رام اللـه طالبت بتحقيقات دولية مستقلة بالمقابر الجماعية في قطاع غزة … حماس: نبلور موقفنا من الرد الإسرائيلي ونحذر من وصاية على «أونروا» بديلة عن الأمم المتحدة
| وكالات
أكد قيادي في حركة حماس أمس السبت أن التواصل مع القيادة في غزة جارٍ من أجل «بلورة» الموقف النهائي من الرد الإسرائيلي بشأن المفاوضات، وحذرت الحركة من جانب آخر من أي «جسم دولي يشرف على عمل منظمة أونروا كبديل عن الأمم المتحدة»، في حين أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن إخفاق المجتمع الدولي في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين بوحشية متزايدة.
وحسب موقع «الميادين»، أكد قيادي في حماس أن الحركة تدرس الرد الإسرائيلي بشأن المفاوضات، وأشار إلى التواصل مع القيادة في غزة، بهدف بلورة الموقف النهائي منه، موضحاً أنه من المتوقع أن يصدر رد الحركة خلال أيام.
جاء ذلك بعدما أعلن خليل الحية، نائب رئيس حماس في غزة، أن الحركة تسلّمت، أمس السبت، ردّ الاحتلال على موقفها الذي سلّمته للوسطاء قبل أيام، وأضاف: إن حماس ستقوم بدراسة هذا المقترح، لتسلّم ردها إلى الوسيطين المصري والقطري حال الانتهاء من ذلك.
بدوره، أكد قيادي في المقاومة الفلسطينية أول من أمس الجمعة أن الاحتلال اضطر لإجراء بعض التغييرات على مقترحه الأخير، بعد أن وصل إلى قناعة بأن رفض حماس وسائر فصائل المقاومة لمقترحه (الاحتلال) هو «مطلق وحاسم».
وأضاف: إن الإسرائيليين باتصال مستمر مع مصر في الوقت الحالي للتوصل إلى صيغة يمكن أن تقبلها المقاومة، مشيراً إلى أن حماس أبلغت القاهرة بأنها لن تقبل أي مقترح أو صيغة لا تتضمّن وقفاً لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
والخميس الماضي، أكد ممثل حماس في لبنان، أحمد عبد الهادي، أن الحركة معنية دائماً بالوصول إلى صيغة أو صفقة يتم من خلالها إنهاء العدوان على غزة، وشدّد على أن الحركة غير مسؤولة عن تعثّر المفاوضات، مؤكداً جديتها ومرونتها في التفاوض، في مقابل مراوغة رئيس حكومة الاحتلال، وانقلابه على ما يتم طرحه من أفكار، وهو ما جعل المفاوضات سابقاً تدور في حلقة مفرغة.
من جانب آخر، حذرت حركة حماس في قطاع غزة من أي «جسم دولي» يشرف على عمل منظمة أونروا «كبديل عن الأمم المتحدة»، معتبرة أنها مجرد محاولة أخرى لتفريغ و«تبهيت» عمل المنظمة بعد إضعاف خدماتها.
وفي بيان لها، قالت دائرة شؤون اللاجئين في الحركة في القطاع: «نحذر من أي جسم دولي يشرف على عمل أونروا كبديل عن الأمم المتحدة، ونعتبرها محاولة أخرى لتفريغ وتبهيت عمل الأونروا، خاصة مع استبدال خدماتها الإغاثية بشكل عملي في قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى إضعاف خدماتها المقدّمة».
وجددت الدائرة دعوتها لكل الأطراف الدولية التي امتنعت عن دعم «أونروا»، إلى الوقوف أمام مسؤولياتها تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في القطاع من حرب إبادة، وأضافت: «نؤكد أن كل المحاولات التي تهدف لشطب أي عنوان من عناوين قضيتنا في القدس أو النكبة أو الأرض، لن تؤدي إلا إلى اشتعال مزيد من الحرائق تجاه الأمن والسلم العالميين».
وفي وقت سابق، خلص تقرير اللجنة المستقلة المكلفة من الأمم المتحدة حول عمل وكالة «أونروا»، إلى أن إسرائيل لم تقدم أي دليل على اتهاماتها للوكالة، مؤكداً أن اونروا لا بديل لها ولا يمكن الاستغناء عنها، وبذلك تم دحض مزاعم إسرائيل بأن 12 من موظفي الوكالة شاركوا في «طوفان الأقصى» التي نفذتها حماس في 7 تشرين الأول وغيرها من تهم الإرهاب لموظفي الوكالة.
في غضون ذلك، أكد مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أن إخفاق المجتمع الدولي في وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شجع الاحتلال على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين بوحشية متزايدة في انتهاك صارخ لكل الأعراف القانونية ومعايير الكرامة الإنسانية.
وذكرت وكالة «وفا» أن منصور أوضح في رسائل إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة أن هذا الوضع الخطر وغير الإنساني يتطلب اتخاذ إجراءات دولية فورية لحماية الفلسطينيين، مشدداً على ضرورة أن تكون هناك تحقيقات دولية مستقلة بكل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، بما في ذلك التحقيقات بالمقابر الجماعية التي تم اكتشافها مؤخراً في غزة.
وأشار منصور إلى المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في مجمع مستشفى ناصر في جنوب القطاع ومستشفى الشفاء في مدينة غزة، والتي تكشف النمط المروع من القتل والاستهتار التام بالحياة البشرية من قبل الاحتلال، محذراً من تزايد التهديد باجتياح رفح جنوب القطاع التي يلجأ إليها ما يقرب من 1.5 مليون فلسطيني، نصفهم من الأطفال، نزحوا إليها بحثاً عن الأمان.
وفي السياق، أشار منصور إلى تصاعد الهجمات والاعتداءات «المسعورة» التي تنفّذها ميليشيات المستوطنين الإسرائيليين ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وبيوته وممتلكاته في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية بدعم وحماية جيش الاحتلال والتي تعد جرائم حرب موصوفة, وأوضح أن الشعب الفلسطيني يتطلع إلى وفاء مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤولياته، من خلال اعتماد تدابير لتنفيذ قراراته التي تنتهكها إسرائيل بشكل صارخ، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقه في تقرير المصير واستقلال دولته فلسطين وعاصمتها القدس.
وشدد منصور على أن الوقت قد حان لإنهاء انعدام الأمن الإنساني الشديد والحرمان المفروض على الشعب الفلسطيني، وللوفاء بعقود من الوعود والعهود المكسورة لتحرير الشعب الفلسطيني من هذا القمع والوحشية وإنهاء هذا الظلم التاريخي.