عربي ودولي

طهران دعت أوروبا إلى عدم الانجرار وراء سياسات واشنطن إرضاء لإسرائيل … رئيسي يختتم زيارته لباكستان بالتأكيد على التعاون العسكري ويصل إلى سريلانكا

| وكالات

على حين اعتبر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اليوم الثاني من زيارته إلى باكستان أن تعزيز التعاون بين القوات المسلحة للبلدين أحد عوامل السلام والاستقرار، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس الثلاثاء، أن فرض الاتحاد الأوروبي قيوداً غير قانونية أكثر على إيران أمرٌ مؤسف، والسبب هو فقط دفاع إيران عن حقها أمام اعتداءات الكيان الإسرائيلي.
وخلال لقائه قائد الجيش الباكستاني الجنرال سيد عاصم منير في إسلام اباد أمس أكد رئيسي أن تعزيز التعاون بين القوات المسلحة الإيرانية والباكستانية هو عامل من عوامل السلام والاستقرار وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا» التي أشارت إلى أن المناقشات خلال اللقاء تمحورت في المقام الأول على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة السلام الإقليمي والاستقرار وأمن الحدود، إذ شدد الطرفان على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي والعمل معاً من أجل الاستقرار الإقليمي والازدهار الاقتصادي.
كما أكد رئيسي على أنه يمكن لإيران وباكستان تحقيق السلام والاستقرار في البلدين والمنطقة من خلال تعزيز التعاون بين القوات المسلحة الإيرانية والباكستانية، وبالمقابل، وصف قائد الجيش الباكستاني الحدود الإيرانية الباكستانية بأنها «حدود السلام والصداقة» وشدد على ضرورة تحسين التنسيق على طول الحدود المشتركة لمنع الإرهابيين من تعريض العلاقات الأخوية طويلة الأمد بين البلدين الجارين للخطر.
وعلى هامش زيارة رئيسي، التقى وزير العدل الإيراني «أمين حسين رحيمي» نظيره الباكستاني نذير تارر وتمخض اللقاء عن توقيع وثيقتي تعاون في مجال القانون والعدالة، إذ وقع الجانبان على وثيقتي «المساعدة القانونية المتبادلة في الشؤون المدنية والتجارية» و«مذكرة تفاهم حول التعاون القانوني بين إيران وباكستان» بحضور الرئيس الإيراني ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، ووصل رئيسي إلى العاصمة الباكستانية إسلام أباد صباح أول من أمس الإثنين، على رأس وفد رفيع المستوى من المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين، وعقب مراسم الاستقبال الرسمية التي أقيمت على شرف الرئيس الإيراني برعاية رئيس وزراء باكستان، عقد أعضاء الوفد الإيراني رفيع المستوى اجتماعاً مشتركاً مع نظرائهم الباكستانيين، لمناقشة القضايا التي تهم البلدين؛ حيث جرى التوقيع على مذكرات للتفاهم بهدف توسيع التعاون الثنائي بمختلف المجالات.
وعقد رئيسي على امتداد هذه الزيارة، لقاء ثنائياً مع نظيره الباكستاني «آصف علي زرداري» كما زار عدداً من المدن الباكستانية والتقى النخب العلمية والعلماء المسلمين ورجال الأعمال في هذا البلد.
ويختتم الرئيس الإيراني زيارته إلى باكستان ويزور اليوم الأربعاء سريلانكا، إذ أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي، أمس أن رئيسي يزور سريلانكا اليوم وقال في مؤتمره الصحفي أمس: يقوم الرئيس الإيراني منذ أول من أمس بزيارة باكستان لتفعيل جميع القدرات لتحقيق شعار العام ونمو الدبلوماسية، وأمس هو اليوم الأخير من زيارته إلى باكستان، وسيتوجه اليوم في رحلة ليوم واحد إلى سريلانكا بدعوة من رئيس هذا البلد، حيث سنشهد اتفاقات جيدة ومنفتحة.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الحكومة: إنه خلال زيارة الرئيس لباكستان تم التوقيع على 8 وثائق تعاون بين مسؤولي البلدين، ومن المستهدف رفع مستوى التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين إلى 10 مليارات دولار، وتابع: إضافة إلى توقيع التفاهمات في مجالات الزراعة والاقتصاد والتجارة، سيتم خلال زيارته إلى سريلانكا، افتتاح وتشغيل المشروع العملاق متعدد الأغراض المتمثل في سدين ومحطات كهرباء ونقل المياه، الذي بناه مقاولون إيرانيون، وخلال الرحلات الخارجية، يتم وضع إجراءات على جدول الأعمال لتحقيق شعار العام «قفزة الإنتاج بمشاركة الشعب الإيراني».
وأردف جهرمي: من قدرات بلادنا تصدير الخدمات الهندسية التقنية، والتي شهدنا في الماضي تصدير الطائرات من دون طيار الزراعية والروبوتات الجراحية وغيرها. ونظراً للقدرة على تصدير الخدمات الهندسية الفنية، فقد شهدنا بناء مشاريع نقل المياه وبناء السدود ومحطات الطاقة على يد خبراء ونخب إيرانية في سريلانكا، والتي تم تنفيذها وتعتبر مثالاً ملموساً على تأثير النخب الإيرانية في بلدان أخرى.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الحكومة إلى أن هذه المشاريع في سريلانكا تبلغ قيمتها 500 مليون دولار، تم توفير العبء المالي منها بالكامل من قبل حكومة هذا البلد، والتي سيتم افتتاحها خلال زيارة الرئيس الإيراني إلى سريلانكا.
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، أمس الثلاثاء، أن فرض الاتحاد الأوروبي قيوداً غير قانونية أكثر على إيران أمرٌ مؤسف، والسبب هو فقط دفاع إيران عن حقها أمام اعتداءات الكيان الإسرائيلي.
وقال أمير عبد اللهيان في منشورٍ له في منصة «إكس»: على «الاتحاد الأوروبي عدم اتباع الوصايا الأميركية لإرضاء الكيان الصهيوني المجرم»، وأشار إلى أن «الكيان الصهيوني يُواصل حرباً مُركّبة على قطاع غزّة، تزيد من المجاعة الحالية على حين يكتفي الاتحاد الأوروبي بكلماتٍ فارغة»، ودعا أمير عبد اللهيان «الاتحاد الأوروبي للعمل بمسؤولية وفرض عقوبات على إسرائيل».
في سياق منفصل، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي أن إيران وكبقية دول العالم قامت بخطوات أساسية لزيادة عدد محطات الطاقة والسعة الإنتاجية للكهرباء النووية، وقال إسلامي خلال زيارته اليوم للوحدة الأولى لمحطة بوشهر للطاقة النووية: إن كمية الكهرباء النووية المنتجة خلال العشر سنوات الماضية في محطة بوشهر بلغت 63 مليار كيلوواط ساعي، لافتاً إلى أن إنتاج هذه الكمية من الكهرباء النووية وفر 103 ملايين برميل من النفط الخام، بما يعادل أكثر من 8 مليارات دولار، أي ما يساوي أربعة أضعاف تكلفة إنشاء محطة بوشهر النووية.
وأكد إسلامي أن الوصول لإنتاج 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية هو من القضايا المهمة بالنسبة للقيادة الإيرانية، مضيفاً: إن خطة العمل لإنتاج هذه الكمية من أولويات جدول أعمال منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن