الرباعي بعد جلسة مباحثات موسعة ترأسها السوداني وأردوغان، والتي بحثت وفق «السومرية نيوز» اتفاق الإطار الإستراتيجي الذي سيمثل خريطة طريق لبناء تعاون إستراتيجي مستدام، والتأكيد على أهمية طريق التنمية في الجانب الاقتصادي وتعزيز التكامل الاقتصادي.
كما تطرقت المباحثات إلى سبل تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التجارة وتشجيع الاستثمار، على المستوى الرسمي عبر اللجنة الاقتصادية المشتركة بين البلدين، والسعي لتفعيل مجلس الأعمال العراقي التركي، وجعله منصة يتبادل الطرفان من خلالها خبراتهما العملية، والمشاركة في تعزيز التعاون وتنمية المشاريع في البلدين، كذلك جرى، خلال المباحثات، التأكيد على تعزيز الأمن المشترك بين البلدين، وعدم السماح بأن تكون أراضي البلدين منطلقاً للاعتداء بينهما.
وضمن جدول أعمال زيارة أردوغان إلى بغداد التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، إذ ذكرت الدائرة الإعلامية لرئاسة الجمهورية، في بيان أوردته «واع» أن الرئيسين عقدا مباحثات ثنائية تناولت تعزيز العلاقات بين البلدين وآليات تطوير التعاون في شتى المجالات، كما جرى التأكيد على ضرورة التنسيق والعمل المشترك من أجل التوصل إلى حلول مرضية للقضايا المتعلقة بالأمن والاقتصاد والمياه بما يخدم تطلعات الشعبين الجارين العراقي والتركي».
وأكدا، كذلك على «وجوب وقف العدوان على غزة، ودعم الشعب الفلسطيني الشقيق في نيل كامل حقوقه المشروعة التي ضمنتها الشرعية الدولية، وحث المجتمع الدولي على تكثيف جهوده لزيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، والعمل على إيجاد حل نهائي للقضية الفلسطينية لإرساء الأمن والاستقرار والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي».
وتناول اللقاء الثنائي، حسب البيان: «المستجدات الأخيرة في المنطقة، وأهمية تخفيف حدة التوترات ووقف التصعيد المستمر، واعتماد التفاهمات والحوار البنّاء في معالجة القضايا العالقة بين دول المنطقة».
بدوره، أكد أردوغان، أن «تركيا تقف إلى جانب العراق في حربه ضد الإرهاب وفي مواجهة التحديات الأمنية والبيئية والاقتصادية»، وأعرب عن «تفهم بلاده لاحتياجات العراق من المياه، وحرصها على التعاون في هذا المجال من خلال اللجان المشتركة بين البلدين».