تشيلي أكدت الاحتفاظ بسفيرها طالما استمر العدوان.. وألمانيا أعلنت عزمها استئناف تعاونها مع «أونروا» … جامايكا: اعترافنا بدولة فلسطين يتماشى مع التزامنا بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة
| وكالات
أعلنت دولة جامايكا الاعتراف بدولة فلسطين، لتكون بذلك الدولة الـ142 التي تعترف بها بعد تزايد المطالبات الدولية بـ«حل الدولتين» مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، على حين تحدثت ألمانيا أمس الأربعاء عن عزمها استئناف التعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في غزة، عقب تقرير مستقل خلص إلى أن إسرائيل لم تبرهن اتهاماتها لموظفين بالوكالة بالعمل مع حركة حماس.
وحسب وكالة «وفا»، قالت وزيرة خارجية جامايكا كامينا جونسون سميث: إن الاعتراف بدولة فلسطين تم اتخاذ القرار فيه عقب مداولات في مجلس وزراء كينغستون، مؤكّدة مواصلة بلادها الدعوة إلى «حل الدولتين» باعتباره الخيار الوحيد القابل للتطبيق لحل ما وصفته «الصراع الطويل الأمد».
وتابعت: إن «اعتراف جامايكا بدولة فلسطينية يعزز التوصل إلى حلّ سلمي يدعم كرامة الفلسطينيين وحقوقهم ويضمن أمن إسرائيل»، وأوضحت أن «القرار يتماشى مع التزام جامايكا القوي بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والتي تسعى إلى توليد الاحترام المتبادل والتعايش السلمي بين الدول، إضافة إلى الاعتراف بسيادة القانون الدولي، وحق الشعوب في تقرير مصيرها».
وأعربت سميث عن مخاوف بلادها بشأن الحرب على غزّة والأزمة الإنسانية المتفاقمة، داعيةً إلى التوصل إلى حل من خلال الحوار الدبلوماسي بدلاً من الأعمال العسكرية، كذلك، جدّدت سميث دعم جامايكا لوقف فوري لإطلاق النار وزيادة إمكانية وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وخصوصاً النساء والأطفال الذين يعانون يومياً، ولفتت إلى أن بلادها تدعم جميع الجهود الرامية إلى وقف التصعيد و«إحلال السلام» الدائم في المنطقة.
يأتي ذلك في حين تعتزم إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتدعو الاتحاد الأوروبي إلى دعم ذلك، كذلك تدرس أستراليا الاعتراف بدولة فلسطين.
بدورها، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية بقرار جامايكا، وجددت في بيان أوردته «وفا» أمس مطالبتها جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين بأن تتخذ هذه الخطوة في أقرب وقت، في حين رأى المجلس الوطني الفلسطيني في خطوة جامايكا تعبيراً عن حجم التضامن العالمي والدولي مع القضية الفلسطينية وانكشاف حقيقة الدعاية الإسرائيلية التي خدعت الرأي العام العالمي والدولي لفترة من الزمن.
في الأثناء، أعلنت ألمانيا، أمس، عزمها استئناف التعاون مع «أونروا» في غزة، عقب تقرير مستقل خلص إلى أن إسرائيل لم تبرهن اتهاماتها لموظفين بالوكالة بالعمل مع حركة حماس، وقالت وزارتا الخارجية والتنمية الألمانيتان في بيان مشترك: إن الحكومة تعتزم استئناف التعاون مع الوكالة، وفق وكالة «الأناضول».
والإثنين، نشرت وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، نتائج تحقيق أجرته حول ما إذا كان بعض موظفي «أونروا» مشاركين في عملية «طوفان الأقصى»، وخلص التحقيق إلى تأكيد حياد الوكالة، واستند إلى أن إسرائيل لم تدعم اتهاماتها بأن موظفين بأونروا كانوا «عملاء لحماس» في غزة.
وعليه، حثت الوزارتان الألمانيتان «أونروا» على تنفيذ توصيات التقرير بسرعة، بما في ذلك تعزيز وظيفة التدقيق الداخلي لديها وتحسين الرقابة الخارجية على إدارة المشاريع، وقالتا: «دعماً لهذه الإصلاحات، ستواصل الحكومة الألمانية قريباً تعاونها مع أونروا في غزة، كما فعلت أستراليا وكندا والسويد واليابان وغيرها».
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية أمس: إن التقرير الصادر عن الأمم المتحدة الذي أشرفت على إعداده وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا، والذي يفند المزاعم الإسرائيلية، بمثابة دعوة لجميع الدول التي اتخذت قرارات مسبقة بوقف تمويل «أونروا» إلى مراجعة قراراتها واتخاذ القرار المناسب بإعادة تمويلها.
في سياق متصل، دعت جنوب إفريقيا المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق عاجل وشامل في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في قطاع غزة عقب انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من بعض المناطق.
وأوضحت وزارة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب إفريقيا في بيان أمس حسب «وفا» أن المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في مستشفيي ناصر والشفاء في القطاع بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي منهما تثير الرعب، وأشارت إلى أن إسرائيل التي تواصل حربها على غزة تتجاهل قرارات محكمة العدل الدولية وتظل دون عقاب رغم أن الأدلة المتعلقة بعمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها ضد المدنيين تشير إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
ودعت جنوب إفريقيا المحكمة إلى إطلاق تحقيق شامل ومحايد في هذه القضية وفقاً لمعايير القانون الدولي للكشف عن الحقائق وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، لافتة إلى أن القانون الإنساني الدولي يحمي حياة الإنسان في أوقات الحرب بحظر الهجمات ضد المدنيين وأنه من واجب المجتمع الدولي ضمان التحقيق بشكل مناسب في الفظائع المرتكبة.
جاء ذلك، فيما وصف الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش أمس الأربعاء، الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة بأنها «همجية»، وأكد إبقاء سفير بلاده لدى «تل أبيب» في تشيلي «طالما استمرت المذبحة في غزة»، وقال في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي: «دعونا لا نتوقف عن الدهشة والغضب من الهمجية التي تنفذها الحكومة الإسرائيلية في غزة».