عربي ودولي

«الديمقراطية» وصفته بأنه أحد التداعيات الكبرى لـ«طوفان الأقصى» … إعلام العدو: استقالة هاليفا مقدمة لموجة استقالات سياسية وأمنية كبيرة

| وكالات

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، قضية استقالة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، أهارون هاليفا، على خلفية إخفاقه في كشف عملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول الماضي، فيما وصفت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، هذه الاستقالة بأنها أحد التداعيات الكبرى لمعركة «طوفان الأقصى».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن الشرخ الداخلي بدأ يتّسع مع وصول المعركة في قطاع غزّة إلى ما بات جمع كبير من محللي إسرائيل وقادتها الأمنيين والسياسيين يرون أنه طريق مسدود لتحقيق أي نصرٍ أو إنجاز إسرائيلي، في حين توقّع محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عاموس هرئل موجةً كبيرة من الاستقالات في صفوف القيادة السياسية والأمنية خلال الفترة المقبلة، وذلك بسبب الإخفاق في صد عملية 7 تشرين الأول التي انطلقت من قطاع غزّة.
وأشار هرئل إلى أن «هذه الاستقالات تحشر بنيامين نتنياهو في الزاوية، لأنه الوحيد الذي يرفض حتى الآن تحمّل أي مسؤولية عن الهزيمة»، مضيفاً: إن «ما سيحدث من الآن فصاعداً هو أن آلته الدعائية (نتنياهو) ستجد أهدافاً جديدة، بدل هاليفا، من أجل تحويل النيران إليها والمطالبة باستخلاص استنتاجات».
كذلك لفت هرئل إلى أن إخفاق مجتمع الاستخبارات في 7 تشرين الأول كان هائلاً، ولكن الفشل لا يقع كلّه على هاليفا، فالمسؤولية تقع على كثيرين في المؤسسات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
وانتهجت إسرائيل بقيادة نتنياهو، لسنوات سياسة «فرّق تسد»، فتظاهرت بتعميق علاقاتها مع السلطة الفلسطينية، وأهملت حماس التي بنت قوتها في قطاع غزّة، وحينها كان تقدير المؤسسة الأمنية والعسكرية هو أن حماس «رُدعت وأُضعفت»، وهذا الأمر شكّل ما سماه هرئل «العمى المفاهيمي» وهو الاعتقاد بأن حماس لم تكن تخطط لأي هجوم ضد إسرائيل».
وأشار هرئل إلى أن هاليفا الذي قدّم استقالته إلى رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي طالب بتحقيقٍ شامل ورسمي لمعرفة الظروف الكاملة التي أدّت إلى أحداث 7 تشرين الأول، وطلب التحقيق يمكن اعتباره تلويح وداع لنتنياهو وهو آخر شيء يُريده رئيس الحكومة.
ووفق «هآرتس» فإن الهدوء النسبي في القتال، إلى جانب شعور الجمهور «المبرّر» بأن الحرب في كل الجبهات أوقعت إسرائيل في جمودٍ وتعقيد إستراتيجي، يجدّدان النقاش حول مسألة المسؤولية وأهميتها.. هاليفا، بقراره المفهوم بالاستقالة، يُسرّعه، كما قلنا، فقط نتنياهو الذي يستمر في التصرّف كما لو أن هذه الأمور لا تعنيه على الإطلاق.
وجاءت استقالة هاليفا تزامناً مع ما كشفته صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أول من أمس الإثنين، أن قائد القيادة المركزية في جيش الاحتلال، يهودا فوكس، أبلغ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، بأنه سيتقاعد بحلول آب المقبل، بعد أن بقي في منصبه 3 أعوام.
ونقلت الصحيفة عن مقرّبين من فوكس أنه يعد نفسه «جزءاً من الأركان العامة التي فشلت في الـ7 من تشرين الأول الماضي»، وعليه أن ينهي مهمته مثل «كثيرين آخرين»، وفي السياق نقل الإعلام الإسرائيلي عن مصادر في الجيش أنه «يُتوقَّع أن يعلن مزيد من المسؤولين الكبار في الجيش الاستقالة بعد عيد الفصح».
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وصفت بدورها استقالة هاليفا بأنها أحد التداعيات الكبرى لمعركة «طوفان الأقصى»، التي اتُهمت فيها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بالإخفاق، وأضفت على أجواء الأوساط العسكرية في إسرائيل حالةً من الإحباط وخيبة الأمل.
وقالت الجبهة الديمقراطية، في بيانٍ لها: إن «استقالة أهارون هاليفا، كما تؤكد وسائل الإعلام الإسرائيلية، مقدمة لسلسلة استقالات ستتتالى في الأيام القريبة القادمة»، مضيفةً: إن «أحد كبار المرشحين لذلك هو رئيس هيئة أركان جيش العدو، هرتسي هاليفي، الذي دعاه هاليفا إلى مغادرة منصبه بعدما ثبت فشله، هو الآخر، في قيادة جيش الاحتلال في قطاع غزة».
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أحد كبار ضباط «جيش» الاحتلال قوله: إن الجيش الإسرائيلي، منذ أكثر من شهرين، لم يعُد له ما يفعله في القطاع، سوى قتل المدنيين، بعد أن فرغ بنك الأهداف المحدد له، من دون أن يحقق أياً من أهدافه المعلنة، كالقضاء على المقاومة، أو استعادة الأسرى الإسرائيليين بالقوة، أو تهجير سكان القطاع إلى المناطق المصرية المجاورة.
ولاحظت الجبهة الديمقراطية أن الصحفي الإسرائيلي عاموس هرئيل، وصف الحالة التي يعيشها جيش الاحتلال، وإلى جانبه القيادة السياسية لإسرائيل»، بأنها «حالة عمى إستراتيجي»، بعدما فقدت القيادتان الإسرائيلية، العسكرية والسياسية، القدرة على رسم خطط الخروج من الأزمة التي حشرت بها عملية «طوفان الأقصى» إسرائيل، وصمود المقاومة، وثبات أبناء القطاع وتماسكهم ورفضهم الاستسلام والخنوع، على الرغم من أنهم قدموا حتى الآن أكثر من 120 ألف شهيد وجريح، ما زالت أشلاء نحو 20 ألفاً منهم تحت الأنقاض، وما زال أكثر من 10 آلاف جريح مهددين بخطر الموت لافتقارهم إلى العلاج المطلوب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن