تحرك لبناني متواصل لحلحلة ملف «النزوح».. ومقترح حوافز للعائدين … شرف الدين لـ«الوطن»: لننتظر مؤتمر بروكسل فما يجري مجرد وعود
| سيلفا رزوق
لم تهدأ وتيرة التحركات السياسية اللبنانية وعلى أكثر من صعيد منذ حادثة اغتيال المسؤول في «حزب القوات» باسكال سليمان وما تبعها من ردود أفعال من بعض الجهات اللبنانية وما رافقها من اعتداءات واسعة بحق السوريين النازحين في لبنان.
ملف النازحين الذي تصدر أولوية النقاشات بين مختلف الأحزاب والجهات الحكومية اللبنانية، دفع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للتوجه صوب باريس وتقديم مقترحات حكومية لبنانية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تسهم حسب توصيفه، في حل الملف.
وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عصام شرف الدين وفي تصريح خاص لـ«الوطن»، كشف أن الحراك اللبناني الحاصل حالياً يركز على الخارج على اعتبار أن المعرقل الأساسي لعودة النازحين هم أميركا والغرب، فهؤلاء يستثمرون في هذا الملف وبالتالي هم يمارسون الظلم بحق النازح السوري وبحق لبنان واقتصاده وأمنه، لأن النزوح بمثل هذه الكثافة له تداعيات بيئية واجتماعية تربوية وأمنية على لبنان، حسب توصيف الوزير اللبناني، الذي أردف: هذه التداعيات انعكست مؤخراً وشاهدنا حوادث من بعض الخارجين عن القانون من النازحين وهؤلاء يمثلون واحداً بالألف من السوريين الموجودين في لبنان لكنهم بأفعالهم يظلمون غيرهم».
شرف الدين كشف أن وزارته تقدمت في وقت سابق بخطة لإعادة النازحين السوريين، وهي واحتراماً للوضع السوري الاقتصادي الحالي والظروف الصعبة التي يمر بها الاقتصاد السوري نتيجة الحصار، فقد وضعت خطة لعودة تدريجية مبرمجة وبعدد مقبول شهرياً، وهذه الخطة لاقت توافقاً واستحساناً من وزير الإدارة المحلية السوري وقتها، لكن العائق في تنفيذها كان لبنانياً إذ لم يكن هناك قرار سياسي لبناني نتيجة الضغوط الخارجية مما يسمى الدول المانحة التي تدعي حقوق الإنسان وهي أميركا والاتحاد الأوروبي.
وبيّن شرف الدين أن ميقاتي أوضح خلال اللقاء التشاوري الوزاري الأخير أنه بصدد القيام بحراك باتجاه أوروبا بهدف تغيير مواقفها فيما يخص ملف النزوح، وتخصيص حوافز للعائد السوري إلى سورية وتسديدها كمساعدات مادية وعينية في سورية، وشدد على أن خطته تحمل عناوين عدة، فإضافة إلى تقديم الحوافز المادية، فإن العنوان الثاني هو الإعلان بأن سورية فيها مناطق آمنة يستطيع النازحون العودة إليها وهذا حسب شرف الدين سيشكل اعترافاً واضحاً بوجود مناطق آمنة تحت سلطة الدولة السورية.
شرف الدين كشف في تصريحه لـ«الوطن»، أنه من المتوقع حصول تغير فيما يخص التعاطي الأوروبي مع ملف النزوح السوري، لأن الاتحاد الأوروبي قد يسير بخطة الحوافز إلا في حال حصل ضغط أميركي يمنع السير في هذا الاتجاه، ولاسيما أن بعض الدول الأوروبية تخضع للضغط الأميركي، مبيناً أن فرنسا وألمانيا كانتا اعترضتا على موضوع تسديد الحوافز للعائدين داخل سورية، إلا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعد خلال لقائه ميقاتي بالمضي بهذا التوجه ومساعدة لبنان، وقال: «علينا انتظار مؤتمر بروكسل الشهر القادم، وما سيتمخض عنه من نتائج لأن ما يجري الآن هو مجرد وعود».